لدي اعتقاد قديم طرحته أكثر من مرة، وأظن أنني سأكرره كثيرا، وهو أن المجتمع يمكن له أن يتطور ويتقدم وأن كثيرا من المشاكل التي نراها اليوم ستنتهي لو أننا جميعا عملنا على ترسيخ مبادئ العدل والمساواة وحقوق الانسان ونبذنا العنصرية والطبقية، ولا أتحدث هنا عن تطبيق المدينة الفاضلة ولكن بمجرد الاتفاق على هذه المبادئ والسعي الى تحقيقها سنرى بداية الانفراج، والعكس صحيح فلو تخلى الغرب المتطور والمتحضر عن هذه المبادئ سنجده في حالة سقوط حر الى هاوية التخلف والانحطاط.
أتذكر في انتخابات 2006 وبعد أن عرف صديق لي أني قررت أن أصوت لأحد المرشحين ولكني لم أجد أحدا اخر لكي أعطيه الصوت الاخر في تلك الدائرة، قال لي وماذا عن فلان أو فلان، وكان ردي عليه أني لا أريد من يكرر علي ما قاله في جلسات مجلس الأمة السابق، ولا أريد نائبا يدافع عن حقوقي لأن لدي صوت، ولا أريد وعودا بوظيفة أو بزيادة معاشات أو منح أو علاج بالخارج، كل هذه الأمور لن تطور الكويت ولن ترسم لها موقعا على خريطة العالم المتحضر، أما اذا قرر أحدهم أن يطالب بحقوق الخدم أو البدون أو المرأة أو الأجانب فأخبرني وأنا أتعهد أن أعطيه صوتي قبل أن أعرف أي شيء اخر عنه.
طبعا كان رد هذا العزيز متوقعا، فقد قال لي إن مرشحا بهكذا طرح لن يشم رائحة الفوز لأن الناس يريدون من يدافع عنهم وليس من يدافع عن خدمهم. وكلامه صحيح اذا لم يعرف الناخب أهمية الدفاع عن حقوق هؤلاء. ترسيخ هذه المبادئ ليس فقط لانصاف هؤلاء المستضعفين ولكن لتدشين أساس قوي ومتين وصحيح لبناء دولة حضارية ومتقدمة.
ولنأخذ المساواة على سبيل المثال، هذا المبدأ يضمن أن الكفاءة ولا شيء اخر هي المقياس لتكليف أي شخص بأي منصب، وبمعنى اخر المساواة هي ضمان لأن يكون دائما الرجل المناسب في المكان المناسب. طيب قد يقال إن هناك مرشحين يطالبون بمساواة الشيعة مع السنة والبدو مع الحضر، وهذا مهم لكنه لا يكفي لأن هذه المطالبات تعالج حالات فردية ولا ترسخ مبدأ. اذا كنا نتحدث عن مبادئ فيجب رفض كل الممارسات الخاطئة والمسيئة بحق أي انسان، ولأن الانسان الضعيف يقع عليه الظلم بسهولة أكبر، يجب على المجتمع أن يبدأ بحماية هذا الضعيف ورفض أي ظلم يقع عليه.
موضوع المبادئ موضوع كبير ومتشعب ويحتاج أن يطرح للنقاش حتى نتفق حول ما يمكن أن نتبناه من هذه المبادئ ولا يمكن اختصاره كله في مقال واحد، فالمساواة بين المرأة والرجل يرفضها البعض بحجة أن هناك اختلافات جسمانية ونفسية بينهما، والأولى أن نطالب بتحقيق العدالة وليس المساواة، لكن عادة يترك أصحاب هذا الطرح الموضوع مفتوحا ولا نعرف كيف تتحقق العدالة بينهما. وهناك الكثير الكثير من الأمثلة التي تبين أننا لم نتفق على مبادئ عامة يمكن أن نتبناها لنبني عليها دولة حضارية تحترم حقوق الانسان والحريات وتطبق العدالة والمساواة، وأعتقد أن الوقت قد حان لكي تطرح هذه الأمور في الخيم الانتخابية حتى يعرفها الناس ويتبنوها.
تاريخ النشر : 09 ابريل 2009
12 comments:
وايد مأثره عليك لندن :)
تبي تقنعني انت الحين إذا أخذت شهادتك ورجعت الكويت انشاء الله, ما عندك مانع بأن معاشك يساوي معاش أي موظف وافد؟؟؟؟
يعني انت تاخذ 2000 د.ك وهو نفسك؟؟
انت ترضاها, هل هذا العدل والمساواة؟؟؟
عرف العدل والمساواة لو سمحت؟؟
انا اليوم قاعدلك :)
مو تشاؤم بس متى تبين هالمبادئ فعليا؟
^^
اليوم كنت اشوف د.فاطمة العبدلي على سكوب وعجبتني وقلت هذي بصوتلها
جان اتذكر امس بعد نفس الحجي قلت واللي قبله واللي قبله
!
اثاري كلهم يونسون بالنسبة حق شخص ياهل (كبير) على هالسوالف مثلي
=)))
كلهم برامجهم ماتخلو من صفصفة كلمات المبادئ (وربعها) على لسانهم واستنتجت ان السابقون كذلك (استنتجت لأني ماكنت متابعة سابقا) ف الواحد شلون يعرف انه حقاني باختياره للمرشح؟
/=
قصدي على اي اساس اختار؟
انا مو قصدي ان الكل بس شاطر بالكلام ووقت الفعل ينسون.. لا طبعا لو خليت خربت ، بس انا اتوقع ان الزينين لو نجحو ودشو المجلس الاغلبية الشريرة راح يخربون عليهم واخاف يفسدونهم بعد
oO
هل ممكن تكون المشكلة بالمبنى اللي راح يلم الناجحين بالانتخابات ؟ اخاف اخرتها استنتج هالشي بعد هيهي ،، الحين انا ابي شلون وعلى اي اساس انتخب بما ان هذي اول مرة لي ؟ لأني ليلحين حالفة ماصوت حق احد عشتو
=P
Thanks Mr.Salah
نظرة الناس مار اح تتغير الا بتغير مبادئهم ومعتقداتهم
ومتى ما تغيرت
وكان عدد هؤلاء اكثر
فان من الممكن ان نقول باننا سنكون في الطريق الافضل
هناك عوامل كثيرة تحتاج الى استيعاب وتطبيق من قبل الشارع الكويتي
باختصار
حتى يغيروا ما بانفسهم
موضوع مفيد
وعلى الله يستفيدون الناس
ونبدء خطوة جديدة للتقدم
بوصلوح العزيز
جميل جدا و إنساني جدا رائع جدا
مفاتيح التغيير التي أوردتها أولا تفعيلها يحتاج إلى وقت و مجهود اجتماعي جبار، انت ترمي إلى خلع فكر متجذر و زرع مفاهيم راقية مكانه و هذا صعب
ثانيا
كلام يانغ صحيح
و هذا مو بس موجود في الكويت، حتى في أمريكا و غيرها من الدول موجود، الأجنبي قد يعامل من منطلق إنساني كالمواطن في الظروف الإنسانية و لكن لا يساوى بالمواطن في جميع الأحوال و منها الوظائف مثلا
الخدمات التعليمية لمراحل التعليم العام مكفولة له و من بعد ذالك لازم سبونسر، أما الخدمات الطبية فتختلف من دولة إلى أخرى باختلاف قوانينها
عزيزي، مجرد كفالة التعليم و الخدمات الصحية للأجانب و البدون و معاملتهم كبشر إنجاز بحد ذاته إن فعل، و أما النساء فالجو الثقافي و التراثي و من بعده الديني يطغى على روح التعامل معهم، و لكن انظر إلى من يمثل الحركة النسائية و الحقوق المطالب بها و طريقة و أسلوب المطالبة منفر جدا و لا يدعم قضيتهم إطلاقا
على العموم حبيبي
يا ليت الناس تفكر مثلك يا بوصلوح
جان ما تعبنا
:-)
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
انا اشوف ان الاختلافات هي سنة الحياة و هذا شي معقول , بس مثل ما اسلفت اذا كانت العدالة موجود و الجميع الناس تتمتع بالحقوق الانسانية البشرية هذا هو المبتغى
سلام الله على امير المؤمنين (( أ أبيت مبطانا غرثى و اكباد حرى ))
هذي العدالة ان الكل يحصل حقوقه و يتمتع فيها
قواك الله على بوستك الإنساني
بس يا أخوي صلاح هذا فكر قديم ومتأصل يعني يحتاج إلى نفضة روحية وفكرية قوية وبناء فكر جديد يعني يبيله وقت وما راح يصير إلا برغبة شخصية من كل فرد بالتغيير
والعدالة الحقة من الصعب تحقيقها على مستوى القوانين الوضعية
إذا فلتتحقق الإنسانية والمعاملة المحترمة ونوفر لكل شخص حقوقه ضمن القوانين الوضعية وعقبها يصير خير ونخرج بقوانين أكثر عدالة
والأخوة والأخوات فوق ما قصروا
ثانك يو على بوستك وإن شاءالله تكون كلماتك عامل فعال في تغيير الفكر وتطبيق العدالة
:))
انا مع العدل بين الرجل والمرأة وليس المساواه
بكل النواحي الصراحه مو بس المراه والرجل
لانه الحين الظلم منتشر بشكل مو طبيعي شي يحز بالخاطر ويخلي الواحد يكرهه الناس الي عايش معاهم
طموح مشروع
ومشروع طموح
صحيح ماتفضلت فيه اخوي صلاح بان جهل الناس بان المساواة هي حل لمشاكل واضطرابات كثيرة بالمجتمع
ينقصنا هنا التطبيق
فليس كل من اعجبه مبدأ طبقه
اننا نعيش في زمن رتابة وخمول وكسل عن تحقيق مبدأ خارج المنفعة الشخصية
لايملك معظم الناس روح الاقدام و - لنبدأ التغيير -
الاغلبية تستنكر دون فعل يذكر
رغم ان المثالية في عالمنا الثالث تعتبر ضرب من ضروب الأوهام ولا ترقى حتى لمرتبة الأحلام للأسف
إلا أن إيقاد شمعة خير من لعن الظلام
حينما تطرح هكذا مواضيع في جلسة ديوانية تشخص إليك الأبصار ولسان حال أصحابها يقول في سره أحدى الجملتين :
إما أن هذا الشخص يهذي
وإما
لم نفهم شيء مما قال
تحياتي المخلصة لك أيها العزيز
11 April 2009 09:41
سبحان الله أخوي صلاح ..
أحيانا أشعر أنك تقرأ أفكاري ..
لا أملك إلا الثناء .. لك أجمل تحياتي وإعجابي ..
Post a Comment