Friday 18 December 2009

الاحتباس الحراري ونهاية العالم



حتى كتابة هذه السطور ولايزال ممثلو دول العالم مجتمعين في العاصمة الدنمركية، مفاوضين على أعلى المستويات خاضوا اجتماعات صعبة للغاية منذ بداية الاسبوع حتى هذه اللحظات على أمل الوصول الى اتفاقية تحد من أخطار استمرار انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المتسبب في زيادة درجة الحرارة على كوكب الأرض، هذه الظاهرة التي يطلق عليها ظاهرة الاحتباس الحراري قد تكون المسؤولة حسب رأي علماء البيئة عن الكثير من الكوارث الطبيعية وعن ارتفاع سطح البحر الى درجة أن كثيرا من الأراضي المكتظة بالسكان ستنتهي ومن عليها تحت سطح البحر، لا يمكن التنبؤ بدقة ما الذي سيحصل لو استمرت درجة حرارة الأرض بالارتفاع الا أن بعض علماء البيئة يعتقدون أن نهاية العالم ستكون بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، ولهذا اتفق الجميع في كوبنهاغن حتى الان على شيء واحد وهو أن الفشل ليس خيارا في هذا المؤتمر فرغم كثرة الخطوط الحمراء التي وضعتها كل دولة ومع هذا فان التشاؤم هو المخيم على أجواء المؤتمر وذلك بسبب نقاط الخلاف التي قسمت العالم الى دول متقدمة بمواجهة الدول النامية. ومن أهم نقاط الخلاف هذه كيفية استلام المبالغ التي خصصتها الدول الغنية والمتقدمة من أجل مساعدة الدول النامية على تخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة في المصانع واستبدال الوقود التقليدي بالوقود النظيف.

ولكن أين العرب من كل هذا؟ ولماذا لا يتناول الاعلام العربي هذه القضايا ويفصلها ويشرحها للناس؟ وكل ما تمت مناقشته عن هذا المؤتمر هو قضية الرسائل الالكترونية المسربة التي أربكت المشاركين في المؤتمر وعن بعض المظاهرات التي حدثت في شوارع كوبنهاغن، وكأن صلب الموضوع لا يعنيهم وكأن العرب على كوكب غير الكوكب الذي اجتمع العالم من أجل انقاذه.

الاعتقاد السائد في بلادنا العربية والاسلامية هو أن للأرض رباً يحميها ولا يمكن للانسان أن يعجل بنهايتها وانطلاقا من هذا فالمسلّم به هو أن يوم نهاية العالم أي القيامة بيد الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن لأي شيء اخر من فعل الانسان أن يغير هذه الحقيقة لا الحرب النووية ولا الاحتباس الحراري ولا شيء آخر. ولكن هل من الحكمة تجاهل كل ما توصل اليه العلماء والاستمرار في تدمير البيئة وهو بالمناسبة نوع من أنواع الفساد الذي انتشر في الأرض ومن ثم نتعذر بأننا مؤمنون وايماننا يمنعنا من تصديق العلماء. حسنا لا تصدقوا أن الاحتباس الحراري سينهي العالم ولكن ماذا عن الكوارث الطبيعية التي ومن المؤسف ستكون ضحيتها شعوب فقيرة وكأن القدر اختارها لتسديد فاتورة أخطاء الشعوب الغنية.

السيد محمد الصبان ممثل الوفد السعودي استثمر فضيحة الرسائل البريدية المسربة لخدمة التوجه العربي لكي يعبر عن رفضه لنظريات العلماء والتشكيك بصدقيتهم، في الحقيقة السبب وراء ذلك هو أن العقلية العربية ليس باستطاعتها التفكير بالمستقبل، مؤتمر البيئة من شأنه أن يصدر توصيات تتطلب الكثير من العمل والجهد وتستوجب عدم التأخر بالشروع بالعمل من أجل حماية العالم بعد 20 أو 30 أو حتى 40 عاما من الان، وهذا ما لا يستوعبه العقل العربي فنحن لم نحضر لحقبة ما بعد النفط ولم نفكر بالاجيال القادمة ولم نهتم في تاريخنا كله بمن يأتي بعدنا فما الذي تغير اليوم وما الذي يجعلنا نسعى للحد من اثار ظاهرة الاحتباس الحراري؟ اذا كنا سنترك الأرض بعد 40 عاما فلماذا نتركها صالحة للحياة؟

9 comments:

Anonymous Farmer said...

مو بس جذيه

يقولك إن الحروب القادمة ستكون على ندرة الماء

لكن احنا من هالناحية بخير

راح نكون ميتين من اليوع من زمان

مـغـاتيــــــــــــر said...

مساء الخير

أعتقد ما كتبت في الفقرة قبل الأخيرة هو بالضبط سبب خمول العقلية العربية

هم متكلين على رب العالمين بهذاالمعنى تماما ، و أنهم غير معنيين بهذه الأمور بل يأخذون الموضوع من باب التهكم احيانا

حتى أصبحت جمل مثل "الله اللي يعلم" و "محد يعرف الغيب" و "كله بيد الله" تستخدم بمعنى بليد جدا و مستسلم للأحداث

لا يفترض أن يكون الإيمان بالله هكذا لكن واضح أن المفهوم يحتاج إعادة تعريف

و شكرا لك

:-)

بو محمد said...

السلام عليكم بو مهدي

طلة جميلة أثلجت الصدور

تعليقي على الموضوع طويل جدا

و متشعب جدا

و عميق جدا

و صعب جدا

و لكن، دعني أقول ببساطة

منذ متى و الحكومات العربية تتعامل مع شعوبها بشفافية؟

ثقب الأوزون ليس وليد اللحظة أو اليوم أو السنة، و لكن ماذا تغير؟

صفقات المفاعلات النووية و انتقالها من أوروبا على التحديد إلى دول العالم الثالث؟

باسم من تسجل أغلب المخالفات البيئية؟ و مسولية من؟

هل السواد الأعظم من الشعوب يفهم ماهية الأحتباس الحراري؟ ليش، هل يعرفون بأن الماء يتكون من ذرتان من الهيدروجين مرتبطتان تساهميا مه ذرة من الأوكسجين مثلا؟


لماذا لم يتطرق مثلا مسؤولوا الحكومتين الكويتية و الأمريكية إلى موضوع استخدام اليورانيوم المنضب و التلوث النووي في الكويت إلى الآن؟

Do you remember the "Gulf War syndrum? Did anybody talk about it in details?

ماذا عن اختلاف معدلات النمو السكاني في مختلف دول العالم و اختلاف عدد السكان و ليس الكثافة السكانية بين تلك الدول و ما هل هناك دراسات مقارنة بين دول مثلا كالولايات المتحدة و قبرص مثلا من حيث انبعاث الغازات السامة و غير ذلك

خلني أسكت لأني شبيت

شكرا يا بوصلوح على الموضوع مع اعترافي التام بأن القضية لا تعني أي شيء إطلاقا بالنسبة للحكومات العربية لأن التعليم و المعرفة ليس من نقاط أجنداتها و لكن المسؤولية الأكبر تقع نوعا ما على عاتق الدول الصناعية بالدرجة الأولى

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

اقصوصه said...

الله يستر :(

Safeed said...

دول هامشية لا صوت لها ولا تأثير، ماذا تتوقع منها؟
من الظلم وصف العرب بانهم الوحيدون الذين يملكون هذا الاعتقاد، فهو مشترك بين اغلب الدول غير المؤثرة التي ترى أنها سلبت التأثير بحكم مؤامرات الدول الغربية
!!

دع العرب بعيدين، فهذا أفضل لهم، ولنا . فما جادلوا بشيء إلا ضرّوه أكثر مما نفعوه

بـنـت بـطنـهـا said...

مساء الخير

والنعم بالله وبالفعل رب الكون اهو اللي حافظ الكون .. لكن سؤال يعني شنو اللي يمنع ان نتطلع على امور مثل هذي ودراستها والاخذ ببعض الاعتبارات بهذا الشأن ؟؟

ليش بكل مجال نخلي الناس تفكر بدالنا .. عندنا طاقات هائلة وعلى قدر كافي من الوعي والعلم

وليش هالتكتم بامور كثيرة؟؟ كأن يكون المواطن العربي في سبات عميق لن يصحو منه إلا لقول بعض الشعارات ويرجع يكمل غفوته

ليش ما نثق في انفسنا وفي طاقاتنا ؟؟ ليش ما نفكر حق نفسنا .. ثق تماما ان بعد ما نعدي المرحلة هذي راح نكون بخير

RLdVW said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

hi
Iam doing a reserach on this topic ..
whose interested to help me in accessing data !??

Salah said...

شكرا للجميع على ابداء الرأي واثراء الموضوع

العزيز انانيموس

اذا كان باستطاعتي المساعدة فلن أبخل بها عليك. تفضل وفصل لنا كيف لي ان أساعدك؟