Sunday 27 March 2011

الشعب يريد ان يكون هو النظام


كم يختلف هذا العالم غربه عن شرقه، على سبيل المثال في الغرب في كل المشاكل التي تحدث عندهم اول من يحصل على نصيبه من اللوم والانتقاد اللاذع هي الحكومة والشرطة والوزراء وحتى النواب اما الشعب فهو مقدس لا احد يسئ اليه الا اذا اراد أحد ان يحصل على ما يستحق من ردات الفعل. اما في الشرق فكل مشاكلنا اما بسبب الشعب او من تدبير قوة خفية.

حتى المخربين في مظاهرات لندن يوم امس لم يحصلوا على اكثر من خبر في وسائل الاعلام التي نقلت افعالهم التي وثقتها الكاميرات. لكن بعد عرض الخبر بدأ النقاش عن تقصير الشرطة وعن تقصير الحكومة وعن فشل المسؤولين في التعامل مع الاحداث.

بالطبع السبب واضح لهذا الاختلاف وهو ان في الغرب الشعب هو النظام، ولهذا كل اجهزة النظام يجب عليها ان تحترم الشعب التي هي ادوات لخدمته. اما في الشرق فالشعب يشكل عبء على النظام واجهزة النظام تغتنم الفرص للانتقام ممن يقلق راحة واطمئنان النظام.

حتى يحصل الشعب على الاحترام الذي يستحقه يجب ان يطالب بأن يكون هو النظام.

Sunday 20 March 2011

البحرين في محيط الاستبداد


لا بد ان أبدأ هذه التدوينة بالسؤال التالي

هل ما يحصل في البحرين سببه الطائفية؟

وذلك لان كل من يريد ان يتناول موضوع ثورة البحرين مؤيدا كان او معارض او حتى محايد، يشير الى الأسباب الطائفية وكأنها حقيقة.

بالتأكيد ان وجود اغلبية شيعية وحكم سني وان هناك احتياجات معيشية يفتقدها الكثيرين من هذه الاغلبية وان المعتقلين والمنفيين السياسيين من هذه الاغلبية، كل هذه حقائق لا يمكن تجاهلها، (وبالنسبة للبعض التدخل الايراني وولاء هؤلاء لايران يعتبرونها حقيقة) لكن هذا قد يكون من اسباب عدم الاستقرار وقد يكون من اسباب الثورة ولكن بالتأكيد ليس السبب الوحيد.

لكن تعامل الجميع مع هذه المسالة على اساس طائفي له اسبابه، فكيف يمكن لكل من ايد المعارضة وهو شيعي يصبح طائفي، وكل من ايد القمع الخليفي وايد التدخل السعودي بغطاء درع الجزيرة (او الغزو حسب ما يفهم من القانون الدولي) فهو طائفي؟

اعتقد ان بذور الثورة وعدم الاستقرار متوفرة في كل الدول التي لا يوجد فيها نظام سياسي يحقق تمثيل عادل لكافة اطياف الشعب. يعني الثورة ممكن ان تنفجر في اي دولة من دول العالم الثالث ولا يوجد استثناء. ولكن ما يعجل حدوثها هو وقوع الظلم البيّن على غالبية الشعب المتمثل بتهديد مصدر الرزق والحرمان او الاعتداء على مقدسات الناس. اما ما يمنع حدوث الثورة فهو شيء واحد لا غير وهو الشروع بالإصلاح السياسي وعدم التأخر به. والناس في عصر الحريات لن يقبلوا بغير الحرية ولن يقبلوا الا بان يحكموا انفسهم بانفسهم او كما قالت البنت المصرية ايام ثورة المصريين (احنا عاوزين نشيل رئيس ونحط مكانه رئيس). قد يصبر الناس على النظام اذا وجدوا ان هناك امل لتحقيق طموحهم، حتى لو كان التطبيق الكامل لهذا الطموح ليس فوريا. اما اذا انفجرت الثورة لا مجال للحوار بين المعارضة والنظام، لان فكرة الثورة ان يصبح الشعب هو النظام الذي يشمل المعارضة والحكومة والذي تتبدل فيه الأدوار من حين الى حين. فرصة الاصلاح يمتلكها النظام واذا ضاعت من يده عليه ان يتقبل الهزيمة ويرحل.

برايي المتواضع ان تهديد النظام القائم في البحرين هو مصدر القلق الحقيقي بصرف النظر ان كانت المعارضة شيعية او سنية. الصورة الكلاسيكية للصراع الطائفي بين السنة والشيعة لا يمكنني ان اتقبلها بهذه السهولة. صدقوني.. أقنعوا السنة في اي قُطر بالقيام بالثورة وسوف ترون كيف يحلل وعاظ السلاطين قتلهم والتنكيل بهم ولن ينقذهم مذهبهم من بطش السلطان.

اي احد يهدد مثلث نظام الخليج المقدس (ثورة نفطية، اسرة حاكمة، وشعب مخدر بالدين او بالمال) ستنزل عليه اللعنات.

حسنا اعلم أني لم اضف اي معلومة جديدة للقراء لانه معروف للجميع ان الحكم العقيم والحاكم مستعد ان يكون بن علي او مبارك او صالح او القذافي من اجل التمسك بالكرسي. لكن السؤال كيف سيحصل الحاكم على تاييد الشعب على القتل والتنكيل ان غابت الطائفية؟ وأقولها بكل ثقة ان من السهل ايجاد حجة اخرى لضرب الناس. سيدرسون تاريخهم وأصولهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى يجدوا شيء يساعدهم على التنميط والتصنيف ويطبخونه ويقدمونه على طبق لشعوبهم والشعوب ستتبنى هذه الحجة بكل سهولة لانها جزء من هذا المقدس الذي اشرنا اليه في الاعلى.

Friday 18 March 2011

غزوة اللؤلؤة









ارتبط الوجود المادي لدوار اللؤلؤة بالشعور المعنوي للحرية. هدموه لان الطغاة اولا لا يريدون ان يروا ما يذكرهم بالزلزال الذي هز عروشهم وثانيا لان الطغاة يزعجهم وجود اي رمز مادي لأي قيمة معنوية تهدد سلطانهم وقد تحرك مشاعر الناس مرة ثانية.

لكن يبقى السؤال ما هم فاعلون يا ترى لو ربط البحرينيون الحرية بالتراب؟ هل سيغطونه باللاسمنت؟ وما هم فاعلون لو انهم ربطوا الحرية بالعلم البحريني الأحمر؟ هل سيغيرون لون العلم الى اخضر لا سمح الله؟

لو لم اكن اعرف ان اتخاذ رمز للحرية ليس بالأمر اليسير لقلت لهم اتخذوا الجسر الذي عبر عليه قوات القمع لعل الطاغية يهدمه فينقطع عنه الإمداد!

Wednesday 16 March 2011

ثورة البحرين والعقول الصغيرة





كم كنتِ محقة يا إلينور روزفلت عندما قلتِ ان "العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول المتوسطة
تناقش الاحداث العقول الصغيرة تناقش الأشخاص
" فبعد ان أخذت الاحداث منحى خطير في البحرين واصبح الجميع خبيرا في السياسة الإقليمية، أتتني الكثير من الأسئلة بسبب ما كنت اكتبه في تويتر كنت أحاول ان اناقش اصحاب هذه الأسئلة لكن النتيجة غالبا ما تكون مخيبة للتوقعات. يبدأ الحوار عادة حول الاحداث الجارية في البحرين، ولاني احيانا مغرور ولا اكتفي ان اكون من اصحاب العقول المتوسطة واطمح ان اكون من اصحاب العقول الكبيرة. أحاول ان انتقل بالحوار من مناقشة احداث البحرين الى مناقشة المبادئ التي بسببها بدات الثورة وبسببها استمرت وبسببها انقسم الناس بين معارض بشدة ومؤيد بشدة. لكن النتيجة دائماً ما تكون ان ننتقل بالحوار مما يجري على ارض الواقع الى مناقشة ان كان فلان محترم ام لا او على سبيل المثال هل علي مشيمع وطني ام خائن لانه يرى ان العائلة الحاكمة محتلة للبحرين منذ ٢٠٠ عام.

متى يمكننا مناقشة حقوق الانسان ومدى ملاءمتها مع طبيعة الانسان العربي؟ متى نستطيع مناقشة واجبات المواطن تجاه الحاكم؟ متى نستطيع مناقشة مدى تأثير فكرة طاعة ولي الامر على تطور بلداننا؟ متى ومتى ومتى... والقائمة لا تنتهي.