للأسف موضوع مهم لهذه الدرجة تحول للتكسب السياسي ولاحراز النقاط في الوقت الضائع بدل أن يدرس ويبحث بطريقة علمية، وأقصد هنا حماية المباني الأثرية. المباني الأثرية تمثل تاريخا طويلا يمتد الى يوم بنائها وأحيانا الى ما قبل البناء، فهي تعكس ثقافة ذلك الزمن وتحكي حكاياته. المباني الأثرية لا أحد يملكها ولا يحق لأي انسان أن يزيلها تحت أي ذريعة، حتى الورثة لا يملكون حق ازالتها، والواجب على الدولة والمجتمع المحافظة عليها وتسليمها وهي بأفضل حاله للأجيال القادمة، فهي ملكهم حتى تصبح هذه المباني بين أيديهم ويتمكنون من دخولها ولمس جدرانها ودراستها وبعد ذلك تنتقل ملكيتها الى الجيل الذي يليهم. يعتقد البعض أن في الكويت لا توجد مبان تستحق الحماية لأنها ليست قديمة بما يكفي بالمقارنة مع المباني الموجودة في الدول الأخرى وهذا الرأي يجانبه الصواب، لأن أهمية المبنى التاريخية ليست دائما لها علاقة بعدد سنوات عمره، ولكن هناك عوامل أخرى اذا توافرت تزيد من أهمية المبنى حتى لو كان أحدث من غيره في المنطقة. من هذه العوامل الطبيعة المعمارية الفريدة للمبنى وما يحمله من قصص وتاريخ. عندما سألني أحد المقيمين الأجانب عن قصة قصر الشيخ خزعل في دسمان، بعد أن سردت عليه قصة الشيخ خزعل وعلاقته بالشيخ مبارك الكبير الى اخر القصة، قلت له أن المبنى مهدد بالانهيار بسبب عوامل الطبيعة أو معرض للازالة من أجل اقامة مجمع تجاري مكانه. لم يصدق ما قلته له وأعرب عن مدى حزنه وأسفه على هذا المبنى رغم أن المباني الأثرية في بلده يرجع تاريخها الى مئات السنين، ولكن بغض النظر عن عمر هذا القصر الا أنه يعتبر فريدا فهو آخر مبنى في الكويت بهذا الشكل وبهذا التصميم، هذا بالاضافة الى التاريخ الذي ممكن أن يحكيه للأجيال القادمة، وهو جزء مهم من تاريخ دولة الكويت. يقال إن الأمم التي تحترم تاريخها وتحافظ على كل ما يرمز لماضيها تعتبر أكثر تحضرا من تلك التي تزيل كل أثر مادي تجده أمامها لذلك الماضي. علاقة الحكومة الكويتية مع المباني القديمة كانت ومازالت غير موفقة، رغم الوعود والعهود وتصريحات بعض المسؤولين الا أن الأخطاء مازالت تحصل بحق ما تبقى من مبان وهي قليلة جدا، عددها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. أتذكر أن هذا المقيم الأجنبي بعث لي رسالة يبشرني فيها وهو فرح جدا أن قصر الشيخ خزعل سيتم انقاذه على حسب خبر نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في تاريخ 8 يناير من هذا العام. قلت له الخبر جيد ان نفذوا وعودهم وبشرط أن يكون الترميم بالطريقة الصحيحة وليس كما فعلوا مع بيت ديكسن الذي حوله الترميم من بيت أثري الى فيلا حديثة. قد نختلف مع مقدم الاستجواب سياسيا وفكريا، وقد نختلف معه بالاسلوب الذي اتبعه للتعامل مع هذه القضية، لكن لا يجب أن نقلل من أهميتها، ولا يجوز أن يمر الأمر دون محاسبة المسؤول عن هذا الخطأ. والمسؤول عن الخطأ ليس بالضرورة من أعطى أمر الازالة، المطلوب في البداية معرفة حيثيات الموضوع واذا كان بالفعل المبنى مصنف على أنه أثري واذا كانت هذه المعلومة متوافرة لدى كل الجهات المعنية وبالخصوص بلدية الكويت، فقد يكون المسؤول هو الشخص الذي احتفظ بهذه المعلومة في أدراج وزارة الأوقاف. |
Thursday 12 March 2009
هايف معاه حق... يمكن!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
9 comments:
Kuwait is going through a phase that only Allah know how it will end :/
قول له بس ابني بداله مسجد من حسابك الخاص وشوف شيقول لك ؟؟؟ استغفر الله اول يشيلون مساجد عادي الحين عند هايف حتى الكحة صارت قضية .. ويع حلوا المجلس ولا تردونه .. دوخنا هالهايف وضيع وقت المجلس ..
يعتمد شنو تعريف الاثري ؟
ثلاثين سنة أثري؟
مادري والله , يمكن الحكومة لازم تحدد هالاماكن و تثمنها من ملاكها
مثل سوق التجار مقابل قصر السيف
اشوفهم بيهدمونه الآن
لجنة الازالة غير ملامة في حالة اذا كان المسجد غير موكل للجهات الراعية للمباني التراثية
والا فهذه الجهات هي الملامة
اما البكاء على مسجد اثري بالكويت يجرنا الى البكاء والصياح على تراث الاسلام وتراث النبي التاريخي الذي لم يبق منه الا مساجد ثلاث
بو صلوح الغالي
الخفاظ على التراث عمل جيد لكن الذي يريد الحفاظ على التراث يجب أن يشمله بجمبع جوانبه، و الا أنا غلطان
:-)
انا ما ادري صراحة إذا عندنا جهة تقيم المباني، كلام مطقوق و فريج سعود عدل
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
وزارة الاوقاف ابلغت اللجنه ان هذا المسجد مصنف تاريخي
واللجنه ما اخذت بكلامهم... ورات تدور جواب يناسبهم بالبلدية
كلمة حق يراد بها باطل
هذا هو موقف هايف ، بالضبط ، طرحه للاستجواب صحافيا على انه بسبب ازلة مسجد و في صحيفة الاستجواب يكون السبب هو التعدي على المباني التراثية فهذا يبين بوضوح ان هذا الرجل ليس مهتما لا بالمسجد و لا بالتراث انما من جرافات الازالة التي تهدد الاراض المغصوبة بواسطتهم
هذا الخوف على التراث اين كان طوال هذه السنوات ؟
مجرد تأييد هذا الموقف يدل على أن كلمات الحق ان صدرت من جهة باطلة فلا معنى لها
تبقى قضية الحفاظ على التراث و هي لا تتعلق بهذا المسجد بالذات ، تراث الدولة اهمل بحكم الدولة و برضا مجلس الامة ، و تحت سمع و انظار جميع المهتمين ، قضية التراث لا تتعلق بهذا المسجد فقط إن ثبت انه ادخل لقائمة المساجد التراثية بالاشكال هنا ينسحب للمجلس الوطني المسؤول عن هذا التراث و لوزارة الاوقاف التي اهملت هذا المسجد ، صحيح أن الامة التي لا تحمل ذاكرة أمة ميتة ، و لكن ما الذي يستحق أن يبقى بالذاكرة ؟
و هل تستحق الذاكرة ام يتم العبث بالدولة هكذا ؟
اخي :
كل ما قلته صحيح في مقالك فالآثار هي مايقف عليه ماضي البلاد وحاضرها
لكن ..
المسجد الذي تدور حوله المشكله مسجد من الجينكو !!!
هل الجينكو اثري برأيك ؟؟
ثم انك وردت في المقال انه لا يهم ان كان عمر المبنى الاثري قصيرا ام طويلا كيف لا يهم ؟؟ على هذا فأني اعتبر منزلي اثريا لانه بني قبل 16 سنة ولا يهم قصر المده
اخي اسأل اي شخص مهتم بالاثار وسيخبرك بأن اقل عدد ممكن من السنوات لاعتبار الشيء اثريا على الاقل 50 سنة وبديهيا الا يكون من الجينكو بالطبع
شكرا جميعا على المرور والتعليق
الموضوع ليس دفاعا عن موقف هايف، ولكن دفاعا عما تبقى من مباني قديمة أتمنى أن تبقى ولا يزيلها أحد بحجة أن الاهرامات أقدم منها. اذا كنا بحاجة الارض فهناك أضعاف المساحة التي نعيش عليها وهي مجرد صحراء قاحلة.
justice maker:
حياج الله أختي في مرورك الأول،
اذا كان المسجد من الجينكو فانا أؤيد كلامكِ 100%
بالنسبة لعمر المبنى في ناس يقولون ان تأسس سنة 1945 يعني أكثر من 60 سنة
والله أعلم
Post a Comment