Showing posts with label قصة قصيرة. Show all posts
Showing posts with label قصة قصيرة. Show all posts

Tuesday, 24 March 2009

عشرة جنيه


الولد: أبي أبي أريد مصرويفي لهذا الأسبوع
 (على وزن أبي أبي أريد أن أعمل في الاطفاء)

الأب: أعطيتك 20 باوند قبل اسبوع

(لأنه يعرف جيدا أن الأب لن يتذكر متى أعطاه مصروفه اخر مرة)
الولد: كانت قبل اسبوعين

الأب: تعال خذ 3 باوندات حتى أسحب من البنك ما يكفيك ويكفي أختك!

الجدة: لا تقصر عليه، تعال يا حبيبي هناك خردة على الطاولة خذها لك.

الأب ينظر الى الخردة، ولم يجد أكثر من 30 بنس

ثم يقول: 30 بنس ما توكل خبز، وهذه الخردة لا نعرف من صاحبها لا يجوز أن نستخدمها

الجدة: خردة وفي بيتكم يعني من أين ستأتي، أكيد ليس من أحد غريب

الأب: ما غريبة الا الشيطان، ولكن الأفضل أن يضعها في صندوق الصدقات

الولد مستغل الفرصة: هناك 10 باوندات على الخزانة ولا نعرف مصدرها، هل لي أن اخذها

الجدة: أكيد

الأب: مالك أمل

الجدة: توكل على الله يا حبيبي ولا تخف الا من الله

الولد يذهب ليأخذها ولا يجدها!

الولد: أين ذهبت!

الأب: يمكن أختك أخذتها

الجدة تسأل البنت: أين العشرة باوندات التي كانت على الخزانة

البنت: I would never take something that doesn't belong to me!

(يعني أنا لا أمد يدي على شيء لا يخصني)

الجدة: تكلمي كويتي مصري حساوي أو حتى عيمي اذا تبين بس لا ترطنين علي الله يخليج وقولي واعترفي أين ذهبت النقود؟

البنت: لو شايفتهم جان خذيتهم وصرفتهم من زمان!

الأب: كأن الترجمة غير دقيقة!

ويبقى في حيرة من أمره، ويحدث نفسه:
عندما نربي أبناءنا في مكانين مختلفين في اللغة والثقافة وحتى في الحس الفكاهي، هل نصنع منهم شخصيات مزدوجة، في هذه القصة هل شخصية البنت الانجليزية عندها التزام في مبدأ الأمانة بشكل أكبر من شخصية البنت الكويتية؟

ربما!

Thursday, 13 November 2008

ولي العهد والرياضيات وبائع التمر




ولي العهد عمره 12 سنة، بدأت مؤخرا تظهر عليه بوادر التمرد، هناك شواهد كثيرة تدلل على تمرده لكن ولأن الستر زين لن أذكر الا الحوار التالي:

ولي العهد: يبا! كيف يمكننا أن نحل المسألة التالية 10-20=

لم أستوعب ما قال، لأني كنت مشغول بشيء اخر، وبالمناسبة هو هادئ لا يحب (القرقة) كثيرا لكن ما تحلى السوالف الا اذا شافني مشغول! المهم طلبت منه أن يوضح كلامه فقال: اذا كان عندك 10 تمرات فكيف يمكن أن تعطي منها 20
، بمعنى أنه غير مقتنع أن هناك عدد بالسالب فلماذا تصر مدرسة الرياضيات على تضييع وقته.

قلت له: هو مضيعة للوقت اذا كنت متأكد أنك لن تكون عندما تكبر الا بائع للتمر وليس شيء اخر.

ولي العهد: كيف؟

أنا: اذا اشتغلت في بنك على سبيل المثال، عليك أن تعرف كيف تتصرف عندما يطلب منك العميل 20 دينار وهو لا يملك في حسابه سوى 10 دنانير فقط، فبهذه الحالة تستطيع أن تعطيه ما يريد وسيتحول حسابه الى السالب فيصبح البنك يطالبه 10 دنانير. ولهذا ستحتاج الأعداد السالبة لكي تكتبها على كشف الحساب بهذه الطريقة: 10-

ولي العهد: سأذهب غدا لمدرسة الرياضيات وأقول لها لااريد أن اعمل أي شيء اخر عندما أكبرغير بيع التمر، فلا تأذينا بالأعداد السالبة.

في هذه اللحظة تجددت عندي رغبة قديمة وهي أني أحرمه من الميراث. ليس لأنه يريد أن يبيع تمر عندما يكبر، فهذه حريته الشخصية، ولكن لأنه لم يحترم مادة الرياضيات، فكيف لا يحترم الرياضيات وهي المادة المفضلة بالنسبة لي أيام الدراسة والى الان متحسف لأني لم أتخصص بشيء له علاقة بالرياضيات.

لمحبي الرياضيات كان في برنامج من 3 حلقات اسمه قصة الرياضيات
عرض على البي بي سي الرابعة في بريطانيا، كان مقدمه بروفسور ماركس دو ستاوي، يقول فيه مقدم البرنامج في الحلقة الأولى ان الرياضيات هي لغة الكون، حتى الحيوانات تستخدم الحساب، فهي تعرف متى تهجم على الفريسة عندما تستطيع الاستفراد بها، ومتى تهرب عندما يكون عدد القطيع كبير. استخدم المقدم أمثلة كثيرة لا تخطر على بال أحد حتى يبين أهمية الرياضيات. انصح أي واحد له علاقة بالرياضيات بمشاهدته.

ملاحظة: تم استبدال التمر بالتفاح للحفاظ على خصوصية أبطال القصة.

مصدر الصورة

Thursday, 25 September 2008

قصة أوباما البدون

الكاتب ابراهيم عيسى افترض في مقال له أن حسين أوباما ذهب الى مصر قبل أن يهاجر الى الولايات المتحدة وكتب سيناريو رائع يقارن فيه كيف نصنع مآسي انسانية بينما تصنع أمريكا مبدعين من أي انسان.

لقراءة المقال اضغط على الرابط (شقيق أوباما في القاهرة)


ولكن لنتخيل أن بعد أن ترك حسين أوباما مصر (حسب سيناريو ابراهيم عيسى) انتقل الى الكويت قبل أن يتجه الى الولايات المتحدة، وما ان استقر في البلد وحصل على وظيفة تناسب مؤهلاته حتى أعلن زفافه على كريمة احدى الاسر الكويتية يقال أن اسمها شريفة. لا أحد يعلم كيف أقنع أسرة حبيبته الجديدة لكن الأمر ليس مستغربا الان بعد أن عرفنا أنه قد نجح في السابق في اقناع أهل الزوجة الأولى (المصرية أم مبروك) والجميع يعلم الان أنه قد تمكن من أقناع أهل الشقراء الأمريكية (أم باراك). حسين أوباما له سحر خاص يوقع أهل العروس في حبه من أول نظره فيجعلهم يوافقون على الزواج بل يتكفلون هم بمصاريف العرس والزفة والجهاز ولا يطلبون منه مهر الا المبلغ الذي يحدده هو واذا ما عنده يكتفون بدرهم أو درهمين في سبيل المحافظة على سلامة عقد الزواج لا أكثر.

بعد أن عاش حسين أوباما مع زوجته الكويتية لمدة عامين وما ان سمع بخبر حمال شريفة وبدأت اثار الحمال تظهر عليها، عاد حسين أوباما Align Rightالى عادته القديمة وقرر أن يتركها ويتجه الى قبلته الأولى ويعود الى نيته الأولى عندما كان في كينيا وهي السفر الى الولايات المتحدة وليس مصر أو الكويت. ترك خلفه زوجة حامل في شهرها السابع وهي لا تعلم أي ذنب اقترفت ولماذا تركها هي وولدها المنتظر. من شدة القهر والحسرة بدأت تعاني من بعض الالام والتقلصات وكأنه الطلق قد أتى قبل موعده. وبالفعل أشتد عليها الطلق وولدت قبل موعد ولادتها بشهرين. وأتى الى هذه الدنيا مبارك أوباما. اختارت شريفة هذا الاسم وهي لا تعلم أن له أخ في مصر اسمه مبروك ولا تعلم أنه سيسمي ابنه القادم بباراك في أمريكا، لكنها الصدفة أن يصبح أسماء الأخوان كلهم مشتقة من البركة. فهل كلهم مبروكين أم أن هناك عوامل أخرى كالحرارة والرطوبة والغبار قد تجعل بعضهم مقرودين.... لنتابع

عندما وضعت شريفة مبارك قررت أن تنسبه الى فئة البدون لأنها خافت أن يتم تسفير ولدها عندما يكبر الى كينيا في حالة مخالفته لقانون الاقامة أو قانون المرور أو في حالة قيامه بعمل يتعارض مع تصورات وتوجهات لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة. كانت تعلم أنه سيعاني كونه بدون ولكنها اختارت له أن يعاني تحت نظرها بدل أن ينفى الى بلد لا يعرف عنه شيء ولا يتكلم لغتهم.

كبر مبارك وسط أخواله الكويتيين وهو لا يعلم عن ماضي أبوه الا الشيء القليل، بل كل ما يعرفه عنه أنه أعطاه اسم غريب ومختلف عن بقية أقربائه. لم يعلم لماذا كانت أمه نحيسة لا تقبل أن تسفره مع عيال الخالة، كان يتساءل ان كانت أمه بخيلة فلماذا أدخلته مدارس خاصة ولماذا اذا مرض لا تأخذه الا الى طبيب خاص. لم يعلم السبب الحقيقي وراء هذه التصرفات الغريبة فمرة لا يوجد ما يكفي لسفرة الى العمرة أو البحرين ومرة كرم لا حدود له من أجل الدراسة أو العلاج. لم تكلف نفسها شريفة لتشرح لابنها أنه بدون لا يحق له السفر ولا التعلم في مدارس الحكومة ولا العلاج. تركته للأيام لتخبره أنه في مقاييس خواله الكويتيين هو ما دون البشر لا يستحق الا الازدراء من بعضهم أو التعاطف السلبي من البعض الاخر.

أكتشف مبارك أنه بدون عندما أنهى دراسة الثانوية واكتشف أنه لا يستطيع الدراسة في الجامعة أو التطبيقي أو أي جهة أخرى.

هذه نهاية قصة الأخوان الثلاثة، قصة الأخ الأكبر هو مبروك وهو كيني الجنسية يعيش في مصر مع أمه ولا يزال عاطل عن العمل، والثاني مبارك وهو بدون يعيش مع أمه في الكويت ولا يحلم حتى في الزواج، أما الثالث فهو باراك وهو أمريكي الجنسية ومرشح نفسه لمنصب الرئاسة. فهل سينسى أخوانه اذا فاز في الانتخابات؟

----------------

شكرا لابراهيم لان أرسل لي مقال ابراهيم عيسى

وشكرا لبدر لأن موضوعه الأخير كان مصدر الالهام

Wednesday, 13 February 2008

قصة قصيرة

قصة قصيرة مستوحاة من حياة انسان، كان في يوم من الأيام معنا في الكويت. تم تغيير الاسماء وجهة العمل للمحافظة على خصوصية الأفراد.
استخدمت مناسبة يوم الحب في القصة لايضاح العلاقة الحميمية بين هذا الانسان وزوجته، ولا أقصد من هذا الاستخدام أن أشجع الاحتفال في هذا اليوم. ان كنت ترى الاحتفال محرم شرعا فرجاء لا تحتفل، وان كنت منزعج من اندفاع الناس على كل ما هو غربي، فأنا أعتذر مقدما على ايذاء مشاعرك. صراحة أنا أرى أن هناك مبالغة في مظاهر الاحتفال بهذا اليوم في الكويت وأعرف بعض أسباب هذه التصرفات ومنها ردة فعل على من يحاول أن يفرض أفكاره على بقية الناس. في بريطانيا يمر علينا تاريخ 14 فبراير في كل عام ولا نحس أنه يوم مختلف، وبنفس الوقت نستطيع أن نهدي فيه وردة اذا اردنا ذلك!
----------------------------------------------------------------------------------------
يركب د. محمد سيارته الكامري بعد ان انتهى من القاء محاضرته على الطلبة المستجدين في كلية العلوم. تأخذه هموم الطلبة وهو يشغل محرك سيارته. فما الذي حصل لشيماء وزهرة وبدور وأحمد ومنى وحسن؟ هؤلاء من الطلبة المتفوقين وكانوا من الأوائل في المرحلة الثانوية. لماذا هذا التدني في المستوى؟ هل هو بسبب تغير النظام عليهم ولم يعتادوا عليه بعد؟ أم هي كبوة ولن تتكر؟ أم أن ضعف اللغة الانجليزية هو السبب؟
نعم قد يكون هذا السبب لأن المحاضرات التي تلقى هناك كلها باللغة الانجليزية. كيف يعالج هذه المشكلة ان كانت فعلا هي السبب؟ د. محمد ليس عربي ولم يدرس في بلد عربي ولا يجيد اللغة العربية. د. محمد أصله من الهند ودرس المرحلة الجامعية في الولايات المتحدة ودرس في احدى جامعاتها وهو يحمل الجنسية الأمريكية. يستطيع أن يستخدم بعض الكلمات العربية ولكنه لا يمكنه أن يلقي محاضراته باللغة العربية.
.
د.محمد غرق في هذه الهموم لانه وكما يعرفه طلاب سنة ثانية جامعة لا يهدأ له بال حتى يعرف سبب المشاكل الأكاديمية التي يعاني منها طلبته. ولا يرتاح حتى يجد الحل المناسب لكل طالب منهم.
.
يصل د.محمد الى مخرج مواقف السيارات وما ان يفتح زجاج السيارة الا ويشتم رائحة الشواء القادمة من المطعم القريب من مواقف الجامعة،
.
وبسبب هذه الرائحة يتذكر زوجته سليمة التي بقيت في الولايات المتحدة لانها رفضت ان تستقيل من وظيفتها المهمة بالنسبة لها. هي مدرسة في المرحلة المتوسطة ولانها تعشق التدريس شرطت عليه أن تبقى هناك حتى تجد الوظيفة المناسبة لها في مدارس الكويت. يشتاق الى طباخها والى أكلها اللذيذ، وهو دائما يردد أنه مستعد أن يتحدى كل الكويتيين ان استطاع أحدهم من تحمل حرارة الأكل الذي تصنعه يداها، لأن نسبة الفلفل الذي تحتويه أي طبخة تضاهي نسبة أي مكون اخر من مكونات هذه الطبخة.
.
ولكن كعادته في كل مرة يتذكر فيها زوجته الجميلة يلهي نفسه في أي شيء، وفي هذه المرة يبدأ بتقليب قنوات الراديو، لانه يعرف أن مكانها الطبيعي في قلبه وليس فكره فلا أحد يعلم كيف ستكون العواقب ان سكنت سليمة عقله.
فعقله مشغول بأبحاثه المهمة، بل مشغول بأهم بحث يجريه في حياته العلمية، هذا البحث ان نجح فيه سيضيف اضافات مهمة الى العلم المتخصص فيه، وسيجد الاجابات على الاسئلة التي طالما أرهقت العلماء في هذا المجال.
ومن يدري قد تكون جائزة نوبل من مصيره، فان حصل هذا وهو ليس من المستحيلات سيصبح أول من يفوز بالجائزة في المنطقة، وهذا فخر له وللمؤسسة العلمية التي تم اجراء البحث العلمي فيها. نعم حتى جامعة الكويت لها أن تفخر بهذا الانجاز فهو أحد اساتذتها، بل ابنا لها بغض النظر عن أصله أو جنسيته أو لغته أو دينه أو حتى نوع السيارة التي يركبها والتي تعتبر أقل مستوى من السيارات التي يمتلكها أقرانه في هيئة التدريس، بل أقل مستوى من سيارات طلبته المستجدين.
د. محمد لا يبخل على نفسه فهو دائما في قمة الاناقة والشياكة ويلبس من الماركات ومطلع على كل ما هو جديد ولكن السيارة ليست من اهتماماته وهو مكتفي بالكامري التي عنده ولا يلتفت لتلميحات زملائه الذين يعتقدون أن السيارة الفارهة من الواجبات ويؤثم تاركها!
.
وما ان وصل الى الدوار الرئيسي في المنطقة حتى أصابه ما يشبه بدوار البحر بسبب هذه الأفكار التي أخذته من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق حتى جعلته يقف قبل الدخول في الدوار فترة أطول من المعتاد مما جعل الشخص الذي خلفه يتضايق منه. وهو في هذه الحالة يسمع صوت هرن السيارة التي خلفه، ينتبه، يحرك سيارته.
ولكنه يرى السيارة التي كانت خلفه قد أتت أمامه وأوقفته، وينزل منها رجل غاضب من هذا التأخير، وما أن يفتح باب السيارة حتى يتفاجأ بكف الرجل تلطم وجهه بقوة!
...
!!
؟؟
!!؟؟!!
؟؟!!؟؟

يختفي الرجل ويبقى د. محمد في مكانه، يحاول معرفة الذي حصل. أين اختفى الرجل، قد ذهب الى البيت ليتناول الغداء وكأن شيء لم يحصل، قد يتأذى قليلا لانه خرج عن طوره، أو قد يكون مرتاح بعد أن أشفى غليله من هذا الذي أخره، أو لعله مازال ناقم على د. محمد، سيفتخر بهذه الجرأة أم يخجل من نفسه على هذه الفعلة. لا أحد يعلم ما الذي حصل معه، انتهى دوره في هذه القصة، لن تحصل معجزة ويعود مرة أخرى بعد أن اختفى.
.
ولكن د. محمد لايزال ملء مخه علامات الاستفهام وعلامات التعجب! يحاول أن يبحث عن تفسير لما حدث. عقله يخذله، لا يتفاعل مع الحدث، مشاعره مضطربة، تخذله هي الأخرى، أين الغضب؟ أين الخوف؟ أين حب الانتقام؟ لم يتعلم هذا في الجامعات الأمريكية ولكن هذه غرائز عند الانسان ولا تحتاج الى محاضرات حتى يتقنها. كل ما يدور في باله هو سؤال واحد فقط: ما هي قيمة هذه الحياة بل ما هي قيمة نفسه، يحتقرها!
.
.
.
بعد يومين...
.
يجلس د.محمد ويفكر أو يحاول أن يفكر ويتأمل بالذي حصل ولكن لا يزال في حالة اضطراب حتى رن هاتفه النقال...
رقم المتصل من خارج البلاد، لا بد أنها سليمة، يرد عليها فيسمع
.
Happy Valentine’s Day
.
يسكت، تقول له: مفاجأتك لم تصل الى الان! هل ستكون باقة ورود كالتي أرسلتها العام الماضي؟
لا يرد، هي لا تعلم أنه لم يرسل لها أي شيء هذه السنة.
تقول له: أنت لا تريد أن تفسد المفاجأة، لكنها وصلت، تكذب عليه، يعلم أنها تكذب.
تقول له أنها حضرت له مفاجأة.
لا يتفاعل.
تقول له: لقد تركت عملي وأنا مستعدة الان لكي أنتقل الى الكويت وأعيش معك.
وما ان سمع هذه الكلمات حتى انهمرت دموعه، حاول أن يخفي ذلك عن سليمة. وهي بدورها لم تعلق على التغير في نبرة صوته. هو لا يدري ان نجح في اخفاء بكائه عنها أم هي لم تصدق أن ما سمعته بكاء فهذا من المحال بالنسبة لمعتقداتها.
يشعر بحزن شديد،
يسعد بهذا الشعور، فهو دليل أن حالة الاضطراب قد انتهت.
هو الان ليس غاضب وليس خائف ولا يحمل كراهية لأي أحد.
الآن هو حزين فقط وهذا يكفي، فهو يعلم أن للانسان طاقة يستطيع أن يتغلب بها على أحزانه مهما بلغت شدتها.
قال لها: أنا في المطار يا حبيبه، لا تستعجلي، سنتحدث بالأمر عند الوصول.
استغربت الأمر، لماذا هو في المطار؟
لم تسأل.
وهو لا يعطي أي معلومة أخرى.
لا يقول لها أنها أخرجته من الجحيم،
ولا يقول لها أنه ممتن لها بحياته، ولا عن اشياقه لها
وهي لا تعلم أن تذكرته التي يحملها بيده وهو في قاعة الانتظار ذهاب فقط، ولا تعلم أنه استقال من الجامعة وأنه سيبحث عن وظيفة في الولايات المتحدة.
.
.
.
.
.
خسرته الكويت!