Saturday, 12 April 2008

Novels in the Arab World

علاقة عداء مع الرواية



يرى الكثير ممن صادفتهم وناقشتهم من الأخوة العرب أن قراءة الكتب الروائية مضيعة للوقت، فمن يمسك رواية يعتبرونه فاضي ومن يمسك كتاب ديني أو سياسي فهذا مثقف ولا غبار عليه.


في رأيي المتواضع الكتاب الروائي يبقى كتاب وفي نظري لا يقل أهمية عن أي كتاب اخر، قد لا يجذب الجميع لكن هذا لا يقلل من أهميته في عالم الثقافة والأدب. ينقسم الانتاج الأدبي عادة الى رواية، ومسرحية، وقصة قصيرة، وشعر ونثر، وتعتبر الرواية الأكبر من حيث الحجم. وفي الأدب الانجليزي تعتبر الرواية هي أهم انتاج أدبي، فهذه أفلام هوليوود تعتمد على الرواية، وأكثر من ذلك فاذا أراد أحدهم هناك أن يطرح فكرة جديدة ما عليه الا أن يضمنها في رواية وسيجد التفاعل من قبل العامة بسرعة لا يمكن تصورها.


أن للرواية أهمية ليس من الجانب الأدبي وحسب، فهي تلعب دور لا يمكن تجاهله في تنمية الجانب الثقافي لدى القارئ، ولكنها أيضا تساهم في ازدهار المعرفة الانسانية من خلال توثيق انتاج الأديب في حقبة زمنية محددة وكذلك دراسة وتحليل نظرة الكاتب أو الأديب لتلك الحقبة.


من يعترض على قراءة الكتب الروائية بحجة أنها مضيعة للوقت يخفى عليه أن بعض الكتاب يحاولون ايصال رسالة معينة الى القارئ قد تحمل في طياتها بعض المعاني الانسانية الجميلة. قبل يومين انتهيت من قراءة رواية خالد حسيني الأخيرة ، ورغم أن الرواية ركزت على 3 شخصيات وعلى معاناتهم على مدى 3 حروب مرت على أفغانستان الا أنني تعلمت الكثير عن هذا البلد المنكوب جعلتني أتعاطف مع هذا الشعب الذي كثيرا ما ظهرت مآسيه على شاشات التلفزيون ولكن في حياتي لا أتذكر أني تفاعلت مع هذه المشاهد مثل ما حصل الان بسبب هذا الكتاب.


أنا لا أدعي أن كل الكتب تحمل رسالة مفيدة لكن حتى الروايات الكلاسيكية التي لا تتعدى عن مجرد وصف لحياة مجموعة من الشخصيات الغير واقعية تكون ذات قيمة وفائدة اذا استطاعت جذب القارئ وجعلته يستمتع بها. في رأيي يعتبر الكتاب ناجح اذا تمكن كاتبه باصلاح العلاقة بين القارئ وبين الكتاب، فبعد الجفاء الطويل والعداء بين المواطن العربي وبين الكتاب يجب على النقاد التخفيف من حدة نقدهم وأن يكتفوا بمدى انجذاب الناس للكتاب كمقياس وحيد للنجاح. لأن بازدياد عدد القراء سيزيد عدد الكتاب كنتيجة حتمية.
ان من يرى في قراءة الكتب مضيعة للوقت لا بد أنه غارق في العمل الجاد أو في طلب العلم أو في العبادة أو أن كل وقته مقسم بين كل هذه الأمور مجتمعة. لكن ليعلم هذا المعترض أن أغلب الناس عندهم وقت فراغ، قد يقضونه في أشياء أقل فائدة من الكتاب على سبيل المثال: من منا لا يتابع تمثيليات على شاشة التلفزيون أو يقضي جزء كبير من وقته في قراءة الصحف اليومية أو مطالعة المجلات أو متابعة المدونات.

20 comments:

Manal said...

صلاح

موضوع جميل جداً

وكثيراً ما تحدث نقاشات ساخنة حول القراءة عموما مع البعض

انهم لا يستغلون وقت الفراغ بالقراءة

او ان القراءة شيء ممل
او
او


الا انني اصل الى طريق مسدود
والسبب يعود الى المواصفات المطلوبة التي تساهم في انجذاب العرب للقراءة


فانها نادرة
او قليلة


مجتمعنا بعيد جداً عن جو القراءة
وهذا ليس فقط على مستوى الشخص نفسة

ولكن

يساهم ايضا بفرض حضر على القراءة بالسخرية والمزاح على من يتجرء ويمسك كتاب ليقرأه

تفتقر ساحة الادب العربي للكتب التي تحوي في صفحاتها القصة المشوقة والطريقة الجذابة

لتجذب القارئ العربي

من ناحية اخرى

مجتمعنا يحتاج الى زيادة عدد القراء
من جميع الاعمار
ولا شك ان زيادة عدد القراء سيزيد من عدد الكتاب في المستقبل



ومن هذا الموضوع

نستطيع ان نطلق حملة لتشجيع الناس على القراءة

لتبدء من البيت

لنشجع ابنائنا على القراءة




موضوع جميل
مسرود بطريقة اجمل

:)

Anonymous said...

قرأت بعض تعليقاتك ومقالتك عن ولا البدو للقبيلة,ولا يسعني سوى القول ليت جميع أبناء الكويت في مستوى تفكيرك ومنطقيتك ,أخي والله العظيم أنت رائع

أخوك
الكويتي أولا والظفيري ثانيا

Anonymous said...

غالبية الي يقولون لي انت فاضي قاعد تقرأ كتاب تلاقيهم منسدحين بالقهاوي مع الشيشة بالساعات.

Anonymous said...

موضوع شيق وهذا إلي عودتنا عليه أخوي صلاح، بالنسبه للقراءه بشكل عام، في ناس اساساً ما تقرأ كلش!.. وهاذي شغله ثانيه،،

بالنسبه لقراءة الروايه، فابلعكس مافيها شي، لكل شي ميول وهوايات.. والروايات شي ممتع وانا من محبي قراءت الروايات.. بس أفضل بالانجليزي، لانها تفيدني اقوي اللغه وممتعه بنفس الوقت..


مشكور صلاح على الموضوع الحلو
وتمنياتي لك كل خير
اخوك إبراهيم

Mohammad Al-Yousifi said...

اتفق معك

و لا انكر اني كنت ممن يستخف بالكتب الأدبية و لكني الآن احبها كثيرا

ليت وقتي يسمح لي بالقراءة

أحيانا ودي انسجن بس عشان اقرأ

فتى الجبل said...

حجيك مليون بالمية صح
الكتب الروائية والسياسية والاقتصادية...الخ كلها توسع المدارك
وما يقول غير جذي للاسف الا جاهل

حلم جميل بوطن أفضل said...

أعترف بأنني أقرأ الروايات من باب المتعة أكثر من باب طلب العلم و المعرفة. لكن الجرعة المعرفية من خلال الروايات هائلة. و في الغرب .. تسمى الرواية ،، كتاب

Book !

و هذي كانت نظرة الوالد أيضاً الذي كان يصر على الكتب الدينية و الكتب الدينية فقط

:)

ناي said...

مع إني ما اقرا كلش بس اذكر اخ منتداوي كان يحط لنا نبذة عن كل رواية يقراها وكان موضوع شيّق صراحةً وشجعني عالخوض في هذا العالم الجميل بس بلاوي الدنيا شغلتنا عِشْتَوْ

والله حكيم اللي ياب طاري السجن منها راحة ومنها قراءة ^^ وشكراً موفقين

بو محمد said...

أخي العزيز و الفالي بوصلوح
القراءة غذاء العقل و من يدعي ان في تناول الروايات كوجبة لإشباع العقل مضيعة للوقت و الجهد قد ساء حكما و تقديرا، المادة المقروءة هي كم معلوماتي مؤثر على الإنسان سلبا كان أو إيجابا و نوعية التأثير متروكة لعقلية القارئ نفسه، ليس التعلم كله بالقراءة و ليست القراة كلها للتعلم، قد تكون للتلذذ يا أخي، و ما ضير وقت الوقت في قراءة رواية إن كان الإنسان يمتلك ذالك الوقت، أعتقد أن من يتهم قراءة الروايات بمضيعة الوقت قد تجنى على القراءة و القارئ و بنى حكمه على مواد رخيصة قد اطلع عليها مسبقا
دمت و الإعزاء في حفظ الله و رعايته

Shather said...

لا تتوسع ملكه العقل و التفكير الا بالقراءه

و كم هو جميل ان يستزيد الانسان بالنهل من افرع الدين و الدنيا شتى ..

وان يجعل
للعقل نصيب و للقلب نصيب


بورك طرحك :)

Selezya said...

كلام جميل و شخصيا قاعده احاول قد ما اقدر اني اقرا كتب اكثر وما اتحيز على شي معين .. كل انواع الكتب سواء روايات .. قصص ..إلخ
وشكرا

Maximilian said...

الوقت

الوقت

الوقت


اي نعم الواحد يحصل وقت يقرى جرايد او مدونات اللي ممكن ما تاخذ ربع ساعه لمن يقرى عالسريع

بس الروايات افضّل اني اقراها مرة وحدة.. بحيث اني اختمها بيوم واحد او يومين


وهالشي يحتاج فراغ على الاخر

اذا قريتها على فترات متقطعة وعلى حسب وقت الفراغ .. راح انسى بعض الاحداث والشخصيات .. ويمكن تبرد السالفة وامل وبيكون مصير الكتاب مصير باجي الكتب اللي بالكويت .. اشتر وحطهم بالرفوف

الزرقاء و ندى الجنة said...
This comment has been removed by the author.
الزرقاء و ندى الجنة said...

اولا : هذا الموضوع بالضبط الذي كنت افكر فيه .
المشكلة يا أخي أن في مجتمعنا يعتبر من يقرأ الروايات انه تافه و انه فاضي و "ما عنده شغل" في حين الأغلبية يقعد ساعات أمام فلم معين أو تمثيلية .
لعل السبب يرجع أن الروايات التي عندنا بالكاد تحتوي على شي مفيد- صحيح أنني لم اقرأ كثيرا من الروايات باللغة العرببة - و لكن هذا ما استنتجته عندما رأيت عداء شديد للروايات.
و يا ليتنا نقرأ كتبا مفيدا كم تقضلت.
و أعتقد أن احد أسباب عدم قراءة الطلبة للكتب أنهم يرون القراءة منحصرة على الكتب الدراسية و أن من كثر ما "يأكلون" و يحفظون المناهج الدراسية صار عندهم تنفر من الكتب ! و قد رأيت الكثير من الآباء يعنف أطفالهم عندما يرون أنه يقرأ رواية... نعم علينا أن نراقبهم لان هناك الكثير من الروايات الغير لائقة و لكن لا يعني ان لا يقرؤوا بتاتا !
كنت اريد ان اكتب موضوعايتطرق لهذا الموضوع في موضوعي "أمة اقرأ لم لا تقرأ"؟"


اما عن كتاب خالد الحسيني فقد شاهدت الفلم :)لاعب الطائرة الورقية
The kite runner لأني كثيرا ما سمعت عنه
للأسف لم أتوقع انه يدس السم في الدسم .. مع ان القصة رائعة و لكن لا تخلوا من رسائل خفية تنفر من المتدينين و يصورهم وحوش و لكن أليست الرواية في النهاية سلاح يستخدمه الناس لخدمة قضاياهم ..فأمريكا متمثلا بخالد الحسيني و هوليوود اعتقد أنهم نجحوا في خدمة قضيتهم في هذه الرواية ضد الإسلام..
كتبت مفصلا عن هذه الرواية و ان شاء الله سأنشره في القريب
اما لماذا نحن ليس عندنا هذا السلاح؟؟ نطرح قضايانا بوجهة نظرنا عبر الروايات؟؟ و نكسب جمهور من كل الفئات .. الله المستعان

في جعبتي الكثير : :) و لكني ساقف هنا ..
..
اعتذر عن الإطالة .. و اشكرك لطرحك لهذا الموضوع

Anonymous said...

السلام عليكم

موضوع شيق يعرض واقع أمتنا التي لا تقرأ.

اعتقد ان احد اسباب استهزاء البعض من قراءة الروايات هو اللجوء الى البدائل فترى العديد ينكب على مشاهدة الراوية المتلفزة المتمثلة في الأفلام و المسلسلات التي تغنيه عن تضييع ساعات من وقته في القراءة و مثال على ذلك نراه جليا في رواية هاري بوتر.
هل تعتقد أن أحدا من (العرب) قرأ الراوية سواء بالانجليزية أو النسخة المترجمة إلى العربية؟
الجواب هو لا لأن الجميع يكتفي برؤية أجزاء الفيلم (و هنا لاأعمم بالطبع)
بينما في الغرب تجدهم يقرأون القصة ثم يذهبون لمشاهدة الفيلم و هذا لا ينطبق على أبناء الغرب جميعا طبعا

Anonymous said...

السلام عليكم
اخي بو محمد
المشكلة لا تخص الناس قفط بل تشمل كتاب الروايات. معظم
الروايات المعاصرة ليست هادفة و يطول سرد مجرياتها الى حد الملل
.******************************.
ليش نطلب من الناس ان يقرون هذي
الروايات ؟؟ مو احسن لو انقولهم رحوو اقروو كتب محترمة تزيد من تثقيفهم و وعيهم؟

خيك
بو جابر

بو محمد said...

أخي العزيز بوجابر
نقطتك التي ذكرتها واقعية حتما، ولكن الكلام هنا ليس محل معالجة الحشو الكتابي أو العرض الرخيص للمادة المكتوبة، و لكنه يتناول مقارنة قراءة الرواية بسواها من الكتب، هذا ما فهمته من الموضوع و قد أكون مخطئا،مثلما هناك كتب محترمة فهناك أيضا روايات محترمة و ليس من ورائها أي تلوث فكري قد يحتمل مادام القارئ إنسانا محصنا علميا و فكريا أصلا، أنا قرأت الكثير من الروايات و باللغة الإنجليزية و لم تحرك لا من فكري و لا من عقلي و خلقي شعرة، و بالعكس رسخت بعض الأمور
الموضوع هنا قد يطول أخي العزيز و لكن ما أرمي إليه هو أن قراءة الرواية لم و لن تكون مضيعة لوقت الفراغ

دمت و الجميع بحفظ الله و رعايته

شقران said...

العزيز صلاح
صبحك الله بالخير

والله يابوصلاح علاقتي مع الروايات ضعيفة جدا في مقارنتها مع الكتب السياسية والتاريخية

فوقت الفراغ قليل واستغله إن امكن في قراءة الكتب السياسية والتاريخية..وأعتبر أنها اهم من الرواية

ولكن أعتقد أنني مخطئ..لأن الرواية لها جمالها الأدبي وبعدها السياسي..واحيانا عمقها التاريخي


لذلك سأعدك أن أحاول قراءة الروايات في المستقبل إن شاء الله


مع ملاحظة أن التدوين أخذ أغلب وقت الفراغ وهذا خطأ مني...وسوف أحاول أن اصلحه في قادم الأيام



وتقبل مني خالص التحية القلبية


المحــــــــــــب/

شــقـــــران

|:| DUBAI |:| said...

Hi Salah,

I agree with you and it depends to your feelings..once you feel happy you will read something like novels and when you are sad or let us say "'6eeqa",,you will read an islamic book, however in each book there is a new story new theme and new data : )

!!

Salah said...

شكرا لكم جميعا على التعليق والمرور

حاولت أن أرد على تعليقاتكم القيمة ولكن ردي تحول الى بوست جديد

تحياتي للجميع

-----------

الأخ الفاضل الظفيري:

أتمنى أن يتحسن حال البلد للجميع
ونحن لا نملك الا الدعاء

تحياتي