الله يعز الحكومة |
كنا في السابق نعترض بشدة على من يطلق هذه العبارة التي اخترناها لتكون عنوان مقال اليوم، لأن الناس كانوا يقولونها من باب الشكر والامتنان للحكومة لما هم فيه من نعمة وخير، كان وجه الاعتراض يكمن في أن ما كنا فيه من خير ونعيم هو من عند الله سبحانه وتعالى، ورغم معرفتنا بان النجاح في ادارة الموارد ضروري حتى يشعر الناس بهذا الخير الا أن هذا النجاح ان وجد هو واجب الحكومات ولا تستحق الشكر عليه،بل كل ما يجب أن يقوم به المواطن هو تشديد الرقابة والمتابعة لكي يستمر هذا النجاح ولا يتوقف النمو الازدهار،لكن اليوم نقولها وهي نابعة من القلب «الله يعز الحكومة» ليس لتبدل مبدأ وليس من باب استرضاء الحكومة وانما بقصد الدعاء لها لأنها اليوم أصبحت في حاجة الى هذا الدعاء أكثر من أي وقت مضى، حالة يرثى لها أن تضيع الهيبة بهذا الشكل، بالاضافة الى الدعاء، الحكومة بحاجة الى النذور لكي تسترجع قليلا من العزة والهيبة والقوة، وهذا واجب كل الوطنيين والحكوميين والمتمصلحين والمتقلبين وكل ألوان الطيف السياسي الكويتي الفريد من نوعه، يجب علينا أن نعترف أن عز الحكومة من عزنا اما ضعفها وهوانها فهو ضياعنا وضياع املنا في المستقبل، ولكن أرجو أن لا تعول الحكومة كثيرا على دعائنا ونذورنا لأن الدعاء من دون عمل لا يكفي، عليها أن تتعرف على أسباب ضياع الهيبة، فلن ينفعها الهروب من المواجهة الى الأبد، ومن ليس باستطاعته المواجهة فليرحل عن الساحة وليترك اللعب لغيره فقد شبعنا أزمات وعدم استقرار، في كل يوم يظهر مصطلح جديد في الساحة فهناك مصطلح المؤزمين الذي انتشر قبل حل مجلس الأمة السابق واليوم مصطلح الانتهازيين وغيره من المصطلحات من أجل تلميع صورة الحكومة، قلناها في السابق ونكررها اليوم ضعف الحكومة هو أساس المشكلة، السياسة في كل بلد في العالم هي عبارة عن صراع دائم من أجل المكتسبات السياسية، صراع اما يهدف الى الوصول الى السلطة أو من أجل تمرير قوانين لمصلحة هذه الفئة أو تلك وفي أسوأ الأحوال من أجل الاستحواذ على المال العام، وفي خضم هذا الصراع عدم وجود قيادة متمكنة وقادرة على المواجهة سيؤدي حتما الى ظهور الانتهازيين، وسيؤدي الى توقف التنمية والتخبط في القرارات واستشراء الفساد المادي والاداري وبالتأكيد تراجع ترتيب الدولة الى أسوأ المراكز على قائمة الدول الأكثر شفافية كما أشار تقرير منظمة الشفافية العالمية مؤخرا بالنسبة لوضع دولة الكويت، نعم نحن نستحق الأفضل وهذا ليس اغترارا بالنفس ولكن لأن أي انسان يجب أن ينعم بالحد الأدنى من مقومات الحياة المدنية وهذا الحد أعلى بكثير من الوضع الحالي. |
Sunday, 22 November 2009
الله يعز الحكومة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
4 comments:
أحسنت يا بوصوح
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
السلام عليكم
اخوي صلاح للأسف الحكومة ما تطبق الرجل المناسب في المكان المناسب وهنا اتكلم عن الرجل القائد وهو ان يتم اختيار الوزراء بعناية من قبل رئيس مجلس الوزراء , نحن نحتاج الى وزير ذو مواصفات قيادية وذو قرار حكيم , وليس وزير يتم تعيينه لفئة معينه سواء كانت حزبية او طائفية او قبلية او عائلية
الوضع الآن اتعس من قبل سواء من الحكومة او من الشعب اللي وصل بعض النواب ذو الرؤية الضيقة تماما ولا يعوا الاوضاع المحلية والاقليمية او العالمية
وبالختام اتمنى لك ولعائلتك الكريمة دوام الصحة والعافية ويحفظكم الرحمن في كل مكان
مقال في الصميم
للأسف البعض ينظر لمطالبة الشباب لرئيس الوزراء بالإستقالة على إنها حل وهمي لمشاكل الدولة و هو أمر لم يدعيه أحد
هذه المطالبة هي لإصلاح الحكومة أولاً و أخيراً
و هذه الحكومة ليست حكومة الواق الواق بل هي حكومتنا جميعاً ككويتيين و يهمنا أمرها جداً
أحد أسباب الإخفاقات المتتالية هو ضعف الحكومة بدءاً من اسس تشكيلها و التناقضات الموجودة فيها و إنعدام اسس القيادة و غياب السياسات و الرؤى و الخطط
حتى أصبح الرئيس عبئاً على وزرائه بدلاً من ان يكون خير معين لهم
الرئيس لم يحاول يوما ما في الدفاع عن وزرائه بل منع المعتوق من إعتلاء المنصة و اصر على تدوير الحميضي قبل أن يطالبه هو شخصياً بالإستقالة بعد اسبوع. و التهديدات تكررت لصفر و الشمالي دون تدخل من الرئيس
لكن الجميع يطالب بمبدأ التضامن الحكومي حين يطال الأمر الرئيس كما حصل في الحل الأخير
تحياتي
كل عام وانت بخير
والعيد عليك مبارك وسعيد
Post a Comment