Tuesday 3 June 2008

هل يحق للأغلبية تغيير النظام



اذا سلمنا بأن النظام الديمقراطي هو أفضل نظام توصل اليه الانسان، وان من وضع الدستور أقر بهذه الحقيقة بحيث منع تنقيح الدستور كما جاء في المادة 175 الا في حالة التغيير نحو ما يحقق المزيد من الحرية والمساواة. فحسب مواد الدستور لا يجوز تغيير النظام الديمقراطي أو النظام الأقرب الى الديمقراطية وجعله دكتاتوري حتى وان كانت الأغلبية التي تسيطر على البرلمان تريد ذلك. أعضاء المجلس لا يملكون هذا الحق، وسلطاتهم ليست مطلقة، وعليهم الالتزام بالدستور لأنهم أقسموا على ذلك. فاذا كان البعض يعتبر الحفاظ على الحريات الشخصية منكر فان نقض القسم من خلال التجاوز على أحكام الدستور لا يمكن اعتباره فضيلة. هل يعرف هذه الحقيقة أعضاء مجلس الأمة؟ واذا كانوا يعرفونها هل عندهم ما يبرر خطابهم المعادي للحريات؟ هذه الاسئلة يعتبرها البعض بديهية ولكن لا أجد لها الاجابة الشافية وخاصة عندما أتابع أخبار مجلس الأمة.


كل يوم يخرج لنا نائب يطالب بتقييد أكبر على الحريات، ويخرج لنا نائب اخر يطالب بتمييز عائلته أو قبيلته أو تياره أو مذهبه على بقية البشر.


ويا ليت تبقى المشكلة في أعضاء مجلس الأمة فقط، ولكن كل يوم تثبت لنا الحكومة انها هي الأخرى معادية للنظام الديموقراطي.


اذا كانت الديموقراطية تعني حكم الأغلبية مع المحافظة على حقوق الأقليات والأفراد فهنا يمكننا أن نقول وبكل أسف أن الكويت اليوم أبعد ما يكون من أن تحقق الديموقراطية، وأن حاضرنا أسوأ من ماضينا في هذا الخصوص، ومن خلال التعرف على الايدلوجيات المسيطرة على الشارع الكويتي لا يمكننا أن نتوقع أننا سنرى مستقبل أفضل من حاضرنا. لكي لا يفسر كلامي بغير ما أقصده، أنا لا أدافع هنا عن حقوق الأقليات ولكن عن حقوق الأفراد. فهل يحافظ النظام على حقوق الفرد مهما كان أصل هذا الفرد أو دينه أو مذهبه أو جنسيته؟ اذا كان هناك ظلم من النظام على الفرد حتى لو كان أجنبي فهذا الظلم يهدد ديموقراطيتنا، أو لنكن دقيقين أكثر في التعبير فهو يبعدنا بمسافات عن تحقيق الديموقراطية فنحن لم نحققها بعد، في الماضي كانت حقوق الأفراد أكثر مصانة من اليوم.


أما اليوم يخرج لنا وزير الداخلية ويهدد بتسفير أي وافد يرتكب مخالفة مرورية! ولا تجد من يحتج على تهديداته المخالفة لأبسط حقوق الانسان والسبب معروف أننا لا نعتبر هؤلاء الوافدين مستحقين للحقوق الانسانية، لانهم لا يحملون الجنسية الكويتية. واليوم يحول انسان أراد أن يعبر عن رأيه الى مستشفى الأمراض العقلية ولا تجد من يتظاهر ويحتج ضد هذا العمل القبيح الذي يرجعنا الى عشرات السنين الى الوراء.


لا أحد يطالب بحكم الأغلبية لأن لا أحد يثق في الأغلبية ولا أحد يطالب بحقوق الأقليات لأننا لا نعتبر الوافدين من ضمن الأقليات ولكن ماهو العذر في عدم الاعتراف بحقوق الأفراد. المحافظة على حقوق الفرد تعتبر من أساسيات المحافظة على النظام الكويتي حتى وان كان هذا الفرد غير كويتي. حقوق المصري واللبناني والبنغالي والفلبيني تهمني لأن النظام الديموقراطي يهمني.


اذا كنا لا نستطيع أن نثق في أعضاء مجلس الأمة ولا في الحكومة ليحافظوا على النظام وعدم تغييره، فما هو واجبنا اتجاه هذا الوطن؟


أعتقد أننا بحاجة اليوم الى تأسيس جمعية غير مسيسة ولا تخضع لأي من التيارات السياسية هدفها المحافظة على المكتسبات الديموقراطية.

-------

with thanks to my cousin who raised this issue yesterday!

9 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

كلام موزون

بس شلون هالجمعية الغير مسيسة ستجبر الناس على اخترام حقوق الفرد

تحتاج قوة

و القوة بالتسييس

و التسييس فيه مصالح

فريج سعود said...

انا وياي صورة بطاقتي وصورتين وناطر اشهار هالجمعية
ومستعد اشتغل فيها

Organic Kuwait said...

great plan! "doable"? ..... being the happy soul that i am i say yes!!

Anonymous said...

لو كان بما يسمى الوطنيون بنفس حماس الإسلاميين, لرأينا حملات انسانية منذ وقت طويل.

لماذا توجد حملة ركاز و حملة صلاتي و غيرها, و في المقابل لا توجد حملة حريتي أو حملة حقوقي المدنية؟

Anonymous said...

أخي العزيز

مقال قمة في الجمال و الروعة
محاكاتك للواقع يا صلاح تخمل رجاحة و منطقية إضافة إلى الواقعية، أهنؤك عزيزي على ذالك
أقول
نجاح أي فكرة يقدر بمدى القدرة أو القابلية التي تحمله هذه الفكرة لكي تترجم و تنقل من عالم النظريات إلى عالم التطبيق، و من هذا المنطلق إدلي لك برأيي
بالنسبة لتبذل الأعضاء و كلامهم الفارغ من أي محتوى عقلائي عن الدستور و تغنيهم بالحريات و الثوابت، من وجهة نظري الخاصة و الحقيرة، كله هرااااااء
عزيزي، لا تحمل الكثير ممن في الكويت مهام أو مسؤولية تفوق قدراتهم و تكوينهم، الكويتيين يمارسون التمايز بين بعضهم البعض وفق أسس تافهة فلا تطلب منهم أن ينظروا للأجانب نظرة تخلو من التفاضل، فهذا محال تطبيقه عند الكثيرين
الكويتيين جزء من الكيان العربي الذي يتغنى بزمان الوصل بالأندس و ينسى أنه اليوم يعد تلش الأمم
عزيزي، باختصار، نحن شعوب كلامية لا تعمل و و إن عملت لا تتفاعل و تفاعلت تتحاسد و إن تحاسدت تباغضت و إن تباغضت تناحرت و تناحرها قتل طاقاتها و وأد حماسها
أما عن فكرة الجمعية، فأنا معك بها و لكن هل مجتمعنا يحترم هكذا جمعيات؟ لا أظن و الأسباب تكمن في الخلل الفكري الذي نعاني منه، فكر فرض الفكر و رأي طمس الآراء

تقبل مني أجمل التحيات و أصدق الدعوات بالتوفيق

أخوك

الخزاعي

Anonymous said...

صلاح... طرح من هذا النوع قد يعتبر تهديدا فعليا للهوية الزائفة التي نتمسك بها ككويتيين ، و لكنه في ذات الوقت يحمي حقيقتنا ، و هو لا يتعارض مع تعاليم الدين ، و لكنه يتعارض مع مصالح عالم السياسة ، حتى أن الليبراليين مثلا قد لا يكونون متحمسين للغاية للدفاع عنه حالهم كحال الإسلاميين ، إنما مفتاح التغيير في يد الرجل ( و المرأة ) العادي.

Anonymous said...

جزاك الله خيرا ًعلى دفاعك عن المظلومين وعن محاولتك رفع الظلم وإستنكاره وجعل الله لك من لدنه سلطانه نصيرا.
استغربت من تعليقات الاخوة والاخوات و كيف حولوا موضوع العدالة ورفع الظلم عن البشر الى قضية سياسية كويتية نيابية حكومية وتركهم الموضوع الرئيسي وتفاعلهم اكثر مع جزئية اشهار الجمعيات والحملات الواردة بالمدونة!
ايها الأعزة الكويت والكويتيون ليسوا محور الكون والقضية المطروحة ليست قضية مكتسبات أو تطبيقات انما قضية مبادئ وقيم.
يجب علينا "كبشر" ان نستنكر الظلم بجميع اشكاله بدون ان نتوقع اي مردود من هذا الاستنكار.
الظلم قبيح والعدل جميل بذاتهما وايماننا بذلك غير مرتبط بموافقة حكومتنا و نوابنا سواء كانوا اسلاميين ام ليبراليين.
البلد بلدنا و الحضرة حضرتنا و نحن نستنكر و نرفض ان يظلم احد في حضرتنا، هكذا يجب ان يكون ردنا!
الموضوع طويل و هذا ردي باختصار و السلام.

G said...

1) The problem is we're being kept "busy".

I'm too "busy" looking out for myself to care about anything else. Trying to find a job, get out of a ticket, finding a doctor who can get me in for an MRI faster, buying a house...whatever...

Lawlessness begets selfishness.

2) Democracy requires a vigilant, informed, involved public. Kuwait unfortunately has none of the requisites. We're too "busy" and as always "مالي خلق " is too common.

Your refreshingly thought-provoking posts are always appreciated.

Misrdream said...

تسلم ايدك على كل كلمه كتبتها فى البوست ده لك كل دعمي وتقديري
تقبل تحياتي