هذه رسالة كتبتها الى أحد الأخوة وبدل أن أرسلها له قررت أن أضعها هنا مع وضع كلمة العلماني بدلا من اسمه، أتمنى أن تصل اليه بشكل غير مباشر.
أخي العلماني،
تحية طيبة وبعد،
أدعيت أنك لا تحارب الدين بل ان هدفك من فصل السياسة عن الدين هو أن يصبح الجميع سواسية بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والمذهبية. ونحن صدقنا هذا الادعاء وقلنا قد يكون عنده وجهة نظر تستحق أن نتأملها وندرسها. احترمنا رأيك وان لم نقبله بالكامل وسنبقى نحترم رأيك ونستمع اليك ونحاورك حتى تثبت لنا أن النوايا غير سليمة، وأن ما تخفيه أعظم مما تظهره.
قلت لنا أن يجب على الناس عدم تقديس المتدين. ونحن قلنا: معك حق، فالانسان غير معصوم حتى وان كان متدين ولا أحد فوق النقد.
قلت لنا أن من الممكن أن يصدر الخير من شخص غير متدين أو حتى مختلف عنا في العقيدة ومن الممكن أن يصدر الشر من المسلم المتدين. ونحن قلنا: معك حق، فعمل الخير وعمل الشر لا علاقة له بما يدعيه الانسان من تدين وزدنا عليك بأن المقياس الذي يجب أن يعمل به هو الظاهر ولا علاقة لنا بمعتقدات الانسان.
اليوم وبعد أن قطعنا أشواطا طويلة بالحوار واتفقنا على نقاط كثيرة لا تتعارض مع مبادئ كل منا، أظهرت لنا مواقف لا يمكن تفسيرها الا أنك لا تحلل الموقف السياسي لتحكم من على حق ومن على باطل، من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه، من هو الظالم ومن هو المظلوم، وانما كان حكمك يعتمد على ان كان أحد الطرفين أكثر تدينا أو أكثر عداوة للدين. عندما شن صدام المقبور حربه على ايران كان هو المعتدي وبشهادة الأمم المتحدة، ولكن اعتداءه وظلمه لم يمنع البعض منكم من تأييده لمجرد أن المعتدى عليها دولة دينية.
أنا وأنت اتفقنا بعدم تسمية أمريكا بالشيطان الأكبر لأننا نريد مخاطبة العقل وليس اثارة العواطف، واليوم قررت أن يكون ابليس هو أفضل اسم لاي طرف اسلامي سياسي، عللت أنك لا تحب تسييس الدين. ولكن ماذا عن مخاطبة العقل والابتعاد عن العواطف؟
أنا ومثلي كثيرين مستعدين للاستماع لكل الاراء، قلوبنا وعقولنا مفتوحة لكل ما تقول، ولكن حدثنا بما يقبله العقل والمنطق، فاذا رفعت القدسية عن المتدين فلا تعطيها لأي أحد كان لمجرد أنه معاد للدين أو لأنه أقل تديناً من الطرف الأول.
الادعاء بأن الدين هو أفيون الشعوب ادعاء قديم تم ترديده من قبل الدول الشيوعية كلها ولكن لم يأتي بنتيجة، بل كانت النتيجة عكسية. أما اذا كان الهدف من احياء هذا الادعاء مرة أخرى هو استخدامه كمجرد وسيلة لاخراج الاسلاميين من اللعبة السياسية فقط والسيطرة المطلقة على السلطة، فالحقيقة يجب علينا تنبيهكم أن الوصولية والميكيافيلية قبيحة بغض النظر عن متبنيها ان كان اسلامي أم علماني.
الخلاصة: نعم المتدين غير معصوم، ولكن العلماني ليس مقدساً، ولا أحد فوق النقد.
أتمنى أن نلتزم باداب الحوار وأن يكون العقل والمنطق دائما المقياس لأحاديثنا في المستقبل.
المخلص صلاح
14 comments:
welcome to the club. I tried to warn you before, but i think see'ing is believing
review this post and my comment again
http://9ala7.blogspot.com/2008/03/blog-post.html
I'm not waiting for an answer. Just give yourself a chance and judge for yourself again when you see more and more.
ciao :)
"المتدين غير معصوم، ولكن العلماني ليس مقدساً، ولا أحد فوق النقد"
كلمة حق
و أضيف، بشرط أن يكون النقد بناءا
أجدت أخي و أجاد الله عليك برضا منه و توفيق
الخزاعي
المتدين غير معصوم، ولكن العلماني ليس مقدساً، ولا أحد فوق النقد"
اي بس المتدين يدعي انه يتبع المعصوم
العلماني ما يدعي ان له اي نوع من انواع العصمة و الحماية من النقد
حلم:
مع انك مو ناطر اجابة مني، بس أقولك: "انظر الى ما قال ولا تنظر الى من قال." اي حديث اسمعه يجب علي أن أحلله وأتفكر فيه، والنتيجة تكون اما أن أقبل بالفكرة أو أردها، بغض النظر عن قائلها
تحياتي
-----------------------
الخزاعي:
شكرا
وكلامك صحيح النقد البناء هو المطلوب
-----------------------
بوسلمى:
المتدين العاقل المستعد للحوار، يجب عليه أن لا يفرض معتقداته على الاخرين.
اذا كنت أعتقد اني أتبع المعصوم، يجب علي أن أتذكر اني لا أستطيع الزام العلمانيين بما أعتقد.
وهذا من اداب الحوار.
العلماني لا يرى نفسه فوق النقد. ولكن عندما ينشب الصراع بين أطراف هو بعيد عنها، لا يلتزم الصمت، ولا يحاول أن يبحث عن الحقائق، ولا يلوم الطرفين معا، انما يختار الطرف الغير متدين ويؤيده تأييد مطلق، كما حصل بعد نشوب الحرب الايرانية العراقية، وفي أزمة فتح وحماس، والموقف من المشاكل بين الأخوان المسلمين والحكومة المصرية، والموقف من الأزمة اللبنانية.
أنا لا أقول ان الطرف الاسلامي على حق في أي من الأزمات التي ذكرتها، ولكن لا يجوز أن نؤيد أحد الأطراف دون المام كامل بالموضوع.
أعتقد من الأفضل الابتعاد عن هذه الأمور اذا لم نكن على استعداد بأن نبذل المجهود الكافي للحصول على الحقائق.
أعتقد أن مشاكلنا الداخلية تكفينا
وأعتقد أن الكويت ليست دولة عظمى لتدخل نفسها في هكذا صراعات.
تحياتي
مطقوق
يتبع المعصوم و ليس هو المعصوم نفسه
لاحظ هذا جيداً
جل ما فعله علمانيو العرب هو إستبدال النصوص الدينية المقدسة بنصوص بشرية أكثر قداسة
و الدليل على سقم الفكرة هو فشلهم في أي إنجاز بشري أو إبداعي يحسب لهم. أنا أتكلم عن علمانيو العرب هنا و ليس الغرب
العزيز صـلاح
أجدت في الرسالة من جميع زواياها ونتمنى أن تلقى الصدى المنشود لكل صاحب عقل يتفكر....فيتدبر!؟
مع وافر الاحترام والمودة
المحـــــــــــب/
شــقـــــران
it is better than every person think and change his slf first before others...
حلم:
المشكلة ليست فقط في تقديس النصوص، انما في تنزيه أشخاص عن الخطأ (عصمة) اذا كانت معاركهم ضد الاسلامي
-------------
شقران:
مشكور على الكلام الطيب
تحياتي
-------------
The stone:
True
and thank you for the first visit. I should say as well congratulations on the new blog. It looks interesting.
أتفق معك و مع نقاظ الأخ حلم جميل في التعقيب على تعليق الأخ مطقوق و إذا تسمح لي و يسمح لي الأخ مطقوق في التعقيب أيضا أكون شاكرا لكما
العامل حسب الفقه الجعفري يأخذ فقهه من المرجع استنادا على أمور كثيرة منها ورود في القرآن و السنة و المعني بالسنة هنا هو ورود النص عن المعصوم أي رسول الله على الله عليه و آله و سلم و الأئمة الميامين عليهم السلام شريطة خضوع هذا رواية النص للتحقيق و التمحيص و مما ورد في كتاب الله سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
"لا إكراه في الدين قد تبين الرضد من الغي"
فالمرجع واجبه هو تبيان الأحكام لا إلزام العامل العمل بها فذالك ليس من مسؤولياته، و لو فتحت أي رسالة عملية لوجدت في مقدمة الرسالة ما مفاده هو أن ما تحمله الرسالة هو اجتهاد للعالم و هو قابل للصواب و الخطأ، و لك أن تحتاط إن كنت متفقها بدينك، فاتباع فتوى المرجع غير ملزمة للمحتاط بل العامل بالتقليد، و للمحتاط و العامل بالتقليد مناقشة أي حكم كالما يوفر كل منهما الدليل القاطع (دون تدخل للهوى)
، و لا يوجد عالم واحد قد ادعى أو يدعي العصمة بل محلها هو في رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام بحسب فقه المذهب الجعفري
أما ما تفضلت به أخي بخصوص العلماني من نقاط عدم ادعائه العصمة أو و الحماية من النقد فقد يكون صحيحا، و لكن ذالك متوفر في أكابر العلماء، انتقد من شئت و لكن مع توفير دليل بل انتقد أي انسان و لكن احرص على توفير الدليل، و لا يكون النقد لمجرد مخالفة الهوى الشخصي فهذا ظلم من المفروض أن يستنكره من ينادي بالحرية، هذا جانب، و أما الجانب الآخر فهو أن العلماني كأي حامل لفكر يستشهد بمن سواه ممن يعتبره هو فطاحلا للفكر و منجزين في مجال العقل و الرأي، و يلزم نفسه بذالك، هذا بالإضافة إلى ما يتولد في هواه من فكر، فهو يطلق عنان فكره دون لجم، و كثيرا ما يوقعه في المحضور، فمثلا من العلمانيين من يرفض نسب الأمور الكونية كالبرق و الرعد و المطر و غير ذالك من الأمور الكونية إلى مسببات غير علمية (أي قدرة الله) و لكن يتجاهل ما لم يسدل الستار عن حقيقته العلمية من جانب و ما يتم اثبات خطؤه من جانب آخر، و تجده حين ينحير يقول "الطبيعة الأم" تجنبا لكلمة إله أو الله و يتناسا أن القوة التي يسميها هو "الطبيعة الأم" و التي تدير المؤثرات ما هي إلا صورة من صور قدرة الله و موازين الأمور التي قنن الله بها مجريات الأحداث و الظواهر
أما اصراره على القوانين الوضعية فهو نابع من طبيعة عدم الثقة التي يراها في تشريعات الإنسان لأنها قابلة للتحريف و اللي بما يخدم المصلحة،و قد تكون المصلحة هنا شخصية أو حزبية أو جماعية و لكن يغفل عن أمر معين و هو أن تحقيق هذه المصالح لا يعطي هذه التشريعات صفة الإطلاق و التوع في التطبيق بخلاف النص الشرعي، فالقانون الوضعي في الكويت غير فابل للتطبيق في الكثير من المجتمعات و لكن النص الشرعي قابل للتطبيق في كل زمان و مكان
نهاية، عندي سؤال، لماذا يسمع العلماني كلام الطبيب عندما يمرض و لا يسمع نصيحة ابنه أو صديقه مثلا و هما لا يمتهنان الطب؟
الجواب، لثقته بالطبيب و العمل بالإختصاص
إذا لماذا يتدخل العلماني دائما في تخصصات رجل الدين و هو بمنأى عن المعرفة بالفقه و أصوله و أحكامه و قواعده و شروطه؟
الجواب، مخالفة الطبيب فيها خطر دنيوي و التجرؤ على رأيه يصفه أهل العقل بالجماقة، أما مخالفة رجل الدين العالم للمخالفة هي حرية و التجرؤ عليه شجاعة و تحرر و تطور
لم يكن الدين قط عائقا في تطور الشعوب، و لكنه كأساس و ميزان حياة الإنسان تجده يختل بمجرد اختلاطه بالهوي
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ"
سامحني أخي صلاح و سامحني أخي مطقوق على الإطالة و تقبلا مني فائق الإحترام و التقدير الموصولان لشخصيكما و للأخ الحلم الجميل على نقاطه الترية أيضا و كذالك بقية الإخوة
الخزاعي
يعجبني تطرقك لما يستجد من احداث على الساحة بطريقة غير مباشرة
انا غلطان ؟
Salaam Salah et al,
A great post.
We must realise that just like the religious community, secularists have both moderates and extremists. Salah, *you* might be willing to consider other points of view, but do you suppose all religious individuals have this attitude?
All your observations about your friend are applicable to many secularists, but we cannot accept them to be intrinsically tied to secularism.
I have written a blog post about secularism, which you might find interesting:
Secularism in Turkey
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
بسم الله ماشاء الله
شقولك بعد؟
اقرا عليك؟
والله الذي لااله الا هو
مع كم الكتب والمراجع التي قرأتها
الا انني لا اجد غير الوقوف والتصفيق لماسطرته يداك
الله يكثر من امثالك
وبس عشان تعرف لما اقولك اني ما امر مدونتك الا واطلع بفائده مع ان هالشي بالنسبه لي صعب صعب صعب
الله يحفظك لأهلك وناسك..ولنا وياويلك اذا فكرت تنحر المدونه انحرك
:)))
لا العلمانية بقصد فصل الدين عن الدولة مرغوبة
ولا تطرف الجماعات المتاسلمة وفرضها لرايها مطلوب
نبي دولة يستطيع الانسان العيش فيها بكرامته وبحرية بدون تفسخ وتسيب وبدون تطرف ديني
الى صديقي صلاح تقبل كامل احترامي
ربنا يبعد عنك شياطين الانس
والملحدين الجدد
Post a Comment