Monday, 2 January 2012

خيارات الناخب، المقاطعة ليست سلبية بالضرورة

ثلاثة خيارات يجب ان يتذكرها الناخب: اختيار من يراه مناسب، او الورقة البيضاء، او مقاطعة الانتخابات. وانا اخترت الاخيرة لانتخابات مجلس الامة المقبلة في ٢-٢-٢٠١٢

قبل ان اشرح وجهة نظري يجب علي في البداية ان أوضح انني هنا اطرح مبدأ بتجرد ولا يجب ان يعتبر كلامي موجها ضد اي احد، فعلى المستوى الشخصي هناك اسماء بين المرشحين الذين أحترمهم جداً واتمنى لهم التوفيق.

لا توجد ديموقراطية الا مع حرية الاختيار، عندما يكون هناك اي قيود او ضغوط على الناخب مما ينتقص من حريته في الاختيار تكون الديموقراطية مشوهة وغير حقيقية ولا تعكس إرادة الشعب. في الكويت الحبيبة حرية الاختيار كانت تنعدم احيانا وتنتقص احيانا اخرى، تنعدم عندما تكون هناك فتوة بوجوب ترشيح فلان او فلان او عندما تكون هناك فرعية تلزم ابناء القبيلة او الطائفة باختيار مرشح او مجموعة مرشحين. وتنتقص حرية الاختيار عندما يكون هناك قيود اجتماعية كثيرة تجعل الانسان محدود القدرة على التفكير والتمحيص والتدقيق.

من الخيارات التي أراها مهمة في كل انتخابات ويجب على الناخب معرفتها هي:
اختيار الافضل كما يراه الناخب وبلا ضغوط او ترهيب من اي شخص اخر. لكن المشكلة عندنا في الكويت عدم وجود ضامن ان من نراه اليوم صالح يكون في الغد طالح او من نراه قبل الانتخابات نزيه يكون بعدها قبيض، ولهذا يضطر الناس على الاعتماد على من يزكي لهم هذا او ذاك وهذا ما يرجعنا الى قضية الضغوط الدينية او الاجتماعية.
لو كان هناك قوانين رادعة لاطمأن الناخب اكثر ان قراره لن يكون وبال على الوطن، ولو كان هناك ثقة بأن من يقبض الرشوة سيحال للقضاء فورا وسيحاكم على جرائمه لكان الامر أيسر للناخب لان تبعات اختياره لن يكون هو وحده المسؤول عنها.
وما يصعب اختيار الافضل هو اننا نختار أشخاص ولا نختار سياسات وأفكار بسبب غياب الاحزاب السياسية، وموضوع الاحزاب بحاجة الى تفصيل اكثر لا مجال لسرده هنا.

اما الخيار الثاني وهو الورقة البيضاء فهذا الخيار جيد لإعلان اعتراضك على المرشحين وسياساتهم على امل ان وجود أوراق بيضاء كثيرة في صندوق الاقتراع يحث السياسيين على التفكير بالأسباب ومحاولة تطوير أداءهم للانتخابات القادمة.

لكن ماذا لو لم تكن المشكلة بالمرشحين جميعهم، ماذا لو انك تعلم جيدا حتى لو تغيرت الوجوه كلها لن يتغير شيء من واقعنا، ماذا لو كان النظام يحتاج الى عملية اصلاح طارئة ومعقدة... هل تعتقد عزيزي القارئ ان نسبة تتجاوز ٥٠٪ او ال ٦٠٪ من المشاركة يمكن ترجمتها انك غير راضي عن الاوضاع السياسية في البلد؟ شخصيا لا اعتقد..

نعم سانتخب احدهم لو تبنى قضية الاصلاح السياسي بوضوح بحيث يكون هدفه الوصول لإيصال صوته للسلطات العليا بضرورة الشروع بهذه العملية المعقدة وعدم التأخر ولا للحظة.... كل من كانوا في المجلس السابق توفرت لديهم هذه الفرصة ولم يغتنمها احد منهم مما يعني انهم لا يرون اي اهمية للموضوع او انهم صاروا جزء من النظام الذي يحتاج ان يشعر بأن الناس قد ملوا من المسرحيات الهزلية... وماذا عن المرشحين الجدد؟ بانتظار احدهم ان يتعهد بان يتبنى قضية الاصلاح الجذري...