Tuesday, 29 May 2007

موسم الهجرة


بعد أيام قليلة سيبدأ موسم الهجرة الصيفية بالنسبة للكثير من الكويتيين، موسم السياحة والسفر الى أغلب بلدان العالم. هناك من يسافر لمدة اسبوع واحد فقط وهناك من هو محظوظ أكثر وهو الذي يستطيع قضاء كل العطلة الصيفية خارج الكويت هربا من الغبار وحرارة الجو، وهربا كذلك من أمزجة الذين بقوا داخل البلد، فالحرارة تأثر بطبيعة الحال على نفسية الناس وما عليك الا أخذ جولة سريعة في الشوارع لترى أن الكل متوتر والكل أعصابه مشدودة ولا ألومهم.

وبعد هذه المقدمة القصيرة والتي أريد أن أبين فيها أن الكويتيين بحاجة الى السفر والهرب من الحر أكثر من حاجة الدول التي يزورونها الى أموالهم. صحيح أن كثير من هذه الدول تعتمد على السياحة كاعتمادنا نحن على النفط ولكن هناك من يأتيهم من دول أخرى أيضا فهناك من يأتي من دول خليجية أخرى وهناك من يأتي من دول غربية لذلك اعتمادهم على السياحة لا يعني اعتمادهم على الكويتيين فقط. يعني اذا زرنا واحدة من هذه البلدان التي تشكل السياحة العمود الرئيسي لاقتصادها، يجب أن لا نمن عليهم بزيارتنا وأن لا ننسى أننا ضيوف عندهم وكما يقال يا غريب كن أديب.

الذي دعاني الى كتابة هذا الموضوع هو ما نسمعه من قصص في موسم الصيف وما نراه بأعيننا من بعض السواح، السلبيات ليست مقتصرة على الكويتيين فقط ولكن من الطبيعي أنهم تحت المجهر بالنسبة لنا لأننا لا نريد أن يقال بأن كل الكويتيين بخلاء أو عديمي أخلاق لا سمح الله. نقل لي من أحد سائقي التكاسي في مصر أنه أوصل كويتي الى المكان المطلوب وعندما حان وقت الدفع أخرج هذا الكويتي مبلغ 5 جنيهات وهو أقل من المبلغ المطلوب بكثير، وعندما اعترض سائق التاكسي المسكين رد عليه الراكب بالقول ان لم تسكت سأشتكي عليك عند الشرطة السياحية. لم يكن هناك اتفاق على هذا المبلغ قبل التوصيل لذلك باعتقادي لا يجوز الزام سائق التاكسي بما يشتهيه هذا الضيف المحترم. أعلم أن الكثير من الكويتيين يخافون أن ينصب عليهم ولكن هذا لا يبرر أن يظلموا الناس وأن يشوهوا سمعة بلدهم بهذه التصرفات.

لو يبذل من يريد السفر بعض المجهود ويقرأ عن ثقافة البلد التي ينوي أن يزور وأن يسأل عن ما هو مقبول وما هو غير مقبول أو على الأقل أن يستخدم المنطق والاسلوب الحضاري عندما يتعامل مع من استضافه في بلده لكنا في ألف خير ولاحترمنا الناس أكثر.

No comments: