Tuesday, 19 January 2010

gone with the wind


الكلاسيكيات تعتبر محور تراث وثقافة الشعوب، فالعمل الكلاسيكي ان كان مسرحية أو فيلما سينمائيا أو رواية أو مقطعا موسيقيا يعتبر انعكاسا حقيقيا لعمق التراث ومدى غناه وأصالته، ومن لم يشاهد شيئا من الاعمال الكلاسيكية للشعب لم يطلع على تراثه ولا على ثقافته حتى لو قضى عمره بالاقامة عندهم، من منطلق تثقيفي أكثر من أن يكون مجرد تسلية اخترت الفيلم الكلاسيكي المشهور «ذهب مع الريح» ليكون فيلم السهرة لي ولعائلتي الصغيرة في عطلة نهاية الاسبوع الماضية، وبعد محاولات من الضغط الممزوج بالحنان الأبوي والتشجيع المخلوط بالتهديد والوعيد، استطعت جعل ابني صامدا أمام شاشة التلفاز لمدة ثلاث ساعات ونصف وهي تعرض فلم من انتاج سنة 1939 وهو أمر ليس باليسير خاصة بعد مشاهدة فيلم «أفاتار» المعروض على شاشة الايماكس ثلاثية الأبعاد.

لماذا اخترت لهم هذا الفيلم دون غيره؟ ببساطة لأنه يحكي قصة أبطالها كلهم من الجنوب في أمريكا أيام الحرب الأهلية التي نشبت بين الشمال والجنوب، ولأن القصة تظهر معاناة الجنوبيين مع هذه الحرب التي جاءت بعد أن كانوا في قمة ازدهار الحضارة في ذلك الحين، وجاءت الحرب ودمرت كل شيء وقتلت رجالهم وأيتمت أطفالهم ورملت نساءهم، وتشرد بسببها من تشرد وانتشر الفقر بين الناس والمجاعة وشهدوا بأم أعينهم كيف أن حضارتهم ذهبت مع الريح. وأثناء مشاهدة هذا الفيلم سألني ابني ان كان الشماليين، أو «اليانكيز» كما كان يطلق عليهم الجنوبيون، هم الأشرار في هذه القصة، وقبل الاجابة على هذا السؤال اضطررت لشرح أسباب الحرب الأهلية له وكيف أصر الجنوبيون على عدم المثول لقرار الحكومة الفيدرالية في ذلك الحين الذي يضع نهاية للعبودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها سألته من تعتقد أنهم الأشرار الان؟ فكان جوابه أن من عارض تحرير العبيد هو سبب الحرب وهو المخطئ بلا أدنى شك ولكن الفيلم يظهر اعتداء الشماليين على الجنوبيين ويظهر معاناتهم من هذا الاعتداء وكذلك يظهر معاملة بعض الجنوبيين الحسنة للعبيد، قلت له ان المعاملة الحسنة للعبيد لا تعد بديلا يوازي إعطاءهم الحرية التي يستحقونها، وأما عن معاناة الجنوبيين فقلت له حقا أن أغلب ضحايا الحروب هم من لا ناقة ولا جمل لهم فيها، فلا الجنوبيون في هذه القصة ولا أي انسان اخر يجب أن يعيش هذه المعاناة، وحتى لو كنا نرى فداحة الخطأ الذي وقع فيه الجنوبيون الان هذا لا يعني أنهم يمثلون الشر المطلق.

وهذا بالفعل ما كنت أود أن أبينه لأبنائي وهو أنه لا يوجد حق مطلق ولا باطل مطلق في جميع الحروب التي درسوها في المدرسة ولا يجوز اطلاق الاحكام على كل من ينتمي الى جهة ما لمجرد أن هذه الجهة نراها مخطئة في موضوع معين، لا أريدهم أن يصدقوا البروباغندا بغض النظر عن مصدرها، ولا أريدهم أن يغيبوا العقل ويصدقوا بسطحية وسذاجة كل ما تنقله وسائل الاعلام لهم.

تاريخ النشر 20 يناير 2010

Monday, 11 January 2010

بدون قناع



هناك مجموعة من الحقوق الأساسية والحريات التي يجب أن يتمتع بها كل انسان على وجه الأرض، دون أي تمييز بسبب اللون أو اللغة أو الدين أو المذهب أو الجنس، هذه الحقوق تشمل الحق في الحياة والتمتع بالحرية وحق العمل والحماية من البطالة وحق الزواج وحق التعلم والعلاج والى اخره من الحقوق الأساسية التي يجب على الحكومات العمل على ضمانها لكل من يتواجد على أراضيها، هذه الحقوق جاءت في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اعتمدته الجمعية العامة في الأمم المتحدة في عام 1948، هذه هي الحقوق المدنية التي يجب أن يتمتع بها كل انسان، وأقولها بكل ثقة ومن دون أن أتكبد عناء البحث أن كل الدول المتقدمة والمتحضرة في العالم لها قوانين تحفظ الحقوق المدنية للناس، ولا يمكن لأي نظام سياسي أن يحترمه العالم وأن يعتبره متحضرا ان لم يكن فيه من الضمانات القانونية التي تلزم سلطة النظام السياسي هذا على توفير كل السبل التي تيسر للفرد الحصول على هذه الحقوق، وأن يكون هناك من القوانين التي ترغم السلطة على عدم التعدي على حقوق الفرد،هذه القوانين ما كانت العامل المشترك الوحيد بين هذه الدول بل ان هناك أمر اخر وهو أن من سعى وكافح لتطبيق هذه القوانين هم الليبراليون في مقابل القوى المحافظة لهذه البلدان، ومازال الليبراليون هم الذين يحافظون على روح هذه القوانين وسلامتها، السبب الذي يجعل الأحزاب الليبرالية مؤيدة بشكل دائم ومستمرة للحقوق المدنية هو أن هذه القوانين منسجمة مع مبادئها.

في الكويت هناك مجموعات سياسية تطلق على نفسها ما تطلقه من المسميات على سبيل المثال التيار المدني أو التيار الوطني أو التيار الديمقراطي، ويتحدثون عن أنفسهم وكأنهم حماة المبادئ الليبرالية، هؤلاء استشكلوا على النواب الاسلاميين الاسبوع الماضي لأنهم لم يلتزموا بفتاوى رجال دين كويتيين حرموا اسقاط الفوائد، نجدهم اليوم يقفون حجر عثرة أمام اقرار قانون يعيد بعض الحقوق وليس كلها للبدون، الليبرالية بالنسبة لهؤلاء هو التحرر من كل مبدأ بما في ذلك مبادئ الحرية والمساواة، كيف تبررون موقفكم هذا يا ليبراليين؟، النواب الاسلاميون قالوا إنهم أخذوا بقول رجال دين اخرين أفتوا بجواز اسقاط الفوائد أما أنتم فكيف عملتم بكل جهدكم ووجهتم كل طاقاتكم من أجل عدم تحقيق شيء من العدالة والمساواة لفئة شئنا أم أبينا هم يعيشون على أرض الكويت وبذلك فان ضمان حقوقهم المدنية من واجبات الحكومة الكويتية بوجود قانون أم بغيابه، ستقولون سمعة الكويت هي المبرر لعرقلة اقرار القانون لأنه يعترف بشرعية وجودهم، وهذا ما لا أفهمه أبدا فكيف يكون هذا القانون مسيئا لسمعة الكويت وحرمان الناس من حقوقهم الأساسية ليس بمسيء، واذا كان المبرر هو وجود مجرمين على حد تعبيركم فهذا القول يكشف عن أسوأ حالة وصلت اليها الليبرالية الكويتية ودليل على أنها تتعامل مع الليبرالية على أنها قناع ليس أكثر يختبئ خلفه وجه قبيح للعنصرية، لأن هذه الحقوق لا تسقط كلها حتى عن من ارتكب الجرم بنفسه فكيف تريدون أن تسلبوها من كل البدون بحجة أن بعضهم ارتكب جرائم، الناس سواسية في الكرامة الانسانية ولا يجب أن يفرق بينهم القانون بسبب اللون أو الجنس أو الدين ومهما كانت الجنسية وحتى ان كان يطلق عليهم بدون، هذا ما أفهمه من مبادئ العدالة والمساواة وهذا ما تطبقه الدول المتحضرة، فهل سنكون بمصاف الدول المتحضرة يوما ما؟.

تاريخ النشر 2010-1-12

Wednesday, 6 January 2010

أحلى سنو


Christmas Tree
Originally uploaded by 9ala7
كنا بانتظار تساقط الثلوج بفارغ الصبر هذا العام، فمنذ أن سمعنا أن هناك فرصة كبيرة لتساقط الثلوج هذا العام ونحن في حالة ترقب، في ديسمبر الماضي سمعنا في الأخبار أن لندن وبعض المناطق الشمالية غطتها الثلوج، فقلنا لا بأس سنترك ويلز التي لا تعرف غير المطر وسنقضي عطلة أعياد الميلاد في لندن وحتما أننا سنحظى بشيء من كرم السماء، ولكن كانت المفاجئة التي لم تكن على الخاطر أن الثلوج قد تساقطت على ويلز بدل لندن وكأن الجو يعاندنا وكدت أن أعانده وأتحداه واخذ قرض من البنك وأحجز تذاكر طيران الى سويسرا وأستمتع في الثلج هناك. ولكن سمعت أن الملكة لن تقبل باسقاط القروض مهما كانت الكلفة السياسية وحتى لو وافق على ذلك حزب العمال والمحافظين.

المهم أننا صبرنا ورجعنا الى ديرتنا ولم نرى الثلج حتى صباح هذا اليوم الذي كان يوم سعيد بالنسبة للكبار قبل الصغار، ليس فقط لأن اللعب بالثلج لا يعرف لا كبير ولا صغير ولكن لأن الثلج كان عذر رسمي للتغيب عن الدوام والدوام لله

وكل عطلة ثلجية والجميع بخير

بقية الصور على الرابط التالي: