الأسابيع القليلة الماضية تستحق أن توصف بأنها الأسوأ منذ تحرير دولة الكويت، كثيرون من محللين سياسيين وكتاب اتفقوا على أسباب الأزمة ووجهوا أصابع اللوم نحو الجميع من شعب ومجلس أمة وحكومة، وحتى الاسرة الحاكمة لم تسلم من سهام اللوم والاتهام حتى أن البعض يحملها المسؤولية الكبرى لما حدث على الساحة الداخلية في هذه الفترة. لعل ما يجب أن نتأكد منه الان بعد أن هدأت العاصفة ان كانت هذه الأزمة التي بدأت منذ أعوام والتي وصلت الى ذروتها الأسابيع القليلة الماضية قد انتهت بالفعل بحل مجلس الأمة واستقالة الحكومة، أم أنها ما زالت مستمرة ولكنها هدأت قليلا حتى تعود وتتأزم مرة أخرى ونكتشف أن لها نقطة أخرى تعتبر هي الذروة الحقيقية. باعتقادي أن ما نعاني منه هذه الأيام هو ذاته ما كنا نعاني منه منذ سنين طويلة وهو عدم احترام النظام وعدم الالتزام بالقانون وذلك على مستوى المواطن أو على مستوى مؤسسات الدولة، ولن تنتهي الأزمة الا من خلال فرض احترام النظام مرة أخرى. الكل يشعر بالظلم اذا لم يأت القانون أو الدستور مفصلا على مقاسه، وتراهم يتجاهرون بكسره ومخالفته دون أدنى حرج أو خجل من ذلك. عندنا قائمة طويلة من المقدسات وكل يوم نضيف لها مقدس جديد لكن الالتزام بالنظام والقانون لم ولن يصبح جزءا من هذه القائمة. لا يوجد نظام في العالم يتم التشكيك في صلاحيته في العلن وعلى صفحات الصحف بهذا الحجم كالذي يحصل مع النظام في الكويت. المطبلون للانقلاب على النظام وعلى الدستور لم يستوعبوا حتى الان أن الزمن ليس الزمن وأن العودة الى الوراء مستحيلة، في الثمانينيات كان الناس يسمون من يطلق هذه المطالبات بالحكومي، ولكن اليوم أصحاب القرار في الحكومة وفي مؤسسة الحكم هم من أشد الناس تمسكا بالدستور وبالنظام لأنهم يستمدون شرعيتهم منه ولا أعتقد أنهم يقدرون خدمات هؤلاء المطبلين. وكما أن الزمن تغير فان المصطلح الذي يصف أعداء النظام والدستور يجب أن يتغير أيضا، يمكننا أن نسميها بالانقلابيين أو أي شيء اخر دون الاشارة للحكومة لأنها تبرأت منهم بأكثر من مناسبة. هؤلاء الى الان لا يعرفون الفرق بين المطالبة بتطوير النظام وبين المطالبة بالانقلاب عليه، لا أحد ينكر أن في النظام سلبيات كثيرة ولكن هل يجوز نسف النظام من أجل التغلب على هذه السلبيات، الا ينتج الانقلاب على النظام سلبيات أخرى لا نراها الان؟ ان السبيل الوحيد لتطوير النظام واصلاح الوضع السياسي هو الدستور الكويتي، لأن أي عمل من خلاله يعطي هذه الاصلاحات الشرعية التي تجبر الجميع على احترامها والالتزام بها. يجب أن تكون أول خطوة تتخذ في اتجاه الاصلاح هي احترام النظام والالتزام به من قبل الجميع. مشكلتنا كانت وما زالت بسبب الفوضى التي نعيش، لنلتزم بالنظام وبالدستور وبالقانون، ولنر كيف ينصلح حالنا. ماذا لو التزمت الحكومة بمنع الفرعيات وكافحت شراء الأصوات وأقفلت باب الواسطات؟ ألا تتفقوا معي أننا سنحصل على مجلس أفضل من المنحل؟ تاريخ النشر : 24 مارس 2009 |
Tuesday 24 March 2009
دولة نظام الفوضى!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
5 comments:
والله ياخوك شكلها هذي البداية بس .. ولا تو الناس !!
بس تبي الصراحة احنا بعد جزء من هالفوضى !!
وتحياتي ..
ويسلمواااااااااااااااااااا :)
مجلس افضل وحكومة اسوء معادلة لا تستقيم
في الآونة الاخيرة بدا التفكير في مجلس الامة والحكومة اكثر من ذي قبل
لان الامور بدت اوضح مما سبق
فان كنتم تطمحون لبلد اكثر استقرار
فيجب ان تردد
لا للطائفية
ولا للمصلحة الشخصية
والاهم ان نفعل ما نقول
ونلتزم
Q8EL5AIR:
أكيد احنا جزء من الفوضى
لكن من الذي يجب أن يبدأ بالالتزام أولا؟ وأقصد من ناحية عملية
تحياتي
---------
فريج سعود:
كلامك عدل يا خوي
---------
منال:
الأفعال قبل الشعارات ان شاء الله
يسلم بؤك
و قلت بؤك لأنني أحسست و كاني أتبادل أطراف الحديث معك
صلاح، أنا أول ما بدأت الأزمة الأخيرة سبه انهرت من كثر ما كنت اشوف الوضع بالبلد يتردى و لا من ساع للتعديل، لا و كل يوم قاطين لك كلمة بالجرايد يجسون قيها نبظ العالم
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
Post a Comment