Thursday, 24 September 2009

الكويتيين ابتلشوا بالمدارس



متى يصبح التعليم على سلم الأولويات في مجتمعنا؟ فكلما واجهتنا مشكلة بدأ الناس يطالبون بتأجيل العام الدراسي، وكأن التأجيل حل سحري لأي مشكلة على الاطلاق. في شهر رمضان من العام الماضي طالب نواب مجلس الأمة وممثلو الشعب بتأجيل العام الدراسة بحجة تزامن بدء العام الدراسي مع العشر الأواخر، كان سبب الاقتراح دينيا كما ادعى هؤلاء النواب، أما في هذه السنة فالخوف من انتشار وباء انفلونزا الخنازير أعاد علينا سماع اسطوانة تأجيل الدراسة مرة أخرى مع بهارات التهديد باستجوابات بالجملة، صحيح أن منظمة الصحة العالمية أوصت مؤخرا باغلاق المدارس وخاصة في الدول النامية، لكن كان التهديد والوعيد والمطالبة بتأجيل العام الدراسي سابقة لتوصية منظمة الصحة العالمية.

لا أريد أن أناقش مدى خطورة الفيروس وهل يعتبر فيروسا قاتلا أم فيروسا مسببا للوفاة أم فيروسا ضعيفا، فليس من الحكمة التهويل أو الاستهانة عند الحديث عن وباء سريع الانتشار مازلنا حتى الان لا نعرف كل شيء عنه وعن مستقبله، ولكن المحبط بالأمر أن الجميع اعتبر تأجيل الدراسة خير علاج له حتى ابدى البعض استعداده لاضاعة عام دراسي كامل بسبب خوفه من هذا الوباء، من دون حتى المحاولة لايجاد وسيلة أخرى للسيطرة على الوباء بأقل الاثار السلبية على التعليم وخاصة أن عامنا الدراسي يعتبر الأقصر في العالم كله ولا يحتمل أي خصم اضافي لعدد أيام الدراسة، نعم لا نعرف الكثير عن هذا الوباء لكن ما يتوافر من معلومات حتى الان يكفي لرسم السيناريو الأسوأ الذي ممكن حدوثه ومن هذا السيناريو يمكننا أن نعرف أن خطورة هذا الوباء أقل بكثير من خطورة الاخلال بالنظام التعليمي، قد تضطر الحكومة لاغلاق المدارس، لكن التوقيت مهم جدا والا أصبح الاغلاق عبثا لا فائدة منه. متى أفضل وقت لاغلاق المدارس؟ تساؤل مشروع لكن ليس على أعضاء مجلس الأمة التقمص بلباس الخبراء والاجابة عنه.

عذرهم أن المدارس غير مجهزة لمواجهة الوباء، ولا أعلم ان كان تأجيل اسبوع واحد فقط سيكفي لتجهيز كل مدارس الكويت، ان كان باعتقادهم أنهم خبراء في كل المجالات وأن بامكانهم معرفة مدى جهوزية المدارس فلماذا لم يضغطوا على وزارة التربية منذ بداية العطلة الصيفية لتجهيز المدارس بدلا من الضغط من أجل التأجيل، باعتقادي المسألة لا تتعلق بالخوف من الوباء بقدر ما تتعلق باستهانتهم بالتعليم، لو كان الخوف من الوباء هو ما يحركهم لوجدتهم يناقشون مدى خطورة الاختلاط في الاماكن المزدحمة الأخرى كالمساجد والأسواق والوزارات، ليت قومي يعلمون أن من خلال التعليم تتقدم الشعوب ومن خلاله نتغلب على المشاكل المزمنة التي يعاني منها المجتمع.

تاريخ النشر :

Tuesday, 22 September 2009

جريدة التفاؤل


معروف عن الصحف أنها تهتم بالأخبار الأكثر اثارة مهما كانت

وعادة ما تكون هذه الأخبار محبطة وكئيبة ومزعجة

صحيفة اسمها

تحاول منذ أكثر من 15 عام على أن تقلب هذا الواقع وتنشر الأخبار الايجابية والتي تبعث على التفاؤل

وجدت أن الفكرة جميلة بغض النظر عن مدى نجاح هذه الصحيفة

ولكن لو كان عندنا جريدة التفاؤل، كم سيكون عدد صفحاتها يا ترى؟

أحد الأخوان قال انها ستكون من صفحة واحدة نصفها اعلانات ومن خلفها الوفيات حيث أن البعض في الكويت يعتبر الوفيات خبر ايجابي أيضا!

Tuesday, 15 September 2009

انفلونزا للكويتيين فقط!



حسب ما نشرته الصحف قبل أيام فان معدل اصابة الكويتيين حتى الان بانفلونزا الخنازير يصل الى 75 في المئة من مجموع الحالات وبقية الـ25 في المئة فهي من نصيب الأجانب، لم أجد تعليقا على هذه الاحصائيات من قبل المختصين ولكني أجدها تحتاج الى تفسير وشرح، فالكويتيون هم أقلية في الكويت ونسبتهم لا تتعدى الثلث وكما هو معروف فيروس الانفلونزا عبارة عن خلية بدائية لا تمتلك الذكاء الذي يمكنها من اختيار ضحاياها وانتقائهم، فيروس الانفلونزا لا يمكنه تمييز جنسية الضحية ولهذا السبب النسبة ستكون أكثر طبيعية لو كانت حول 35 في المئة للكويتيين و65 في المئة لغير الكويتيين، صحيح أن عدد الاصابات مازال محدودا احصائيا ولا يعكس واقع الحال ولكنه تجاوز ألفي حالة والى الان غالبية الحالات الجديدة تسجل بين الكويتيين فكيف يصاب الكويتي ولا يصاب غيره، هل السبب متعلق بكثرة سفر الكويتيين أم طريقة تفاعلهم مع نصائح الوقاية من انتشار المرض أم عدم اهتمامهم بغسل اليدين واستخدام المناديل عند العطس أو السعال أم أن علاقاتهم الاجتماعية تحتم عليهم الاختلاط بعدد كبير من الناس، هناك أسباب كثيرة ممكن أن نفسر من خلالها هذا الاختلاف بين نسبة الكويتيين في الكويت وبين نسبة المصابين بمرض لا يفرق بين عربي ولا أعجمي، الا أن من أهم الأسباب في نظري والتي يجب دراستها من قبل وزارة الصحة هي صعوبة الحصول على الرعاية الطبية بالنسبة للأجانب بسبب الرسوم المفروضة عليهم أو بسبب سوء الخدمات الصحية في المناطق التي يكثر فيها تواجدهم، وصعوبة الحصول على الرعاية الطبية تكون نتيجتها بطبيعة الحال هي عدم تسجيل الكثير من حالات الانفلونزا بينهم، والسبب الاخر الذي يستحق الدراسة هو قلة الوعي عند غالبية المقيمين في الكويت وخاصة بالنسبة للعمالة الآسيوية حيث ان غالبيتهم لا يستطيعون التحدث بالعربية أو بالانجليزية وأكثر الاعلانات التي تنشرها وزارة الصحة هي باللغتين العربية والانجليزية.
هناك ضرورة ملحة للسيطرة على هذا الوباء تتمثل بزيادة الوعي عند الناس بكيفية الوقاية منه وحتى تنجح حملات التوعية يجب أن تشمل كل الشرائح في البلد والعمالة الاسيوية يجب الا تستثنى منها، وكذلك تعقيد الحصول على الرعاية الطبية على الاجانب يجب ألا يستمر لأسباب انسانية.

تاريخ النشر :

انتهت العطلة...


انتهت العطلة، ودعنا الأهل والأصدقاء والأحبة، وعدنا من حيث أتينا

شكرا لكل من سأل ولكل من بارك علينا الشهر ولكل من عزى بوفاة أمير المؤمنين (ع) ولكل من تذكرنا بدعائه ولكل من تابعنا خلف الكواليس

نعتذر عن التقصير بالزيارة لمدوناتكم العامرة أو بالرد على تعليقاتكم اللطيفة

أدري الكويت فيها انترنت (مو عدل يا بومحمد؟) ولكن لم أجد الفرصة لمتابعة المدونات كما ينبغي بسبب كثرة الالتزامات العائلية، حيث أن هذا أول رمضان نصومه (أو نصوم أغلبه) منذ 8 سنوات في الكويت

الحمد لله الذي وفقنا للقاء بعض المدونين الطيبين الحلوين، تشرفنا بمعرفتهم واستمتعنا بالحديث معهم

شكرا لمن عزمنا على المطعم الايراني

ولمن لبى دعوة الغبقة

ولمن تأخر عن موعده قبل أن يعزمنا على قهوة أمريكانو سوداء

تقبل الله أعمالكم وصيامكم

ان شاء الله نشوفكم على خير

Saturday, 12 September 2009

التعامل مع الانفلونزا في بريطانيا


عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية خبر انتشار انفلونزا الخنازير «h1n1» بين البشر اتخذت الحكومة البريطانية اجراءات مدروسة بشكل سريع وبالنسبة للمراقبين كانت وكأنها على علم بالمرض قبل انتشاره، صحيح أنها كانت بالفعل مستعدة لمرض شبيه كان متوقع انتشاره وهو انفلونزا الطيور، ولكن سرعة اتخاذ القرارات والتعامل مع وباء جديد غير معروفة أخطاره بشفافية كاملة جعل أحد الخبراء في المجال الصحي ومنذ الأيام الأولى أن يصف بريطانيا على أنها أفضل مكان في العالم للبقاء فيه عندما ينتشر الوباء.
كان التعامل مع المرض مقسم على مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى وهي مرحلة احتواء الانفلونزا مع اعلان منظمة الصحة العالمية عن بداية انتشاره بين البشر، في تلك المرحلة كانت الاجراءات تشمل فحص كل حالة في المختبر وعزل المصابين وعوائلهم داخل بيوتهم، واعطاء المصابين وكل من كان على اتصال معهم التامفلو أو الرلينزا. الجدير بالذكر أن المصابين كانوا يبقون في منازلهم امتثالا لتعليمات الحكومة بدون أن يكون هناك مراقبة عليهم، كانت تغلق المدرسة التي تظهر فيها حالة للانفلونزا لمدة اسبوع، ويتم اعطاء كل التلاميذ مضاد الانفلونزا (التامفلو أو الرلينزا) كاجراء احترازي.

ولكن بعد زيادة حالات الاصابة بالانفلونزا كان من المستحيل الاستمرار مع سياسة الاحتواء، ولهذا السبب انتهت مرحلة الاحتواء وبدأت مرحلة العلاج، وتضمنت اجراءات هذه المرحلة بعض الأمور منها أن من تظهر عليه الأعراض لا يجب عليه انتظار الفحص المخبري للحصول على الدواء، ولكن يتم تشخيصه اكلينيكيا ويتم معالجته على هذا الأساس، وفي هذه المرحلة لا يتطلب معالجة كل من كان على اتصال مع المصاب، وانما اعطاء الدواء لمن يعتبرون من المجموعات التي تسبب عليهم الانفلونزا مخاطر عالية كمرضى الربو وكبار السن والحوامل ومن يعانون من نقص في جهاز المناعة.

وفي هذه المرحلة لا يعزل الا من ظهرت عليه أعراض المرض ولا يجب اغلاق المدارس الا في حالات استثنائية تتحمل مسؤولية اتخاذ مثل هذا القرار الحكومة المحلية والى الان لم يتم اغلاق أي مدرسة في هذه المرحلة.

وفي كلتا المرحلتين اخر ما يجب أن يفعله من ظهرت عليه أعراض الانفلونزا هو الاسراع الى مراجعة الطبيب، لأن من يراجع الطبيب سيبقى في قاعة الانتظار خارج العيادة وسينقل العدوى الى كل المراجعين ومنهم من المجموعات عالية الخطورة.

ولتجنب تحويل أماكن الانتظار في المستوصفات الى أكثر الأماكن خطورة لانتشار العدوى يجب على المصاب أن يتصل هاتفيا بالطبيب وشرح أعراض المرض أو الدخول الى صفحة مخصصة على الانترنت للتعامل مع وباء الانفلونزا، فيها يطلب من المصاب الاجابة عن بعض الاسئلة وبعدها يتم اعطاؤه رقما خاصا لصرف الدواء، وعليه أن يكلف صديقا أو أحد أفراد العائلة لصرف الدواء من الصيدلية.
تقييم المرحلة الثانية مستمر وقد تتغير الاجراءات فيها بأي لحظة وخاصة أنهم يحضرون الان للزيادة الكبيرة في حالات الانفلونزا المتوقعة في الشتاء القادم.

بعد ذكر كل هذه الاجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية التي فاقت نصائح منظمة الصحة العالمية بشكل كبير، قد يعتقد القارئ أنهم راضون عن هذه الاجراءات ومكتفون بها ولا يوجد ما يمكن التعلم منه للمستقبل، وهذا غير صحيح فمن المتوقع أن تكتب عشرات الكتب وتنشر مئات المقالات العلمية لتقييم هذه التجربة بعد الانتهاء منها للاستفادة منها بأسلوب علمي وللتعلم من الأخطاء وكل هذا من أجل التحضير للوباء القادم الذي لا أحد يعرف متى ينتشر مرة أخرى؟