ما هي رؤية الحكومة لمستقبل الكويت؟ كيف تريد شكل البلد أن يكون بعد 20 عاما من الان؟ الجواب هو الرؤية معدومة عند الحكومة فهي لا تعرف أولوياتها على المدى القصير حتى تعرف ما يجب أن يكون عليه البلد على المدى البعيد. ولكن ماذا لو أجرينا استبيانا لاراء المواطنين حول ما يتمنون ويريدون أن تكون عليه الكويت في المستقبل. أعتقد أن أحلامهم وأمنياتهم مهمة جدا حتى لو لم تكن السلطة بيدهم، لأنه اذا اجتمعت رغباتهم على شيء ممكن أن يكون لها تأثير على رسم شكل حكومات المستقبل وسياساتها وحثها على تبني رؤية واضحة تسير عليها والا ستبقى الى الأبد تتخبط لا تعرف الى أين متجهة. 

اذاً لنترك الحكومة ورؤيتها ولنحاول أن نعرف ما هي أحلام الكويتيين، من خلال ما يتحدث به الناس نرى أن أحلامهم متنوعة ومختلفة فمنهم من يتمنى أن تصبح الكويت بلدا سياحيا على طريقة دبي، أو مركزا ماليا، أو سوقا حرة، أو اقتصادا يعتمد على التجارة أو الصناعة أو الخدمات. ولا بد أن يكون هناك سبب مباشر يجعل الكويتيين يطلبون أو يحلمون بتنوع مصادر الدخل، لا أعتقد أن التفاخر والتباهي سبب كاف لتطوير الكويت، قد يكون السبب وراء هذه الأمنيات هو أن الناس لا يشعرون بأن مستقبلهم ومستقبل الكويت امن عندما تستمر الدولة باعتمادها على مصدر دخل واحد وهو النفط فمهما ارتفع سعره يبقى ثروة ناضبة. بعبارة أخرى أنهم يريدون للكويتي أن يعيش حياة كريمة في الحاضر وفي المستقبل والنفط وحده لا يضمن استمرار هذه الحياة.

باعتقادي أن هذه الرؤية لن تأخذنا الى أي مكان وسنبقى في مكاننا غارقين بمشاكلنا ولن نتحرك خطوة واحدة الى الأمام ولن نؤمن حياة كريمة لا في الحاضر ولا في المستقبل. أما اذا تغيرت رؤيتنا وأصبحنا نتحدث عن أرض الكويت بدلا من الكويتي، بأن نجعلها أرض الخير التي يعيش فيها أي انسان كويتي كان أم غير كويتي، حياة كريمة فاننا سنركز على ما يطور البلد وليس ما يدغدغ مشاعر الكويتيين من وعود ومن قرارات حتى لو كانت ظالمة على كل من هو غير كويتي.

خير مثال على ذلك وضع الخدمات الصحية في البلاد، فعندما وجد الناس مستوى الخدمات الصحية غاية بالسوء اتخذت الحكومة مجموعة من القرارات التي لا يمكن وصفها الا بالمضللة لعامة الناس، فبدل أن تعمل الحكومة على تطوير هذه الخدمات اتخذت قرارا يخصص قائمة تضم أدوية مهمة وغالية للكويتيين فقط واتخذت قرار اخر يفرض رسوما على كل زيارة يقوم بها غير الكويتي الى المراكز الصحية. قرارات التمييز هذه خففت الضغط على الخدمات الصحية لمدة قصيرة وبعدها اختفى الأثر الايجابي وبقية الاثار السلبية، بدلا من هذا التمييز كان من الأفضل ألا نسمح لهم أن يأتوا الى الكويت اذا كنا لا نستطيع أن نوفر لهم الاحتياجات الاساسية التي أقرها الاعلان العالمي لحقوق الانسان. لن ننجح اذا كنا نسعى الى تحقيق العيش الكريم للكويتي فقط، أما اذا كان سعينا من أجل تحقيق العيش الكريم لكل انسان يعيش على أرض الكويت فاننا سننجح لأننا سنجد كل المقيمين يساعدوننا بكل حب على بناء الدولة التي أكرمتهم واحترمت حقوقهم الانسانية.