Saturday, 4 April 2009

حسن اختيار الرئيس



من يجب عليه حسن الاختيار!



بعض الزملاء حذروا الناخبين بأن الكرة في ملعب الشعب وحثوهم على حسن الاختيار، لا أشك في نياتهم ولا أقلل من مدى حرصهم على الكويت وعلى مستقبلها، ولكن لنكن واقعيين، الناس لا يجدون سببا كافيا يتغيرون من أجله. أغلب الناس يختارون على أسس خاطئة، ولهذا تجد أن أغلب من يختارونهم أقل من الطموح بل أن بعضهم يعتبر سبب التأزيم وعقبة في طريق الاصلاح. من خلال التجارب السابقة التي مرت على الكويت والتي حذر فيها الجميع من خطورة الاختيار على أسس طائفية وقبلية وطبقية، ومن خلال ما حصل في كل انتخابات وما نتجت عنه، يتضح لنا أن الناس لا يتركون عاداتهم وأطباعهم بسبب هذه التحذيرات. 

لو كان هناك معيار واضح يستند عليه الناخب لكان هناك مصداقية أكبر لهذه الدعوات، عندما اتفقت القوى السياسية على قضية تقليص الدوائر الى خمس في انتخابات 2006، كانت الصورة واضحة بالنسبة للناخب فاما الاصلاح من خلال اختيار نائب مؤيد للتقليص وإما الاستمرار في وضع فاسد ومسيء الى الديمقراطية. كانت الرسالة واضحة بالنسبة للناخب، صحيح أن الدوائر الخمس فشلت في تحقيق الاصلاح لكن بالنهاية الناخب أدى ما عليه وتجاوب مع من كان يطالبه بحسن الاختيار. 

لكن في هذه الانتخابات ما هو تعريف حسن الاختيار وكيف سيحقق من سنختارهم الاصلاح؟ الصورة غير واضحة وفيها ظلم للناخب لأنها تحمله أكثر من طاقته. نعم يجب على الجميع حسن الاختيار اذا كان المقصود هو عدم قبول الرشوة المباشرة أو غير المباشرة من أي مرشح، واذا كان حسن الاختيار هو عدم قبول مخرجات الفرعيات وعدم قبول أي مرشح يكسر القانون. لكن يجب ألا نخدع الناخبين ونوهمهم أن مشكلة البلد ستنتهي من خلال حسن الاختيار فقط. أولا كيف يحسن الاختيار من لا تتوافر الكفاءة في منطقته كما هو معروف عن بعض المناطق بسبب الفرعيات أو بسبب شراء الأصوات، وثانيا في هذه الدعوة تبرئة الحكومة مما اقترفت يداها بحق الدستور والديمقراطية. 

الكرة طول عمرها في ملعب الحكومة، منذ أن أصبحت الراعي الأول والأخير لمصالح المواطنين والعائل لهم وولي نعمتهم والمربي والمفتي، ومنذ ذلك الحين والحكومة ترعى كل صفة مسيئة للديمقراطية في نفوس المواطنين، طول عمرها ـ الحكومة ـ ترعى الانتماءات القبلية والطائفية وتشجعها فما الذي تغير الأن؟
 
منذ أن حل مجلس الأمة وحتى انعقاد أولى جلساته يجب أن تكون أوليات الحكومة منصبة في اتجاه واحد فقط وهو التخطيط، يجب أن ترجع حكومة قوية ذات توجه واضح لما تريد أن يكون عليه البلد في المستقبل القريب والبعيد، يجب عليها أن تعمل على مدار الساعة من أجل وضع خطة لانقاذ البلد وللاصلاح السياسي، وهي مسؤولة بالدرجة الأولى عن تردي هذه الأوضاع، ويجب أن تحمل على عاتقها تثقيف الشعب ديمقراطيا ومعالجة كل الأمراض الطائفية والقبلية والطبقية. يجب عليها أن تعد خطتها للتعامل مع نواب لا يؤمنون بالديمقراطية فوصولهم الى قاعة البرلمان للأسف الشديد مضمون إما بسبب عدم وجود من ينافسهم وإما بسبب سوء الاختيار الذي تعود عليه الناخب بمباركة حكومية. على الحكومة أن تحول آمال وأحلام من يريد استغلال الكرسي الأخضر لمشاريعه الخاصة الى يأس وقنوط. عليها أن تؤمن بالديمقراطية حتى تطبقها بشكلها الصحيح وعليها هي أولا أن تحسن اختيار وزرائها. 

تاريخ النشر : 04 ابريل 2009

16 comments:

MakintoshQ8 said...

الاخ العزيز صلاح

المشكله الاساسيه بالحكومه ..



يعني المشكله بالحكومه وبعدين باختيار النائب

ومشكله الاختيار هذي ماراح يصير فيها اي تحسن
انا اقولك اياها انه راح نختار نفس النواب الي نصوت لهم من الاول عشان نضمن وصول شخص من نفس طائفتنا يمثلنا
ممكن يكون في اشخاص احسن منهم .. لكن ما نضمن وصولهم وبالتالي راح يصير تشتيت اصوات

وانا متاكده انه هذا تفكير وايد ناس خاصه بالدائرة الاولى :)

الـبـيـرق said...

أحـسـنـت ..

الـكـويـت بـحـاجـة لـرئـيـس
حـكـومـة قـوي الـشـخـصـيـة لا يـتـردد ،، لا يـتـأثـر بـمـطـالـب الـكـتـل لـحـظـة الـتـشـكـيـل الـوزاري ، يـقـوم بـدراسـة قـبـل كـل قـرار ، يـقـول لا للـنـواب لـمـن لا يـحـتـرم الـقـانـون مـنـهـم ، لا يـأبه لـصـعـود الـمـنـصـة و الأسـتـجـوابـات

:)

بو محمد said...

الله يرحم والدينك يا بوصلوح
لميت كل شي في توليفة وحده
منظمة و واضحة
و لكن السؤال
ماذا لو كان الامر الراهن هو أمر يجب المحافظة عليه لتمرير اجندات معينة؟

الإجابة على هذا السؤال هو عنوان مقالتك

فاختيار الرئيس سيكون إشارة واضحة لنية الحكومة و رؤيتها المستقبلية

دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

شقران said...

الغالي بوصلوح

صباحات الديمة الحنونة وأمطارها

ما ادري عاد عندكم مطر او لا...المهم عندنا مطر
:)

.
.
.
.

ارفع عقالي تحية لك يابومهدي

اصبت الحقيقة في مقتل

وهذا ما نقوله دائما،،،الحكومة هي من تقود..المجلس يحاسب اذا عطل البرامج والخطط التنموية

.
.
.

كأنك تقرأ أفكاري هناك افكار وضعتها ولكن لم اترجمها لموضوع بسبب عدم رغبتي بالكتابة السياسية هذه الايام








تقبل مني أجمل التحايا الصباحية الممطرة

Safeed said...

للأسف أن ما تطلبه من الحكومة كان من اللازم تنفيذه قبل حل المجلس ، بلا حكومة فاعلة الآن تملك صورة ايجابية عندالشعب فإن نفس الأصناف التي تحولت أبطالا بعد حل المجلس عند مريديها ستعود مجددا لتجابه الحكومة بنفس ما جابهته بها سابقا

حسن نوايا الحكومة لم تظهر إلى الآن ، بل إن حل المجلس اظهر وجها اكثر سوادا لها فكيف تتوقع من الناخب أن يغير من اختياراته طالما ان الحكومة لا تبين له جديتها في التغيير؟

نعم ، الحمل الأكبر يقع على عاتق الحكومة قبل الشعب .. و لكن لوم الشعب دائما اسهل :)

المراقب said...

اعتقد يجب على الجميع حسن الاختيار اذا كان المقصود هو عدم قبول الرشوة المباشرة أو غير المباشرة من أي مرشح، واذا كان حسن الاختيار هو عدم قبول مخرجات الفرعيات وعدم قبول أي مرشح يكسر القانون،واعتقد ان الحكومه القت الكره فى ملعب الشعب ونتمنى ان الجميع يحسنوا الاختيار الحكومه والشعب الكويتى ..

محب الكويت said...

اتفق معك ان الناخب لا يمتلك خيارات واسعة في بعض الدوائر الانتخابية وكما قلت عليه ان يتمسك بالثوابت المعروفة لدى الجميع كالبعد عن بيع الصوت والمشاركة في الفرعيات او التصويت للمشاركين بها لكن هذا ليس كافيا لضمان الاختيار الحسن فقد يكون باقي المرشحين مما لا يشترون الاصوات ولم يشتركوا بالفرعيات لا يمتلكون الكفاءة المطلوبة لتمثيل الامة في البرلمان حينها يضطر الناخب الملتزم للتصويت لافضل السيئين لذلك فمن الظلم القاء كل المطالبات بالتغيير على كاهل الناخب فيجب ان يشارك الجميع بالتغيير ناخبين ، مرشحين ، وزراء والاهم رئيس الوزراء القادم الذي سيكون في يده مفتاح التغيير نحو الافضل

محب الكويت said...

اتفق معك ان الناخب لا يمتلك خيارات واسعة في بعض الدوائر الانتخابية وكما قلت عليه ان يتمسك بالثوابت المعروفة لدى الجميع كالبعد عن بيع الصوت والمشاركة في الفرعيات او التصويت للمشاركين بها لكن هذا ليس كافيا لضمان الاختيار الحسن فقد يكون باقي المرشحين مما لا يشترون الاصوات ولم يشتركوا بالفرعيات لا يمتلكون الكفاءة المطلوبة لتمثيل الامة في البرلمان حينها يضطر الناخب الملتزم للتصويت لافضل السيئين ، لذلك فمن الظلم القاء كل المطالبات بالتغيير على كاهل الناخب فيجب ان يشارك الجميع بالتغيير ناخبين ، مرشحين ، وزراء والاهم رئيس الوزراء القادم الذي سيكون في يده مفتاح التغيير نحو الافضل

Yang said...

صباح الخير


تبي الحكومة تسوي كل هالسوالف؟؟؟؟


والله عندك أمل, ههههههه

هم يبونا نتناحر ما بيننا, يبون هالطبقية, يبون الطائفية.

إذا احنا ما نوقف لهم عمرنا ما راح نتطور ولا راح نشم الديموقراطية والحرية.

TruTh said...

عسى الله يعدل الحال و يعطيك الف عافية
:)

Yin مدام said...

مشكلة في الحكومة
وفي الشعب
وفي الكل
الأساس كله خطأ
ولكن أن نتوقع تغيير مفاجىء وسريع على أثر أزمات مرت خلال العامين الماضيين
فهذا مستحيل

مثلا الإنتخابات القادمة يلقى بالمسؤولية على الشعب لإختيار المرشح السوبر والمثالي والمناسب
كيف والفترة الزمنية لا تتعدى الشهرين؟
ماكو خيارات إلى الآن
وإذا في لاعبين جدد على الساحة شلون تبوني أٌقرر بهالفترة وعلى أي أساس أقرر وحتى برنامج إنتخابي واضح وصريح ماكو!!

صراحة ما أدري شلون بانتخب
لأنها مسؤولية كبيرة وعلينا أن نحسن الإختيار مع إنعدام الجو المناسب ولا الأشخاص المناسبين ولا برامج ورؤيا تهمنا كشعب وتفيد مستقبلنا

قواك الله على البوست الواعي
:)

Q8EL5AIR said...

كثر الدق يفج اللحام وانا اخوك ..


التغيير مايي بيوم وليلة ..



وتحياتي ..
ويسلمواااااااااااااااااااا :)

someone_q8 said...

السلام عليكم

اخوي صلاح لإنجاح اي خطة استراتيجية نحتاج الى : قيادة + رؤية + قرار

اذا اكتمل مثلث النجاح في اي خطة ابشر بالخير
لكن هل تتوقع ان المثلث موجود عند الحكومة كامل ؟؟
واللي يمهد طريق هالمثلث وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

Dr. Ali Maarafi said...

بومهدي احنا مانختلف على ان الحكومة غلطانة في امور
بس يعني ما في نائب مصلح , هل غاب الوازع النفسي و الديني؟؟
ما في ناس تخاف الله؟؟

شي بديهي و غريزة بالانسان ان يتبع نفس طينته اللي نشأ فيها بس على الاقل يختار طينة فيها نفحة اصلاح و ازدهار

@alhaidar said...

يعطيك العافية أخي صلاح ..

المشكلة كما يعلم الكثيرون في الكويت بالأسرة الحاكمة وليس في أي حكومة ..

بمعنى لو كانت الأسرة متفقة فيما بينها وآزرت ناصر المحمد لما رأينا هذه الاستجوابات المكثة التي يخلو معظمها من المحتوى الحقيقي ..

لا يخفى على كثير من الكويتيين صراع أقطاب الأسرة فيما بينهم ..

وهذا الصراع للأسف ينعكس على الشعب ..

عموما اتفق معك بضرورة أن يكون الرئيس المقبل او الحكومة المقبلة كما وصفتها .. لكن الجرح اعمق مما نتصور بكل أسف ..

تقبل تحياتي :)

فريج سعود said...

والله تبي الصج زهقونا من الحكومة والمجلس

ان اخترنا نواب اوادم و وصوا ما راح يقدرون يسكتون على خمال الحكومة وانحل المجلس غير دستوري

وان تهاونا في اختيارتنا صارت القرعة ترعى الله شنسوي ؟