التعليق في الاسفل جاءني من احد زملاء التغريد وكان على الموضوع التالي:
سياسة التصحر
صاحب التعليق: @
بادئي ذي بدء يجب أن نقر بأن جميع الجهات المعنية بالبيئة بالكويت هي جهات تعتمد على معين مالي واحد هو الخزانة العامة سواء أكانت جهات بيئية حكومية كالهيئة العامة للبيئة أو جهة نفع عام كالجمعية الكويتية لحماية البيئة أو تطوعية كفريق الغوص الكويتي, جميع هذه الجهات على إختلاف نظام تأسيسها وهيكلها التنظيمي والعاملين عليها وفيها يعتمدون إعتمادا كليا على المال الحكومي.
وبعد هذا لنتناول السيرة الذاتية لمسلسل حلقات التعديات البيئية, قاعدة خفر السواحل التي أقيمت في وسط المنطقة الساحلية الجنوبية هاتين الحلقتين من مسلسل الجور والعدوان الكائنان على البيئة الكويتية هما فقط على سبيل المثال لا الحصر فهناك الكثير من الحالات لإعتداءات وقعت على البيئة البرية.
وعودا على ما أسلفت من قول بأن جميع الجهات البيئية تعتمد في مداخيلها ومواردها المالية على الخزينة العامة أشير بالذكر أن الهيئة العامة للبيئة وهي الجهة التي يفترض أن تكون العراب فيما يخص البيئة الكويتية في مختلف منتحيها هي من صرحت بأنه لا ضرر بيئي من إنشاء قاعدة خفر السواحل في وسط المنطقة الجنوبية الساحلية محيدة بنظرها عن الضرر الجسيم الذي سينجم عن تغيير الطبوغرافية للساحل في المنطقة التي ستقام فيها هذه القاعدة , فعلى سبيل الفرض الجدلي المحض بأن لو كانت الهيئة العامة هي جهة ذات مورد مالي مستقل لكانت على الأقل قالت كلمة لا كتسجيل موقف لرفضها لمثل هذا التجاوز الجسيم.
وبالنسبة لجمعية حماية البيئة الكويتية فهي وإن أطلق عليها تسمية جمعية نفع عام إلا أنها في بداية كل سنة مالية تقف ضمن الطابور الطويل بإنتظار الكرم الحكومي لتصرف ميزانيتها السنوية وبالتالي لا يمكن أن يكون لها موقف قوي مناهض لما قد تتعرض له البيئة الكويتية وإذا كان لها موقف فلا يعدو أن يكون بيان صحفي على استحياء ويتضمن عبارات عامة من غير ذوي الإختصاص ولا ترقى لمستوى المشكلة التي تنتظر التعامل معها.
والأن لنتناول ما نحتاجه في الكويت للحصول على وعي بيئي سليم مواكب لما نراه عندما نسافر أثناء إجازاتنا الصيفية , يجب أن نشجع التعامل الصديق مع البيئة فهناك وأذكر هذا الموقف من واقع تجربة شخصية عايشتها في منتزه ال
Centerparcs
في المانيا حينها قام أبنائي ومنذ اليوم الأول لوصولنا للسكن في هذا المنتزه وعلى مدى أسبوعين بالإحتفاظ بكل زجاجات المرطبات وقناني المياه في كرتون كبير وقبل مغادرتنا للمكان حملوا هذا الكرتون إلى مركز التسوق هناك وبعد قليل من الوقت عادوا ومعهم 10 يورو وبسؤالهم ذكروا بأن هناك مكائن لوضع الزجاجات والقناني البلاستيكية وبعد ذلك يقوم الجهاز بإخراج النقود بحسب وزن الأغراض التي أودعت بداخل الماكينة.
وفي المقابل يرمي الأباء والأمهات في الكويت هذه الأشياء من نافذة السيارة فأين الثرى من الثريا.
حتى العمالة المنزلية أصبحت شريكة في الإعتداء على البيئة فنشاهدهم في موسم البر يلقون أكياس الشبس والقمامة في البر لتتناقلها الرياح والكثير الكثير من الأفعال السلبية كل ذلك دون أن يقوم رب الأسرة بلفت نظرهم أو مؤاخذتهم على تلك الأفعال إنطلاقا من مقولة فاقد الشئ لا يعطيه.
أجزم بأننا بحاجة إلى نقلة نوعيه أو لأكون أكثر دقة في وصفي بحاجة إلى غسيل لأدمغة المسئولين في البلد وإعادة تعليمهم وتثقيفهم بكل ما يرتبط بالبيئة من بعيد وقريب لكي يكونوا أصحاب قرارات خضراء صديقة للبيئة, ومن ثم نتناول الفئات العمرية الصغيرة في المدارس وتعليمهم الثقافة البيئية الصحيحة وعمل برامج ثقافية وتحفيزية لمن يتميز منهم وكذلك تشجيع القطاع الخاص بعمل برامج مرادفة تعنى بالبيئة وتشجع على التعامل الإيجابي معها.
هذا يا أخي الفاضل بعض ما فاضت به قريحتي ولمجرد التنويه لقد عملت في مجال خدمة البيئة البحرية وتوثيقها لسنوات طويلة ولم أجد طوال تلك السنوات سوى ردود أفعال سلبية وعدم تعاون من المعنين بالأمر والقائمين على البيئة على الصعيدين الحكومي والتطوعي.