بحكم وجودي بعيدا عن الكويت وعن اجواء الانتخابات لم تكن عندي أي مشكلة بتجاهل ما يحصل هناك لاعطي لنفسي الحرية بالتفكير والابتعاد عن كل ما هو سياسي. ولكن ما لهذه الحكومة تصر على مغثتنا كل يوم. تخلق فتنة طائفية مرة وتثير النعرة القبلية مرة، وتلقي بانسان مسالم الى مستشفى الأمراض النفسية مرة أخرى.
اليوم صدمتنا الحكومة بقرارها تغيير اسم منطقة المسيلة الى ضاحية سالم الصباح! أنا لا أقرأ تصريحات فيصل الحجي ولا بيانات أي وزير اخر لأنها بيانات متناقضة أحيانا ومسببة للكآبة أحيانا أخرى، ولكني عرفت الخبر عن طريق مدونة بيت القرين وكذلك مدونة بيض وبلاليط. قد يتصور البعض أن تغيير اسم المنطقة أمر لا يستحق هذا الاهتمام وهذا الزعل وخاصة اذا كان الاسم الجديد غير مختلف عليه، ولكن الية اختيار الاسم والية التغيير تعتبر مثيل حي للمأساة التي نعيشها.
المأساة أن اختيار اسماء الشوارع والمناطق في الكويت يأتي من فوق، يعني لا يثقون بنا حتى في شيء بهذه البساطة. كنت أعتقد أن هذا من اختصاص المجلس البلدي المنتخب من قبل الشعب. وكنت ألوم هذا المجلس على عدم اختيار أسماء أفضل من التي يختارها. ولكني لم أفكر أن أعترض عليها ما دامت من اختيار ممثلي الشعب. اذا كانت الحكومة لا تثق بالشعب ولهذا سلبت منه هذا الحق، فكيف ستثق به في ادارة شئونه، وكيف ستثق به كمصدر كل السلطات؟
نحن نتحدث عن المواطنة ومعنى المواطنة وأنها ليست مجرد ورقة تسمى الجنسية انما هي شعور يربط المواطن بالأرض التي يعيش عليها. فكيف بالله عليكم يرتبط شعوره بأرض لا يملك حتى تسميتها؟ وكيف يرتبط شعوره وهو لا يرى نفسه الا أحد الرعايا عليه السمع والطاعة.
عندما اختار البريطانيون اسم بومباي للمدينة الهندية المعروفة لم يكن الأمر تحدي من المستعمر وفرض عليه اسم جديد، ولكن كان السبب أنهم كانوا يجدون صعوبة في نطق الاسم الأصلي وهو مومباي. ولكن بعد أكثر من 200 سنة لم يقبل السكان المحليون الا باعادة الاسم القديم والسبب أنهم مواطنون حقيقيون ولا يرضيهم أن يغير أي أحد اخر اسم مدينتهم.
في أي عصر نحن نعيش عندما نتفاجئ بأن الحكومة قد اختارت اسم لمنطقة على مزاجها وتريد أن تفرضه علينا؟ ماذا ستفعل ان تجاهلنا قرارها هذا ولم نستخدم هذا الاسم الجديد في معاملاتنا الرسمية وفي مراسلاتنا وفي سوالفنا في الديوانية؟ هل ستمتنع عن تخليص المعاملة اذا كتبت عليها أني أسكن في منطقة المسيلة أم أنها لن توصل لي الرسائل حتى أستسلم وأغير العنوان أم أنها ستهدم الديوانية التي يذكر بها كلمة المسيلة على رؤوس روادها حتى وان كانت الديوانية غير مخالفة؟
(طبعا هذا افتراض فأنا حتى ما أحلم اني أسكن في المسيلة ولكن هذا الكلام ينطبق على كل المناطق وليس على المسيلة فقط)
اذا كانت الحكومة لا تعطيك الحق في ابداء الرأي، فأنا أكرم من الحكومة! الرجاء المشاركة في الاستفتاء على اليمين في أعلى الصفحة
انتهت فترة التصويت وكانت النتيجة كالتالي:
٨٦٪ معترض على تغيير الإسم
والباقي بين مؤيد وغير مهتم
شكراً لكل مان ساهم في التصويت .