في عصرنا هذا، عصر الفضائيات وألعاب الفيديو والدي في دي، لابد أن يواجه الأطفال بعض المواقف أو بعض المشاهد التي تثير عندهم الفضول وتساؤلات قد لا يجدون لها أي اجابة في المنزل بسبب خجل الأهل أو بسبب عدم قدرتهم على الاجابة الصحيحة. فاذا كان الأهل من غير المختصين يصعب عليهم تحديد كمية ونوعية المعلومات الجنسية التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة.
التعليم الجنسي يجب أن يدخل المدارس منذ مراحل التعليم الأولى بحيث يتم تعليم الأطفال معلومات بسيطة مثل أن لكل طفل أب وأم، ثم شرح الأعضاء التناسلية والاختلاف بين الذكر والأنثى، ثم شرح مراحل تغيرات الجسم والتحولات الفسيلوجية من مرحلة الطفولة الى البلوغ والى النضوج، حتى يتم تعليم تفاصيل الممارسة الجنسية وذلك في مرحلة دراسية متقدمة كالمرحلة المتوسطة. هذه الدروس تشجع التلاميذ على البحث عن هذه الأمور من مصادر محترمة وترفع الحرج عنهم اذا أرادوا طرح تلك النوعية من التساؤلات على المدرس، وفي هذه الحالة لا يضطرون الى البحث عن هذه المعلومات في أماكن غير شرعية غلى سبيل المثال الأفلام الاباحية وبعض مواقع الانترنت.
واذا كان هناك خوف من أن التعليم الجنسي قد يتسبب بانتشار الفساد والانحراف الجنسي فهذا لا دليل علمي له، بل على عكس من ذلك فان الدراسات التي أجريت في الدول الغربية أثبتت أن التعليم الجنسي له أثار ايجابية في الحد من انتشار المشاكل الجنسية بين المراهقين.
ومن الفوائد الأخرى للتعليم الجنسي أن من خلال هذه الدروس يتم تعليم الأطفال كيفية المحافظة على أنفسهم والابتعاد عن المخاطر، وحتى في حالة تعرض أحد الصغار الى تحرش أو اعتداء جنسي لا سمح الله فان احتمال قيام الذي عنده المام في الموضوع بالتبليغ أكبر من الذي لا يعلم أصلا أن الذي جرى عليه اعتداء يجب أن يعاقب مرتكبه.
هذه من القضايا المستوردة وتقليد أعمى للغرب المراد منه افساد المجتمع. المشاكل الجنسية التي تعاني منها المجتمعات الغربية لا وجود لها في مجتمعنا المسلم المحافظ، فلا يوجد عندنا مشكلة حمل المراهقات ولا يوجد عندنا أمراض جنسية معدية منتشرة بين فئة الشباب.
تعليم الجنس لن يضيف أي جديد لأن مناهجنا تغطي مراحل البلوغ في مادة العلوم والتربية الأسلامية.
هناك مشاكل كثيرة متعلقة بالتعليم في الكويت، فالمستوى متردي ومناهجنا متخلفة لا تخدم متطلبات العصر، والأولى أن تصب الجهود في سبيل تطوير مناهج الانجليزي والعلوم والرياضيات التي ترفع مستوى خريجي الثانوية العامة وتجلعهم جاهزين للدراسة في الجامعة وهذا أفضل من البحث في الكماليات.
يجب ادخال التعليم الجنسي في المناهج الدراسية وفي كل مراحله ولكن من خلال تطوير عام للمناهج الدراسية كلها فلا ينفع أن نبذل مجهود في جانب واحد ونغفل عن بقية المشاكل التي يعاني منها التعليم. صحيح يجب رفع المستوى العلمي للطلبة ولكن يجب الاهتمام بشخصية الطالب أيضا. وكذلك يجب الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للطلبة، فالتعليم الجنسي كفيل بأن يقلل الصدمات النفسية التي قد تترك أثار سلبية في حياة هؤلاء الطلبة.
بالنسبة للاعتراض الثاني: هل التعليم الجنسي سيضيف أي جديد على مناهج العلوم والتربية الاسلامية التي تغطي البلوغ وبعض الشرح عن التركيب الفسيلوجي للذكر والانثى؟
الجواب هو أن الموجود حاليا كباقي المناهج عندنا يثير للشفقة فلا المعلومات كفاية ولا التوقيت صحيح ولا المدرسين مؤهلين للخوض في هذه الأمور. يجب اختيار المدرسين بحذر شديد ويجب تدريبهم وتأهيلهم للقيام بهذا الدور. لا ينفع أن يكون من يدرس هذه المادة هو شخص معقد ويعاني من كبت ومشاكل جنسية، ومع أي سؤال خارج المنهج يرتبك ويغضب ويجعل الطالب الذي سأل يندم على فتح فمه. يجب أن تكون المناهج معتمدة على الأدلة العلمية مع الأخذ بالأعتبار طبيعة المجتمع المحافظة مع احترام المقدسات وعدم تجاوز التعاليم الاسلامية.
أما بالنسبة للأدلة العلمية، فصحيح أن الدراسات العلمية أجريت في الدول الغربية وفي مجتمات مختلفة بالكامل عن مجتمعاتنا لذلك فهذه النتائج الايجابية التي توصلت اليها الدراسات لا تنطبق علينا. ولكن هذا ليس دليل على عدم احتياج مجمعنا الى هذا النوع من التعليم. الأفضل أن يتم اجراء دراسة في مجتمعنا للتعرف على المشاكل الجنسية التي قد يعاني منها جيل الشباب ولكن بسبب طبيعة مجتمعنا المحافظ هناك سرية تامة يبرع بها الشباب لاخفاء أي مشكلة من هذا النوع. اجراء دراسة كهذه غاية في الصعوبة، لكن مهمة الباحثين في جامعة الكويت هي تذليل الصعاب والبحث عن الحقيقة، فأين هم دكاترتنا الكرام؟ ألا يكفيهم هذا السبات؟
أرجو أني قد أجبت على تساؤلات الأخ العزيز جدا جدا جدا مكسمليان من خلال هذا الموضوع وأرجو أني لم أتجاوز الخطوط الحمراء وما أكثرها في مجتمعنا.