بحر المانش عند الفرنسيين أو القناة الانجليزية عند البريطانيين هو الذي يفصل الجزر البريطانية عن فرنسا وعن أوروبا، هذا البحر أو لنسمه في هذه المقالة قناة الانجليز تحيزا لمكان اقامتي الحالي ولذلك سيتحول اسم الاشارة من مذكر الى مؤنث، فهذه القناة قد اطلق عليها هذا الاسم منذ القرن الثامن عشر وكان الاسم الذي سبق قناة الانجليز هو البحر البريطاني، أما تسمية الفرنسيين بالمانش فتاريخها يرجع الى القرن السابع عشر، ويطلق عليها سكان مقاطعة بريتني في فرنسا بحر بريتني، وهذه ليست كل الاسماء التي تطلق على هذه القناة التي مساحتها لا تتعدى ثلث مساحة الخليج العربي.
هذه القناة شهدت حروبا بين الطرفين وبين أطراف أخرى منها حروب نابليون والحرب العالمية الاولى والثانية، ولكن لم يكن الاختلاف على الاسم سبب أي من هذه الحروب، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ودعت هذه القناة الحروب الى الأبد ولم يكن من أسباب السلام الدائم تغيير الاسم، لا تزال الاسماء المختلفة متداولة بلا حساسية، فقد تم افتتاح أول نفق يربط الاراضي البريطانية والاراضي الفرنسية بعد الانتهاء من مشروع مشترك بين البريطانيين والفرنسيين، كانت خطة العمل أن يبدأ الفرنسيون بالحفر من الجانب الفرنسي، بينما يبدأ البريطانيون من الجانب البريطاني ويستمر الحفر الى أن يلتقي الطرفان بالمنتصف تحت مياه القناة، أثناء هذا المشروع كان البريطاني يقول اننا نحفر تحت القناة الانجليزية والفرنسي يؤكد أنهم يحفرون تحت بحر المانش، ولكن بالنهاية لم يخلق لهم اختلاف الاسماء أي مشكلة وكانت لحظة التقائهم بالمنتصف ايذانا بابتداء الاحتفالات بهذا النجاح وانتهوا من المشروع في شهر نوفمبر 1994، قد يكون مثل هذا التعاون الذي كان ينشده السيد مجدي الظفيري سفيرنا في طهران فلا داعي للتشنج فالاختلاف على الاسماء لا يجب أن يفسد في الود قضية، كل جهة لها الحرية أن تطلق على ما تريد من أسماء، مع أهمية احترام التاريخ وعدم استبدال الاسماء التاريخية القديمة بسبب تعصب قومي أو ديني، والأخطر من استبدال الاسماء التاريخية هو تزوير التاريخ فلا يجوز أن يكون من عاداتنا انكار الحقائق لمجرد أنها لا تتماشى مع الأهواء، يقال ان العرب كانوا يطلقون على الخليج بحر العجم أو بحر الفرس ووجدت أسماء أخرى للخليج كان يستخدمها العرب مثل خليج البصرة وخليج البحرين وخليج القطيف وأما اسم الخليج العربي فكان يطلق على البحر الأحمر في وقت من الأوقات، لم أجد مصدرا عربيا موثقا يؤكد هذه المعلومات ولكن هل يستطيع أي باحث في التاريخ أو الجغرافيا التأكد من هذه المعلومات بحرية كاملة وبتجرد؟ أتمنى.
الاسم الان في الجانب العربي أصبح الخليج العربي ولا يمكن تغييره فلا داعي للتخوف من الحقائق التاريخية، فقد دخلت هذه التسمية التاريخ الحديث وأصبح هذا الاسم هو المستخدم من قبل العرب، وكان باستطاعة الخليجيين اقناع الامم المتحدة باضافة اسم الخليج العربي كاسم مرادف للخليج الفارسي لو كانت محاولة اقناعهم مبنية على ضرورة احترام ما اختارته الشعوب من اسماء للجغرافيا وعدم محاولة تزوير التاريخ والجغرافيا.
تاريخ النشر: 2010/3/7