هناك علاقة وطيدة بين الثورات على الظلم والطغيان وبين الأزهار، فالثورات التي قامت في بلدان مختلفة من العالم كان هناك شيء يربطها بنوع أو أكثر من الأزهار. مازالت ثورة الياسمين حاضرة أمامنا وكيف سطر الشعب التونسي بطولات الصمود حتى انتصر على الطاغية، وقبلهم في دول أخرى من العالم مثل جورجيا وثورة الجوري (2003) وكذلك قرغيزستان وثورة التولب (2005).
شباب البحرين هذه الأيام يقدمون الورد الجوري الأحمر والأبيض لمن يرفع بوجههم السلاح ولمن تلطخت يديه بالدماء، كم كان المشهد مؤلم عندما قام مرتزقة نظام البحرين بقتل المتظاهرين بدم بارد وهم يصيحون سلمية سلمية... هؤلاء المجرمون لا يستحقون الورد الذي يقدمه شباب البحرين الأبطال والمرتزقة بالفعل يعلمون أنهم لا يستحقون الورد ولهذا لم أجد شريف بينهم يأخذ الوردة من يد البحريني ويترك جانب الطغيان وينضم الى جانب الأحرار ويعلن توبته... مع أن هؤلاء المرتزقة لا يستحقون هذا الورد الا أن شعب البحرين الجميل لا يملك الا أن يفيض جمالا والورد رمز الجمال.
وكأن الشاعر أحمد مطر قد رأى الثورة البحرينية عندما كتب قصيدته ثورة الأزهار:
قطفوا الزهرة
.
..قالت : من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم قالت
..
غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربه
.
قالت
.
إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
.
كامن ثأري بأعماق الثرى
...
وغداً سوف يرى كل الورى
..
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور
.
تبرد الشمس
ولا تبرد ثارات الزهور
أما في مصر الحبيبة فقصتها قصة، فحسب ما يلاحظه الزائر الأجنبي وخاصة اذا كان من الغرب أن الورد ليس منتشر كما هو الحال في دول اوربا، بصراحة لم يحالفني الحظ الى الان بزيارة مصر ولكن هذه المعلومة قرأتها في مدونة سائح انجليزي أو أمريكي لا أذكر. المهم أني تأكدت من عدم اهتمام المصريين بالورد بعد ثورتهم الرائعة التي كان ينقصها شيء واحد فقط وهو اسم أكثر رومانسية من ثورة الفيسبوك أو ثورة 25 من يناير. فهل انتهى الابداع المصري حتى نطلق على ثورة بهذه الروعة مجرد تاريخ!؟ فالتواريخ تصلح لثورات على شاكلة 23 يوليو وغيرها من الانقلابات التي سميت ثورات زورا وبهتانا.
في بداية ثورة مصر وبالضبط في تاريخ 28 يناير اقترحت من خلال تغريدة اطلقتها في سماء تويتر أن يختار المصريين اسم ثورة اللوتس لثورتهم، لان اللوتس زهرة كان يعتز بها المصريين القدامى أيام الفراعنة حيث كانت تعتبر مقدسة. لا أعلم ان كان هناك من اقترح هذا الاسم قبلي ولا أدعي أن من اقترحه بعدي أخذ الفكرة مني... فكان الاختيار واضح بالنسبة لمصر حيت أن زهرة اللوتس الأكثر انتشارا وتاريخها الطويل في مصر يجعلها المرشح الأول. ولكن هذا الاسم لم يلاقي استحسان المصريين فلم ينتشر الا في مقال هنا أو تدوينة هناك على الانترنت. حتى أن من المصريين اعترض بشدة وقال يجب أن يكون الاسم مرتبط بالشارع المصري وطالب باطلاق اسم ثورة البانجو عليها! لا أعلم ان كان هذا الشخص من مؤيدي الثورة ولكنه أراد أن يمزح أو كان من بلطجية النظام السابق وأراد أن يسئ الى الثوار. .. آل ثورة البانجو آل!
3 comments:
ولا ننسى الثورة الاسلامية في ايران حينما أمر الامام الخميني الشعب الايراني بتقديم الزهور للجيش الذي جاء ليقمع ثورته
و شنو نسمي ثورة إيران .. ثورة السماق و لا الزعفران
الطغاة يكرهون ما يشير للسلم
لأنه سلاح لا يملكون مضادا له
وطالما اعتبرت الأزهار رمز
لهذا السلام .. يدفعها الهواء
بقوة .. ولا ترد عليه إلا
بشذاها العطر
:)
Post a Comment