بالبداية أود أن الفت انتباه القارئ الى مقالتين لهما علاقة بالموضوع:
الاولى لابتهال الخطيب وبعنوان راسين بالحلال
والثانية لجعفر رجب بعنوان ثور أسود اخر
عندي سر كنت أريد البوح به عن سبب توقفي عن الكتابة بالفترة السابقة، حيث كنت أتعلل دائما أن السبب هو كثرة مشاغل هذه الدنيا، ورغم أن المشاغل كانت احدى اسباب التوقف الا انها لم تكن السبب الاساسي.
لنرجع الى السر الذي كان (يقرقع) في صدري، فان السبب الأساسي لابتعادي عن الكتابة رغم أني أجد بها الكثير الكثير من المتعة، هو ذلك الشعور الذي تسلل الى داخلي وهو أننا لا ننعم بالحرية الكافية حتى نمسك قلم ونخط به ما نفكر به.
الحرية لها أعداء كثر يعيشون على تلك البقعة الصحراوية يجعلونك تتردد أن تكتب وان كتبت يقتلون المتعة التي تجدها عادة في الكتابة.
كيف لك أن تشعر بالحرية وأنت تسمع أن هناك من تم توقيفه واخر دخل السجن فعلا وثالث تم ترحيله من البلد ورابع سحبت جنسيته، وخامس تم سحله وضربه حتى الاغماء، وكل هذا فقط لأنهم قد عبروا عن اراءهم.
مهما قيل عن خطورة هذه الاراء هي تبقى مجرد اراء لا أحد يملك الحق بمنع أصحابها من التعبير عنها، حتى من يشتم ومن يسيء لا يمكن القبول بأن تكون عقوبته السجن أو ما شابه من العقوبات التي نسمع عنها هذه الأيام. نعم لا أحد يقبل بالشتائم وبالسب، ولكن الا يجب أن تكون العقوبة متناسبة مع حجم الجريمة ان صحة التسمية، ولا أعتقد أن هناك ما يمكن أن ينطق به اللسان يستوجب عقوبة من العقوبات التي مرت علينا.
لو كانت الحكومة هي وحدها عدوة الحرية لما ابتعدنا عن الكتابة، لان الكتابة بمواجهة حكومة مستبدة أمر يسير بالمقارنة مع مواجهة مجتمعك وناسك ومحيطك.
المجتمع عدو للحرية ومن يعبر عن ما بداخله يعدم اجتماعيا أو يعتبر خائن أو متخاذل أو طائفي... الخ
الحرية ليست من الكماليات والمطالبة بها ليست ترف فكري، الحرية احدى دعائم المجتمع كما جاء في المادة السابعة من الدستور (العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع).
ولكن "الا الحرية" شعار يصعب رفعه الا من قبل من كان صادق مع ذاته، فالذي لا يؤمن بالحرية سرعان ما ينكشف. على سبيل التجربة لو وضعت قائمة تشمل كل قضايا الحرية التي مرت بها البلاد في العامين السابقين لكانت النتيجة أن كل من سيقرأها سيجد فيها ما يبرر الكبت وقمع الحرية، قد نختلف في عدد القضايا التي نبرر فيها القمع لكن سنتفق جميعا على تبرير القمع ولو لمرة واحدة على الاقل.
لن أضع هنا أي من قضايا الحريات لأنها مازالت حية في الذاكرة ولكن لا بأس بذكر بعض التبريرات لعمليات القمع
- اثارة الفتن -
- تنفيذ سياسات خارجية -
- استفزاز للمشاعر -
- اساءة الى طائفة أو مجموعة من المواطنين -
- بالاضافة الى تبريرات الجهات الامنية كتقويض النظام الاجتماعي أو حتى قلب نظام الحكم -
من هذه القائمة يتضح كيف يكون شعار "الا الحرية" صعب حمله، فالسؤال الذي قد يتبادر للذهن كيف ممكن التعامل من يثير الفتن؟ في الواقع ليس صعبا أن تدافع عن الحرية وفي نفس الوقت تواجه من يريد اثارة الفتن، والمواجهة تكون باللسان وليس بالحبس أو الطرد أو الضرب. مثيري الفتنة متطرفون ومن السهل جدا افحام المتطرف وتعريته أمام الجمهور، وباللسان فقط يمكنك فعل ذلك أما القمع فنتائجه عادة ما تكون عكسية فأفضل وسيلة لزيادة أنصار المتطرف هو قمعه أو تحويله الى شهيد.
وفي حالة القس تيري جونز نجد خير دليل على ما نقول فعندما ظهر على السي ان ان وغيرها من القنوات صغر حجمه وفضح نفسه ولم يتحول الى شهيد وبالنهاية سيكون مصيره النسيان.
في الختام أكرر أنه لا يوجد هناك ما يمكن قوله يبرر القمع! مهما كان مزعجا أو مستفزا.
10 comments:
ونعم المقال الذي استهليت به عودتك
عودا حميدا
السلام عليكم
مقال رائع
سلمت يداك
في بعض الأحيان الحرية تكون سبباَ للقمع إذا ما أصبحت بيد عدوّك
تقبل مروري
Why every one is blaming the government for the crimes on the freedom?! The biggest enemy to freedom is the ones who claim that they are defending it. The representatives of the Kuwaiti people are the enemies, which make wonder if the Kuwaiti people "truely" want freedom. If they do, how come the real enemies of freedom become their representatives over and over,.....
We have one of three options:
1- Kuwaities do not really know what freedom means
2- They do not want freedom in their country
3- The people who wrote the constitution are not the same people who live in the country.
The issue is much deeper than you think.
For the enjoyment of the readers, please read:
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=661729&date=23122010
الزميل العزيز
عوداً حميداً
وسلمت يمينك
الحمد لله على السلامة يا طويل العمر
ومن طول الغيبات...
للأسف بأن مفهوم الحرية عندنا إنك، نسب ونجرح ونتهم الآخرين بدون دليل مادي.
وإذا ماقدروا على الغلط، قالوا مافي حريات.
الحرية موجودة 100% بالكويت ولكن للي يفهمها ويعرف يطبقها صح.
مابي اتعمق عشان لا ازعل ناس وايد :)
تحياتي
لك وللاهل والعيال وبيت الجيران واللي تعرفهم واللي ماتعرفهم :)
السلام عليكم بو مهدي
وعودا حميدا
ادعي لنا يمكن نرد
"لو كانت الحكومة هي وحدها عدوة الحرية لما ابتعدنا عن الكتابة، لان الكتابة بمواجهة حكومة مستبدة أمر يسير بالمقارنة مع مواجهة مجتمعك وناسك ومحيطك.
المجتمع عدو للحرية ومن يعبر عن ما بداخله يعدم اجتماعيا أو يعتبر خائن أو متخاذل أو طائفي... الخ"
مو بس بروحك ترى سرك يشاركك به الكثيرون وأنا واحدة منهم
وحتى مقالك هذا البعض بيخالفك فيه بشدة!! أو يؤيدك وهو أكثر من يطبق ما ابتعدت بسببه!!
كرهت أبو الكتابة والكلام والنقاش :(
ومو بس أحس بقمع بل قمع وقمته وغصة وشرقة بعد
!!
شنو مشكلةالأختلاف في الرأي!!
تراها صحية وواقع في كل مجتمع ومنذ الأزل
!!
قواك الله
وسلم على الحبيبة وأولياء العهد
:))
فريج سعود
شكرا
------
خادم العترة
وعليكم السلام
الله يسلمك يا الغالي
---------
Anonymous
Although you agreed with this post in your comment, I don't think we should blame anyone else other than the government for the war against the freedom. They have the absolute power and they can do a lot more if they want to.
Regards
خالف تعرف
شكرا عزيزي والله يسلمك
----------
يانج وينج
اسمحو لي ارد عليكم مع بعض مع ان كلامكم عكس بعض
أول شي منورين وصج صج أتمنى عودتكم الى مدونتكم
تحياتي لكم وللابناء الله يحفظهم
Post a Comment