في موضوع هل يحق للأغلبية تغيير النظام ذكرت أن النظام في خطر وتكمن الخطورة على يد أغلبية الشعب وبمباركة الحكومة، وأقصد بالنظام هنا النظام الدستوري الذي كنا نأمل أن يتحرك نحو الديمقراطية الحقيقية والكاملة، ولكن هناك دلالات كثيرة تشير على أن النظام يتجه بعيدا عن الديموقراطية كل يوم. وفي نهاية الموضوع تمنيت أن تتأسس جمعية غير مسيسة لحماية المكتسبات الديموقراطية. وبعض التعليقات على الموضوع كانت حول مسألة ان كان تأسيس جمعية بهذا الشكل ممكن تطبيقه من الناحية العملية، وكيف ستكون الجمعية مؤثرة وقوية ان كانت غير مسيسة.
استفسارات في الصميم ولا أجد لها اجابة وافية وشافية. ولكن لأبدأ بتوضيح الأسباب التي جعلتني أطرح مثل هذا الاقتراح وبهذه الشروط لعل الصورة تتضح بالنهاية. أولا أهمية الجمعية هي أن تكون مهتمة بموضوع واحد فقط وهو المحافظة على الديموقراطية، فلا يوجد أي شيء اخر من الممكن أن يقلل تركيزها عن هذا الهدف، فلن يسعى أعضاءها الى توزير أحدهم في الحكومة ولا حصولهم على عدد أكبر من الكراسي الخضراء في مجلس الأمة ولا حصولهم على مناصب قيادية في البلد. الجمعية ستلتزم بالبساطة ولن تعقد المسائل كثيرا بعكس التيارات السياسية. أعضاؤها لن يخوضوا أي انتخابات بشكل حزب أو تيار وعلى هذا الأساس لن يضطروا معادات التيارات الأخرى ولأنهم لا ينافسون أحد على كرسي فمن الطبيعي أن تكون علاقتهم جيدة ببقية التيارات.
من المفترض أن كل من يترشح لمجلس الأمة، ان كان اسلامي أو لبرالي أو صاحب أي توجه اخر ان وجد، يؤمن أن النظام الديموقراطي هو أفضل نظام سياسي للكويت ومن المفترض أن من يقسم على الالتزام بالدستور لا تجد همه الأول والأخير الغاءه أو تشويهه. لذلك أعتقد أن من السهل محاورتهم وخاصة اذا أثبتنا للجميع أن الهدف من هذه الجمعية ليس الغاء الاخر أو تقوية تيار معين على حساب أي من التيارات الأخرى.
يتم المحافظة على المكتسبات الديموقراطية من خلال:
أولا: التدقيق بكل قانون يطرح في مجلس الأمة والتأكد أنه لا يتعارض مع روح وأحكام الدستور، واذا كان هناك تعارض مع أحكام الدستور كما هو الحال مع غالبية مقترحات أعضاء مجلس الأمة، يتم مناقشتهم ومحاورتهم ومحاولة اقناعهم. هنا تأتي أهمية عدم تسييس الجمعية لأن الهدف من انتقاد مواقف الأعضاء ليس النيل منهم أو ضرب توجهاتهم.
ثانيا: مراقبة أعمال الحكومة والتأكد من أنها ملتزمة بالنظام. أعلم أن هذا دور مجلس الأمة ولكن ما العمل اذا كان المجلس مقصر في هذا الجانب!
ثالثا: تذكير الناس من خلال التواصل معهم بأهمية المحافظة على النظام وحتى لو استوجب ذلك تقديم تضحيات، على سبيل المثال من الممكن أن يعتبر البعض انصاف الوافد يأتي على حسابهم فتكون المهمة هنا اقناع هؤلاء الناس بأن يعتبروا هذه الخسارة تضحية مردودها كبير على المدى البعيد لهم وللبلد.
هل ستنجح الجمعية في تحقيق هذه الأهداف؟
اذا كانت مطالب الجمعية عقلانية ومنطقية، اذا كانت لا تطلب أكثر من تطبيق القانون، واذا كان من ينتمي لهذه الجمعية مؤمن برسالتها، لا أجد نجاح مثل هذه الجمعية بمستحيل. ولكن هل هناك من عنده استعداد أن يبذل الوقت والجهد في سبيل قضية عامة. هذه النقطة أثارتها الأخت بلاليط في تعليقها على الموضوع السابق. أتمنى أن نجد من يهتم بالشأن العام عندنا في الكويت مثل ما هو حاصل في الغرب، فهناك من يكرس حياته في سبيل المحافظة على البيئة وهناك من يدخل المعارك السياسية في سبيل الدفاع عن حقوق البشر وغير ذلك من الأمور التي لا تعود بالنفع على هؤلاء النشطاء، ولكن الهدف هو المبدأ والمصلحة العامة.
وفي النهاية أشكر الأعزاء الذين شاركوا في النقاش:
kila ma6goog
فريج سعود
Organic Kuwait
الخزاعي
Black Honey
G.E&B
Misrdream
غير معرف 1
وغير معرف 2
وأضع لكم اقتباس من كلام غير معرف 2 لأنه لخص فكرة في بالي بطريقة جميلة:
"ايها الأعزة الكويت والكويتيون ليسوا محور الكون والقضية المطروحة ليست قضية مكتسبات أو تطبيقات انما قضية مبادئ وقيم.يجب علينا "كبشر" ان نستنكر الظلم بجميع اشكاله بدون ان نتوقع اي مردود من هذا الاستنكار.الظلم قبيح والعدل جميل بذاتهما وايماننا بذلك غير مرتبط بموافقة حكومتنا و نوابنا سواء كانوا اسلاميين ام ليبراليين.البلد بلدنا و الحضرة حضرتنا و نحن نستنكر و نرفض ان يظلم احد في حضرتنا، هكذا يجب ان يكون ردنا"