Thursday 3 April 2008

ولاء البدو للقبيلة

من تتبعي لموضوع الفرعيات وما جرى حولها من أحداث قرأت بعض المقالات وبعض التعليقات التي تلمح أو تصرح بأن ولاء البدو للقبيلة وليس للكويت. وقبل أن يصبح هذا الكلام شعار انتخابي يرفعه بعض المرشحين لاستعطاف الناس ولاثارة المخاوف عندهم من المرشح صاحب الخيمة في الجهة المقابلة، يجب علينا التدقيق في هذا الكلام ومدى صحته. هناك مقالات عديدة تتحدث عن مدى صحة هذا الكلام، وهناك العديد المقالات التي تتناول موضوع الولاء للقبيلة والانتماء الى الوطن وكل ما عليك هو اجراء بحث سريع في قوقل وستجد الاجابة على ما تريد. لهذا لن أتناول مدى صحة هذا الكلام من عدمه ولكن سأحاول أن أفهم لماذا يطلق البعض هذا الشعار هذه الأيام.
أعتقد أن من يردد هذه المقولة يريد أن يقول أن ابناء القبائل أقل وطنية منه ولذلك هو يستحق امتيازات أكبر. وهذا التفكير المنتشر بين الناس للاسف، ببساطة الكل يرى الوطن كالكيكة والكل يحاول أن يحصل على النصيب الأكبر منها. يتمنى من يردد هذا الشعار أن يحصل على فرصة أكبر من البدو عند التوظيف وعند الترقية وفي البعثات الدراسية وغيرها من فرص الحياة. وهناك من ذهب الى أبعد من ذلك فهو يريد من الحكومة أو الحكم عدم التعاون مع البدو وتقليل حصتهم من المناصب الوزارية، وكأنه يتمنى من هذه الطريقة في تشكيل حكومات المحاصصة المعتمدة على الانتماء بدل من الكفاءة أن تستمر الى الأبد.
لو افترضنا أن للبدو ولاء يتعارض مع الولاء للوطن، من يجب أن يلام على هذا؟ أعتقد أن من السذاجة أن نلوم الناس على طبيعتهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها. كان على الحكومة أن تبحث في هذه المشكلة وأن تسأل نفسها لمذا يتعارض هذا الولاء مع الولاء للوطن. لماذا لم تسعى الحكومة حتى تصبح القبيلة جزء من هوية الوطن، والولاء للقبيلة يصب في مصلحة الوطن، ولماذا لم تحول التنافس على المناصب، بدل أن تشجعه، الى تنافس على اكتساب المعرفة وعلى نشر نور العلم بين أبنائهم.

ماذا يعني ان كان ولاء البدو للقبيلة؟ ولماذا يخيفك؟

أنا لا أحلم بوطن يكون فيه الناس ملائكة ويكون فيه الولاء الأوحد للوطن ويردد الناس فيه النشيد الوطني خمس مرات كل يوم بعد أو قبل كل صلاة. ولا أحلم بوطن ينتخب فيه العازمي المطيري، والعتيبي العجمي، والسني الشيعي، والسلفي اللبرالي. لا أحلم بهذا لأن هذا الحلم لن يتحقق، فلن أضيع وقتي في حلم لن يتحقق حتى لو كان هذا الحلم جميل.
أنا أحلم بوطن يطبق فيه القانون، ولا يميز فيه بين البشر، ولا يظلم فيه الانسان، وتحترم فيه حقوقهم. أنا أحلم بوطن لا يتحيز فيه الوزير لأبناء قبيلته حتى وان كان ولائه لقبيلته، ليس لأنه ملاك ولكن لعلمه أن التمييز بين المواطنين يعاقب عليه القانون. أنا أحلم بوطن ينتخب فيه الناس الأفضل ليس لأنهم مثاليين ولكن لأنهم يعلمون أن صاحب الكفاءة سينفعهم في المجلس أكثر من صاحب المصلحة.
لو كان هناك مساوات حقيقية بين الناس كلهم وليس الكويتيين فقط، لما انصب الاهتمام الى هذا الحد على ولاء هذه القبيلة لمن وتلك الطائفة لمن. في بريطانيا لا أحد يهتم اذا رفع البريطانيين المنحدرين من أصول اسيوية أعلام باكستان في مباراة للكركت بين باكستان وانجلترا. ولا أحد يهتم اذا اختار كل السود مرشح أسود لأن الجميع يعلم أن حتى لو نجح هذا الأسود لن يتحيز لمن صوت له.

يكثر ترديد الشعارات الوطنية في البلدان الشيوعية والديكتاتورية أكثر من البلدان المتحضرة والمتقدمة! الوطن أهم من القبيلة والوطن أهم من الطائفة والوطن أهم من العائلة، كلها شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.

14 comments:

Manal said...

موضوع حلو وجميل

تسلم الايادي

:)

الصراحة

مهما تكلمنا بموضوع القبلية والعنصرية ما نخلص

نحتاج ان نضع الكويت نصب اعيننا

الكويت قبل كل شيء

قبل القبيلة
قبل المذهب
قبل المعرفة والمعارف و الصداقات وعشرة العمر

الاختيار لازم يكون عن جدارة في الانتخابات القادمة

كفانا شعارات
وكلام

نبي فعل

اتوقع ان من المفترض ان يكون الكويتي مطلع على المشرحين وما هي اهدافهم

وماذا يستطيعون ان يقدمو للكويت ومن يعيش على هذه الارض الطاهرة

يجب ان يختار من يمثله في المجلس

ويكون على قدر المسؤولية


تحياتي
:)

Mohammad Al-Yousifi said...

من أفضل ما قرأت

ياخي نحتاج منك كثير

عموما انا ضد من يحاول ان يطعن بولاء القبائل و غيرهم , اعتقد نحتاج الى مفكرين

و الأمل كبير بشباب القبائل , الحمل عليهم كبير للتغيير

Selezya said...

بردت اللي بقلوبنا والله :)

بنوته مصرية said...

موضوع جميل
تسلم ايدك
تحياتي

M said...

أسجل حضور, وأعلن إعجاب بهذي المقالة.

الدولة "القويّة الأركان" تجبر الكل أنه ينصهر ضمن مفهومها بدون ماتبوح "مباشرةً" بهالشي.

الكلام والتنظير "الصحيح" إن لم يوازيه تطبيق له "بالعمل" الجاد, لا يورث إلا كلام, زبد يذهب جفاء.

حلم جميل بوطن أفضل said...

لا مشكلة في الإنتماء للقبيلة أو الطائفة أو شئ ثاني. ما نريده هو تحرير الإرادة عند الإختيار. و أن يرفع شعار "نحن أحرار فيما نختار" من دون وصاية من وجيه القبيلة أو مفتي الطائفة أو كبير العايلة

لكي نفهم سبب التخندق القبلي و الطائفي يجب أن نعي أهمية مبادئ العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص

مكافحة الفرعيات لا تعني مكافحة أبناء القبائل ، بل على العكس تعني نصرتهم و النأي بهذه المؤسسة الإجتماعية عن دهاليز السياسة القذرة

Eng_Q8 said...

الي نبيه ان تكون الكويت هي اولوية كل شخص

يعطيك العافيه

Salah said...

ManalQ8:

الله يسلمكم

وشكرا على المرور


----------------------

بوسلمى:

الله يخليك ويكثر من أمثالك

كلامك يشجع وايد

ما قصرت

ومثل ما قلت الأمل يظل موجود بشباب القبائل لكن مسؤولية الدولة أكبر ونحتاج أن يكون الأمل فيها أكثر من أن يكون الأمل في أي شريحة أخرى

--------------------------

سيليزيا:

تسلمين

ومشكورة على المرور


---------------------------

بنوتة مصرية:

الله يسلمكم
نورت المدونةأختي


----------------------

Q8 uniQue:

شكرا على الاطراء وحضورك دائما يسعدنا

وكلامك صحيح أعتقد أن الكرة بملعب الدولة

------------------------

حلم جميل:

تحرير الارادة عند الاختيار

بالضبط هذا ما نحتاجه، لكن كيف نصل الى هذا الهدف؟

أنا أراها مسئولية القيادة

مسؤولية الدولة

تغيير طبائع الناس من أصعب المهام ان لم يكن التغيير مستحيل في بعض الأحيان.

فكيف نتوقع من الناس أن يتغيرون من خلال الضغط عليهم؟

أنا مع تطبيق القانون. لكني غير مقتنع تماما في منع الفرعيات. أنا مقتنع أن يجب احترام القانون، لذلك عدم اقامة الفرعيات ليس لانها الحل السحري لكل مشاكلنا السياسية لكن لان القانون يحرمها فقط.

------------------------

مهندسنا:

الله يعافيك

وحياك الله

kuwait wishful said...

موضوع هام وحساس , بنظري يجب ان يتناول جميع الاطراف تلك القضية بموضوعية وشفافية اكبر واعاطء فرصة للمؤيد والمعارض ان يعبروا عن ارائهم بشكل حضاري ودقيق , لا اعتقد شخصيا ان مجرد عمل انتخابات فرعية يشكل طعن في الانتماء قد تكون النوايا سليمة ولا تتعدا تشاورات بين القبيله لذا يجب البحث بشكل دقيق عن تلك الظاهرة بشكل علمي اجتماعي ووضع حلول لها قبلان يتم توزيع الاتهامات على اي طائفة او قبيلة والامر سيان ليس فقط على موضوع القبائل انما ايضا على اكثر من موضوع تم اثارته الفتره الاخيره منها قضية التأبين لعبدالصمد او قضايا مشابهه لاطراف اخري

G said...

Good topic. I think we're still transitioning to real "statehood". Tribes are still functioning as both social and political units.

As "civil" society goes, the more a citizen is seen as a citizen, not someone's son, cousin, bank account, the more individualistic our decisions become. Until then far3iyat will be an illegal reality.

بو محمد said...

عزيزي الغالي بو صلوح
أولا، لا أستطيع و الله ابداء مدى اعجابي بموضوعك
ثانيا، ليس من مفاهيم الوطنية أن ينسلخ الإنسان عن سخنيته، الخطأ عزيزي في وجهة نظري المتواضعة يكمن في الغاء هويات البشر و التنغم بالشعارات دون وجود ارضية صحيحة لها، المسؤولية تقع على عاتق النظام العام للدولة، غياب قوانين مدنية تحفظ للأفراد حقوقها المكفولة دستوريا عن طريق مبدأ المواطنة يجعل الفرد يلجأ للجماعة القريبة منه، التمييز في المعاملة يدفع الفرد إلى سبل شخصية للحصول على حقوقه، سياسة المحاباة اللأنتقائية مخيفة يا أخي، أكو ناس شايلتها أساميها و اكو ناس شايلتها علاقاتها،الوطنية هي شعار مطاطي تفتر فيه حول العالم لين تتعب، الوطنية خلق يظهر في المواقف مو كلام و حروف تذرى في الهواء، من الوطنية أن تجبر نفسك على السير وفق النظام العام، من الوطنية أن يرى المجتمع العدالة و يحس بها، من الوطنية أن ترتقي بالمجتمع إلى ما هو أفضل، من الوطنية المصارحة، و أخيرا، من الوطنية ان تسمع و تصغي و تكفل للضعيف حقه
و أخيرا
ليست الوطنية أن تقول تحيا الكويت
بل الوطنية هي أن تعمل على أن تحيا الكويت

عزيزي، لا للمزايدات و لا للمهاترات و لا أحد أحسد من أحد و كلنا مجموعة بسيطة جدا عارفين بعض و باخصين بعض و الهيو الزايد ما منه لازم

دمت و الجميع بحفظ من لاحافظ غيره و لا مدبر غيره

بو محمد said...
This comment has been removed by the author.
Salah said...

Kuwait Wishful:

يجب علينا أن نأكد دائما على وجوب احترام القانون وتطبيقه، ومثل ما قلت اذا كانت عندنا مشكلة فيجب البحث عن الحلول العلمية لها.

لو افترضنا ان صج في ناس ما عندهم وطنية، ما الذي يجب عمله اتجاههم؟

لا يمكن ابادنهم ولا يمكن سحب جناسيهم.

مشكلة كبيرة لكن ممكن أن تجد الحكومة لها الحل اذا ارادت!

----------------------------

G.E&B:

I think it's in the government's hand to either make the transitioning happen much quicher or slower.

and the government is still playing games!

-------------------------

بوحمود:


"ليست الوطنية أن تقول تحيا الكويت
بل الوطنية هي أن تعمل على أن تحيا الكويت"

أحسنت

Anonymous said...

Yes, Salah.I agree with you.

We need to change the way we view the other into respect to who they are and thier origins. Bedouins I know in my work have really great qualities that negates The view that I had before I met them. Therefore we should make sure everyones values are respected, and the law is respected by everyone