Monday, 22 October 2007

أزمة البهرة! الحق والباطل

تابع الكثير منا موضوع رفض اللجنة الفنية في المجلس البلدي طلب انشاء مسجد للبهرة في منطقة العارضية. شخصيا قرأت مقالات كثيرة في الجرايد اما مؤيدة لهذا الرفض أو منتقدة له. المؤيدون يرون أن السماح لهذه الطائفة ببناء مسجد لهم يعتبر سابقة خطيرة تهدد معتقداتنا بحيث ستطالب بقية الاقليات بانشاء معابد لهم على أرض بلد مسلم. بل ذهب بعضهم الى أبعد من ذلك وحكموا على البهرة بالكفر وقال البعض ان ما يطالبون به هو بناء معبد بغطاء مسجد. أما من عارض قرار المجلس البلدي فعلل معارضته بأن هؤلاء مسلمين ومن حقهم أن يكون لهم مسجد خاص بهم ولا يحق لاي أحد أن يخرجهم من الدين الاسلامي ماداموا ينطقون بالشهادتين ويعتبرهم علماء المسلمين الكبار انهم اتباع مذهب من مذاهب المسلمين. وكذلك يرى المعارضون أن المجلس البلدي لا يحق له أن يرفض طلب الا على أسس فنية وليست عقائدية.

لا أريد أن اناقش هنا موضوع المسجد الذي نوقش بما فيه الكفاية وكلا الطرفين قال كل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع، انما أردت أن أستخدم هذا الموضوع كمثال على الطريقة التي نتبعها عندما نقرأ خبر ما أو مقالة في الصحافة.

عندما أقرأ مقالات المعارضين أجدها أكثر منطقية ووضوح أكثر من مقالات المؤيدين! لكن هل حقا هي كذلك، اذا كان الحق بهذا الوضوح لماذا لا يؤيده كل الناس وبذلك تنتهي كل الفتن والمشاكل بين الناس. الواقع أن هناك من يجد في مقالات الطرف الاخر أنها أكثر منطقية ووضوح وقد يستغرب أيضا كيف لا نرى نحن الحقيقة الجلية! كل منا ينطلق من منطلقات مختلفة وكل منا له قناعاته الخاصة من قبل أن تبدأ الأزمة هذه وقبل أن تكتب أي مقالة في هذا الموضوع. وعندما نقرأ أي مقالة نبحث عن اشارات قد يذكرها الكاتب فاما ان تتوافق هذه الاشارات مع ما نحمله مسبقا من معتقدات فنجد ما نقرأه منطقيا، أو تكون هذه الاشارات مناقضة لمعتقداتنا فنجد المقالة سيئة للغاية. الانطباع الاولي لا يمكن ان يكون مقياس للحقيقة لان هذا الانطباع قد ادى الى نتيجتين متضادتين. لذلك الباحث عن الحق يجب أن يقرأ بتجرد عن أي موروثات وترسبات سابقة ويجب أن يحلل ما يقرأه ويقيم الحجج التي يذكرها الكاتب وبعدها يجب أن يبحث عن الرأي الاخر ويقارن بين الطرفين ومدى التزامهم باحترام عقول القراء.

قد لا يكون موضوع المسجد من الامور المصيرية التي تهم الكويتيين كثيرا،
ولكن أتمنى أن يتغير اسلوب التعاطي مع ما يكتب في الصحف في بقية الموضيع وهذا هو الأهم.

4 comments:

esTeKaNa said...

مساك الله بالخير اخوي ويعطيك العافيه
:)
بغض النظر عن موضوع البهره وقناعتنا برفض بناء المسجد او تأييده
لفت نظري في هذا الموضوع بالذات اصحاب الاصوات العاليه اللي عفست الدنيا ولا قعدتها بسبب رفض بناء هذا المسجد
وكبرت الموضوع بشكل اكبر من المفروض
فقط لانه هناك فئه معينه رفضت ولها اسبابها ومبرراتها
!!
انا اوافقك الراي بشكل كبير
بغض النظر عن معتقداتنا وانتمائتنا في مواضيع كثيرة لابد ان ننظر لها بتجرد ونقرأ الحجج والاراء فيها ونقرر راينا بغض النظر عن صفه متبنينها
ان كانو ربعنا وياهم
واذا مو ربعنا ضدهم
!!
لابد ان نكون اكثر عدلا
وشكرا

Salah said...

esTeKaNa:

مساك الله بالخير أخوي استكانه، هلا والله

هل تجد القراءة بتجرد ومن غير اصدار أحكام مسبقة بالأمر السهل؟

أنا ما أعتقد لأني لحد الحين الاقي مقالات مجموعة من الكتاب تغث ومقالات كتاب اخرين أكثر سلاسة وأكثر منطقية!

احنا بعصر خطير جدا يختلط فيه الحق بالباطل. واحنا حتى لو لم نكن ممن يتخذ القرارات كالرفض أو القبول لكننا مسؤولين امام الله عن ما نكن في قلوبنا! ولا أحد يريد أن يكون ظالم لاحد حتى لو بدون قصد بسبب عدم اتضاح الرؤية.

أعتقد أن الانسان يحتاج الى جهود كبيرة ليصبح باحثا عن الحقيقة وطالبا لها مهما كانت العواقب.

اما ما يخص موضوع البهرة، بعض الذين ما عجبهم رفض اللجنة يقولون أن القضية مبدئية لان الرفض تم على أسس خارجة عن اختصاص اللجنة فهم ليسوا في موقع الافتاء ليناقشوا الجانب الشرعي! فهذه دولة مؤسسات ولا يجوز ان تتداخل الادوار بهذا الشكل... والله أعلم

وشكرا لك على الزيارة

Aldenya said...

كلام سليم وواقعي


موضوع انشاء مسيد للبهرة بالكويت
أقام ضجه كبرى
وأصبح هو الحديث السائد
بين مؤيدي ومنتقدي القرار

المشكلة يا أستاذ صلاح
مثل ما تفضلت وكتبت بالبوست
ليس البهره هو اللب الأساسي للموضوع
بل
كيفية تناول المشكلات التى تطرأ على مجتمعنا

الانسان لازم يسمع للطرفين
ويفهم ويستوعب المشكلة بجميع النواحي
مو يتوقف يوم يلقى أن النتيجة توافق ما يظنه ويعتقده

وهذي بالضبط المشكلة اللى نعاني
منها

وشكرا لك ياأستاذ صلاح على هذا البوست




" أستاذ مو معناه مكرش وتسوق بيجو :> "

Salah said...

Aldenya

شكرا لك أختي الكريمة على الحضور والتعليق.

أعتقد أنه يجب علينا أن نتعود وان نتدرب على التحليل والتدقيق في كل الامور لكي لا ننخدع بمن يسعى ليل نهار الى تشويه الحقائق.

تحياتي