Saturday, 28 February 2009

رحلة العواصم الخمس: لكسمبورغ -3




لكسمبورغ مدينة صغيرة، من أصغر المدن في أوربا، وهي عاصمة لدولة تعتبر من أصغر الدول في تلك القارة، هذه الدولة اسمها لكسمبورغ أيضا (سبحان الله) ما الذي كان يجب علينا أن توقعه من دولة بهذا الحجم! وصلنا الى لكسمبورغ يوم الكريسمس ولم نتفاجأ عندما وجدنا الشوارع خالية وكأنها مدينة أشباح، ولكن المفاجئة كانت عندما وجدنا الشوارع خالية في اليوم الثاني، لأننا تعودنا أن يكون اليوم الذي يلي الكريسمس في بريطانيا هو يوم التسوق ويوم التنزيلات واليوم الذي تنبعث فيه الحياة من جديد بعد سبات الكريسميس. في لكسمبورغ الحالة تختلف، عطلة الكريسميس ثلاثة أيام، من يلومهم؟

في لكسمبوغ يعتبر متوسط دخل الفرد الأعلى في العالم (ثلاثة أضعاف متوسط دخل الفرد في الكويت)، وفي الدول المتقدمة تكون المعاشات قريبة جدا من متوسط دخل الفرد، فاذا كانت التقارير تشير الى أن متوسط دخل الفرد يصل الى 100 ألف دولار في السنة، فان المتوقع أن أغلب الناس معاشاتهم لا تقل عن ال 40 أو ال 50 ألف دولار لأن هناك الثروة موزعة بعدالة أكبر من دولنا الاسلامية. وبسبب ارتفاع مستوى المعيشة هناك (على ما أعتقد) الناس لا يحتاجون أن يعملوا كل يوم 24 ساعة.

ولهذا السبب لم يكن هناك ما نفعله، حتى المطاعم مغلقة... مصيبة، فوائد قوم عند قوم مصائب! ولكن لحسن حظنا كان هناك كاسر العادات والتقاليد فقد وجدنا مطعم الوجبات السريعة الأمريكي (ماكدونالدز) في وسط السوق المغلق وكأنه ظاهرة سلبية يفتح أبوابه للجميع ويطعم الجائعين ويدفئ المثلجين.

هذه المدينة لم تكن محظوظة بنا ونحن لم نكن محظوظين بها! ليس لأنها كانت مهجورة فقط، لو كانت هذه المشكلة فقط لذهبنا وتمشينا بحدائقها الجميلة ولاستمتعنا بمناظرها الطبيعية التي تزين المدينة. فالمدينة تقع على مرتفع والمرتفعات والجبال لها سحر خاص لا يعرفه الا من صعد على قمة جبل كاظمة. فالمشكلة لم تكن بأهل المدينة الذين تركوها خالية ولم يستقبلونا ولم يفرشوا لنا السجاد الأحمر ولم ينثروا علينا الورود والزهور، لكن المشكلة كانت مع الجو الذي انقلب الى فريزر فجأة وأصبح التمشي في الخارج كالانتحار البطيء من شدة البرد. حاولنا أن نتمشى ونلتقط بعض الصور حتى بدأنا نهلوس ونسمع أصوات وكأنني أسمع نداء يقول يا أهل الكويت لقد تعودتوا على الحر وأصبحتوا جاهزين لحرارة جهنم والان يجب عليكم ان تتعودوا على البرد حتى تكونوا جاهزين لزمهريرها أيضا!

عندما فقدنا الأمل من أن نجد ما يشبع رغباتنا كسياح توجهنا الى فرنسا لنبحث عن مطعم يشبع بطوننا الجائعة، صحيح أن مطعم سيدي بو سعيد التونسي كان فاتح أبوابه كل يوم من أيام العطلة الا أننا كنا نبحث عن شيء مختلف فكانت النتيجة أننا وصلنا الى مدينة ميتز الفرنسية التي تبعد ساعة ونصف تقريبا عن مكان الفندق ودخلنا مطعم للمأكولات البحرية. كانت مهمة فك الطلاسم التي في المينيو هي من مهام طالبة اللغة الفرنسية التي ساعدتنا كثيرا في الترجمة، أو هكذا اعتقدنا حتى وصل الطبق الذي كان عبارة عن ربيان غير مطبوخ ومصفوف على الثلج وتوقعنا أن يطلبون منا تنظيفه قبل أن يطبخونه لنا! ولكن فهمنا أن هذا هو ما طلبناه وعلينا الاستمتاع بأكله كما هو (بس الصراحة الربيان الني لذيذ... انصحكم فيه... على الأقل توفرون غاز)

يقولون أن الناس يتكلمون في لكسمبورغ اما الفرنسية أو الالمانية أو اللكسمبورغية، لاحظ أن هذه الدولة الصغيرة فيها لغة خاصة بأهلها بينما جارتهم بلجيكا وهي أكبر مساحة وفيها أكثر أوادم ما عندهم لغة خاصة فيهم. المهم مع أن هذا ما يمكن أن تقرأه في الكتب وفي مواقع الانترنت التي تتكلم عن هذه الدولة لكن طوال فترة بقائنا هناك لم نسمع غير اللغة الفرنسية، صحيح أننا لم نرى الكثير من المواطنين هناك، لكن من كان هناك لم يتكلم غير الفرنسية.

لا أستطيع أن أنصحكم بزيارة لكسمبورغ أيام الكريسمس (فأنا عندي ضمير) ولكن زيارتها في أوقات ثانية قد تجدون فيها ما يرضيكم.

-------------


لقراءة الجزء الأول والثاني اضغط على التالي:

رحلة العواصم الخمس: بروكسل -1


رحلة العواصم الخمس: أمستردام -2


Monday, 16 February 2009

جمعية الثقافة الاجتماعية

جمعية الثقافة الاجتماعية هي جمعية نفع عام تعنى بالشأن الاجتماعي والثقافي والرياضي، وبحسب القانون الكويتي لا يجوز للجمعية الخوض بالأمور السياسية حالها كحال بقية جمعيات النفع العام. أسسها مواطنون شيعة وكانت تحت ادارة شيعية منذ تأسيسها ولهذا السبب كانت معروفة على أنها للشيعة مثل ما جمعية الاصلاح معروفة للأخوان وجمعية احياء التراث للسلف.

قامت الحكومة بتجميد الجمعية أيام غياب مجلس الأمة في سنة 1989 لأسباب لا يعلم بها الا الله

واليوم قامت مشكورة وأطلقت سراح الجمعية والسماح لها باعادة نشاطاتها الاجتماعية والثقافية (وليست السياسية).

مقالة اليوم متعلقة بهذا الموضوع. اضغط على الرابط التالي

الأهم من جمعية الثقافة


تاريخ النشر :

ما هو سبب هذا التحول الحكومي في نظرك؟

Thursday, 12 February 2009

الفرق بين المعرفة والحكمة



الحكمة المفقودة

تناول الفلاسفة منذ قديم الزمان موضوع الحكمة، وكانت هي غايتهم عندما كانوا يقضون حياتهم في البحث والدراسة، وكانوا ينظرون الى الحكيم على أنه أعلى شأن من الفيلسوف كما قال هيغل. ولم تنفرد الفلسفة المادية بالاهتمام بالحكمة والسعي للحصول عليها، وانما شاركهم في ذلك الفلاسفة المسلمين بعد أن أسس لهم الامام علي عليه السلام المنهج القويم، حيث يروى أنه قال «الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق».

قد يختلف الفلاسفة في كيفية الحصول على الحكمة، والى يومنا هذا هناك اختلاف بين المذاهب الفلسفية في كيفية الحصول عليها، فهناك من يرى أن السبيل الوحيد الى ذلك هو التحلي بالأخلاق الحميدة والفضائل والابتعاد عن الرذائل، وهناك من يرى أن الاستدلال العقلي هو الأجدى. بصرف النظر عن كيفية الحصول على الحكمة، يتفق الجميع على ماهية الحكمة وعلى أهميتها. الحكمة بتبسيط شديد هي القدرة على استخدام المعرفة التي يمتلكها الانسان لايجاد الحلول لما تواجهه من اشكالات، بمعنى اخر الحكمة هي التعقل أو التفكير المنطقي وعكس الحكمة الحماقة. أما المعرفة فهي المعلومات التي يكتسبها الانسان من خلال الدراسة والخبرة الحياتية، ومنذ عصر اليونانيين والفلاسفة يفرقون بين الحكمة والمعرفة.

لكن العرب كانوا عكس ذلك تماما وخاصة أيام الجاهلية فقد كانوا يخلطون بين الأمرين حيث كانوا يطلقون على ذلك الشخص (عمرو بن هشام المخزومي) الذي كان عنده شيء من المعرفة بأبي الحكم، حتى جاء الرسول الأكرم (ص) ولقبه بأبي جهل، لأنه لم ينتفع من معرفته. وفي أيامنا هذه التي قد يطلق عليها أحفادنا بالجاهلية الثانية أصبح الناس ينبهرون بحملة الشهادات لأنها رمز المعرفة ولكن للأسف الشديد نسي الناس أن المعرفة ليست بالضرورة وقاية من داء الحماقة، واستمروا في تقديس الشهادات حتى لو فرغ المحتوى.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تبين الفرق بين المعرفة والحكمة:

ما يعرفه الجميع: أن النفط يعتبر ثروة ناضبة يعني سينتهي يوما ما.

الحكمة المفقودة: أن تعمل الدولة على تنويع مصادر الدخل وأن تخطط لاقتصاد لا يعتمد على النفط. لكن بعد 48 عاما من الاستقلال مازال النفط المصدر الرئيسي للدخل.

ما يعرفه الجميع: الدول الديمقراطية هي التي نجحت وتقدمت وتطورت، والدول الدكتاتورية حتى لو استمر الدكتاتور على عرشه فان علامات الفشل ستظهر للعالم كله ولا يمكن اخفاؤها.

الحكمة المفقودة: أن تعمل الدولة على ترسيخ المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية كالعدل والمساواة والحرية واحترام حقوق الانسان. لكن بعد 47 عاما من صدور الدستور مازال البعض يرى أن الدستور غلطة! يجب محوها.



ما يعرفه الجميع: أن أساس النجاح والازدهار لوسائل الاعلام هو الحرية، ولا يوجد اعلام حقيقي في الدول الدكتاتورية وان ما ينتشر هناك من صحف وتلفزيون وراديو هو عبارة عن أبواق رخيصة للسلطة ليس أكثر.

الحكمة المفقودة: أن تكون وسائل الاعلام خير مدافع عن الحريات والمدافع الأول عن الدستور الذي يعتبر الضامن الأساسي للحرية. لكن بعد أن من الله علينا بالدستور الذي يضمن لنا هذه الحريات التي يحسدنا عليها الكثيرون تحاول بعض وسائل الاعلام للترويج لفكرة تعليق الدستور والانقلاب على النظام الديمقراطي.

ما يعرفه الجميع: أن حرية الصحافة هي الجناح الاخر للديمقراطية بالاضافة الى وجود مجلس منتخب.

الحكمة المفقودة: أن يتقبل أعضاء مجلس الأمة النقد، واذا كان هناك في الصحافة ما يتجاوز النقد الى حد تلفيق الأكاذيب يجب أن يكون مرجعهم القضاء. لكن ما يحدث هذه الأيام هو الضغط للحد من حرية الصحافة.

ما يعرفه الجميع: أعضاء مجلس الأمة هم انعكاس للمستوى الثقافي والفكري الذي وصل اليه المجتمع، وما وصول المتطرفين الى قاعة البرلمان الا دليل على تطرف القاعدة.

الحكمة المفقودة: أن تعمل الدولة على مكافحة التطرف في البلاد، والعمل على رفع المستوى الثقافي الفكري في المجتمع حتى نحصل على أعضاء يشرفون من انتخبهم. لكن البعض يدعو الى الغاء الديمقراطية حتى يتخلص من المتطرفين، يريدون بذلك اخفاء المشكلة، كمن يدس التراب تحت السجاد، بدلا من حلها وتخليص العالم من التطرف.

قد يكون السبب وراء الاستمرار في هذه المشاكل وعدم حلها هو غياب الحكمة، وقد يكون السبب هو أن من بيده مفتاح الحل مستفيد من استمرارها والله أعلم
.




تاريخ النشر :

Sunday, 8 February 2009

كويت بلا خدم- الجزء الثاني

هذا المقال عبارة عن محاولة للرد على التعليقات التي وصلتني على مقال خادمة واحدة أكثر من زيادة (انظر كويت بلا خدم!)

اضغط على الرابط التالي لقراءة المقال

لكي نحقق المساواة

.
.

Friday, 6 February 2009

أحسن الحسن



في ذكرى وفاة الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) أقام أحد المؤمنين عزاء في منزله في كاردف، وقد ألقى على مسامعنا سماحة الشيخ فاضل الحرز محاضرة في هذه المناسبة، حث فيها على الاهتمام بتربية الأطفال على الأخلاق الحميدة، وذكر لنا الرواية التالية:

عن الحسن عن أبي الحسن عن جدّ الحسن أنّ أحسن الحسن الخلق الحسن

اللهم أعنا على التخلق بالأخلاق الحسنة


Tuesday, 3 February 2009

أخيرا نزل سنو!



أخيرا... غيمة مليئة بالثلوج تمر فوق مدينتنا (المقرودة) وتجود عليها وعلينا بقليل مما أعطاها الله من الثلج الأبيض (في ثلج مو أبيض؟). منذ يوم الجمعة الماضي والجميع يتحدث عن العاصفة الثلجية الاتية من الشرق ومن روسيا تحديدا لتغطي كل شبر في بريطانيا العظمى ما عدا مدينتنا (هذا الكلام منقول من حلج مقدم الأرصاد الجوية في البي بي سي) حيث قال (طبعا قال بالانجليزي بس انا ترجمت كلامه) ان العاصفة الثلجية ستبدأ فوق لندن وستزحف الى الشمال وقليلا نحو الغرب ولكنها عندما تصل الغيوم فوق كاردف وضواحيها فانها (ستريح) قليلا بعد المجهود الذي بذلته في مناطق أخرى، وستستأنف عملها بعد أن (تطوف) كاردف وتترك أهلها في حسرة!

ولكن مقدم النشرة الجوية لم ينهي كلامه ب(والله أعلم) ولهذا أتت علينا هذه الغيمة السخية (عنادا عليه وعلى اللي خلفوه) وغطت منطقتنا المقرودة بالغطاء الأبيض. طبعا الثلج كان قليل ولذلك لم تغلق أبواب المدارس. فكما تغرق الكويت بشبر ماء تغرز بريطانيا بشبر ثلج (تدري مو متعودين) الحمد لله الكمية التي حصلنا عليها من تلك الغيمة كافية (لتونس اليهال) من دون أن تدفن المدينة.

أترككم الان مع بعض الصور


<<< ,,


Monday, 2 February 2009

الطلبة ومشاكلهم... احنا شكو!؟


هل لنا علاقة بما يفعله الطلبة؟

هل ما يتعلق باتحاد الطلبة وانتخابات الطلبة شأن طلابي بحت ولا يجوز لأحد اخر أن يقول رأيه فيه؟

هل نحن مسؤولين عن تصرفاتهم؟

اقرأ المقال التالي بعنوان:

عفوا عزيزي الطالب..

.
.
.