مقالة جميلة ولا يوجد عاقل لا يؤيد أن على الكويت عمل أي شيء لهذا اليوم الموعود، يوم يصبح النفط بلا قيمة، أو يوم يتم استخراج اخر نقطة نفط تحتويها أرض الكويت.
لكن ما هو الوقود البديل الذي من الممكن أن ينافس النفط في الأسواق العالمية، الأخ مشاري في مقالته ذكر الايثانول المستخرج من محصول الذرة، وأنا أقول له تطمن عزيزي مشاري فهذا لن يكون البديل المناسب ولن ينافس النفط حتى ولو بعد خمسين سنة. والأسباب هي أن المنظمات الصديقة للبيئة انتبهت لشيء مهم وهو أن هذه الطريقة قد تفيد البيئة على المدى القصير ولكن لها اثار سلبية على المدى الطويل وهذه الاثار قد تكون أخطر من الاستمرار باستخدام البترول. عند استخدام الايثانول في تشغيل السيارات والماكينات سوف نقلل التلوث البيئي في البداية لاننا سنقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكاربون المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري. ولكن بعد مدة من الزمن سوف تستنفد كل الأراضي التي يمكن استخدامها لزراعة الذرة وسوف يتم تحويل الغابات الاستوائية الى مزارع للذرة من أجل انتاج الايثانول. والقضاء على الغابات الاستوائية يعتبر الأخطر على الاطلاق على البيئة، لاننا نعلم جيدا أن للاشجار دور مهم للحفاظ على نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجو، وكذلك لان عملية تحويل الغابة الى أرض زراعية تتطلب حرق الغابة ويمكنك أن تتخيل كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من حرق غابة مليئة بالأشجار.
وهناك مشكلة أخرى بالنسبة لاستخدام الايثانول كبديل للنفط وهي أن المنافسة ستكون كبيرة على الأراضي الزراعية المستخدمة لانتاج الغذاء لملايين البشر، وهذا ما تخشاه الأمم المتحدة، وبالفعل قد حذرت الأمم المتحدة ضد هذا التوجه الذي قد تكون له أثار خطيرة على الاتزان الغذائي العالمي.
لذلك نقول للأخ مشاري تطمن حتى وان كانت هذه الأسباب البيئية والانسانية لا تكفي بوش الذي تبنى هذا التوجه لمجرد التكسب السياسي فانها كافية لمنع عقلاء العالم عن الاستمرار في هذا المشروع.
ولكن لا نقول للحكومة أن تطمأن لأن المسألة لا تحتاج أكثر من خمسين سنة كما قال رئيسها في منتدى الكويت الاقتصادي العالمي حتى نجد أنفسنا متورطين في أزمة اقتصادية تهدد وجودنا.
الحكومة تقول أنها ستجعل من الكويت مركزا ماليا وهو طموح كبير، ان نجحت قد تحل مشكلة الاعتماد الكلي على النفط. ولكن هناك فكرة أخرى قرأتها قبل أيام وهي تحويل الكويت الى مركز صناعي وهي بصراحة فكرة تستحق التأمل والدراسة من قبل الحكومة.