الوسطية بمفهومها الانساني العام وليس الديني هي سياسة تعتمد على تبني المواقف المعتدلة، الآخذة بعين الاعتبار كل الآراء ومحاولة التقريب بين وجهات النظر. وعادة تجد من يتبنى الوسطية اكثر تسامحا وتقبلا للرأي الاخر.
في مجتمعنا الموبوء بداء الطائفية تجد الناس يتهمون من ينبذ الطائفية، التي تعتبر مظهر من مظاهر التطرف، بانه يحاول إمساك العصا من الوسط، غريب أمركم يا قوم منذ متى كانت الوسطية ونبذ التطرف تعني إمساك العصا من الوسط؟
اعتقد ان عدم تحمل الناس الى سماع الآراء المعتدلة انما يعد دليلاً اخر يضاف الى القائمة على ان المجتمع في اشد حالات تطرفه، لان في الاوضاع الطبيعية للمجتمعات (الطبيعية) التي لا تعاني مما نعاني منه تكون الوسطية جاذبة لغالبية الناس اما المتطرفون فهم قلة قليلة لا يتكاثرون الا اذا مرض المجتمع او ان سُمِحَ للمتطرفين باختلاق الأزمات التي تستقطب المجتمع.
اما في المجتمعات المريضة فالتطرف اسهل واامن من الوسط، لأنك تكون بين محيط كبير من المؤيدين والأنصار، وزيادة على ذلك فهناك مغريات اخرى يحصل عليها الناس من اجل ان يزدادوا حقدا على بعض، فمن ذا الذي يترك كل مغريات التطرف ويقف وحيدا في الوسط عرضة لسهام الاتهام؟ ولهذا البعض ينظر للمعتدلين بعين الريبة لان اسباب الاعتدال غير موجودة او غير واضحة للناس.
وفي النهاية الأغلبية لا تشكل اي ميزة في مقياس الحق والباطل وكما يروى عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: "لا تستوحشوا طريق الحق لقله سالكيه"
No comments:
Post a Comment