Saturday, 5 January 2008

الصراحة عند العرب!

من الغريب أن يعتذر البعض على صراحتهم عند ابداء اراءهم وخاصة اذا كانت مخالفة لرأي الأغلبية، فعندما أقرأ هذه الجملة (أعتذر على صراحتي) اتساءل عن السبب الذي يجعل الكاتب أو المتحدث على قولها. لا أذكر أني سمعت ما يشابهها في اللغة الانجليزية من قبل. هل يعتبر العرب الصراحة ذنب أو خطيئة يجب عدم ارتكابها؟
الصراحة تعتبر من الصفاة الحميدة التي يجب على المرء أن يسعى لتنميتها في نفسه والحفاظ عليها. واذا وجد الانسان نفسه متزين بهذه الصفة يجب عليه أن يفتخر بذلك لا أن يعتذر. ان لم تكن صريحا فماذا تكون؟ لا أستطيع أن أفكر بنقيض لكلمة صراحة أقل حدة وسلبية من النفاق.
من الواضح أن أغلب من يستخدم هذه العبارة لايقصد معناها الحرفي أي أن من يستخدمها لا يعتبر الصراحة خطأ يجب على من يرتكبه الأسف والاعتذار. انما يكون المقصود هو الاعتذار عن الأثر السلبي أو المشكلة التي قد يتسبب بها من خلال هذه الصراحة.
من الجيد مراعاة شعور الاخرين، فاذا كان الشخص يعرف أنه سيجرح شعور احد ما برأيه استوجب عليه التريث، فيسأل نفسه ان كان من المصلحة طرح ما يعتقد به أو الأولى أن يحتفظ برأيه لنفسه من أجل الحفاظ على مشاعر الاخرين، أو يهذب اسلوبه ويبتعد عن الالفاظ القاسية. وكلا الأمرين (عدم ابداء الرأي أو تهذيب الاسلوب) لا يتناقض مع الصراحة ولا يحتاج الى أي أعتذار.وان كان لا بد مما لابد منه واضطر أن يتكلم الشخص بما قد يؤذي الناس بأي شكل من الأشكال ووجد نفسه مضطرا للاعتذار فالأولى أن يعتذر عن هذه الآثار أو يعتذر عن هذا الاسلوب الحاد لا عن الصراحة لكي لا يعطي الانطباع أن الصراحة ذنب أو خطيئة!

20 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

أتفق معك بأن الاعتذار قد يكون عن ما تشكله الصراحة أحيانا من جرح لمشاعر الطرف المقابل

انا شخصيا أفضل استخدام كلمة

مع احترامي لرأيك ان كنت أنوي أن اخالف من امامي

Salah said...

العزيز بوسلمى:

قد يكون السبب هو ان ثقافة الاختلاف جديدة علينا لذلك لم نفكر باستخدام عبارات أفضل من الاعتذار عن الصراحة

هناك عبارات كثيرة يمكن استخدامها:

مع احترامي لرأيك... كما تفضلت
في رأيي المتواضع
اسمح لي ان أختلف معك

وغيرها


شكرا لك

Anonymous said...

ماتعودوا على الصراحه

حلم جميل بوطن أفضل said...

لأننا نراعى البعد الإجتماعي فيما نقول بعكس الغرب و نضع وزناً للعلاقات الإنسانية و هو من الأمور المحمودة لدينا

ليس من العيب أن يتكلم الشخص بأدب و لا ضرر في تهيئة الجو قبل أن نتكلم

أذكر مرة بانني كنت اقدم عرضاً لمجلس إدارة الشركة التي أعمل بها و سأل أحدهم سؤالاً غبياً لا يسأله طفل في المرحلة الإبتدائية. لمحت الإبتسامات الخفية في وجوه الحضور

فما كان علي سوى الإعتذار .. لأنني فشلت في أن أبين الأمور و أوضحها بالشكل المطلوب و شرحت له من اول يديد

يعني تأسفت له على غبائه

:)

المهم حصلت في النهاية على ما أريد

Salah said...

حمودي:

يا انهم ما تعودوا على الصراحة او ما تعودوا على الاختلاف بالرأي

من باب حسن الظن أقول انهم ما تعودوا على الاختلاف بالرأي

مشكور

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

حلم:

صحيح كلامك

بعض الأحيان يضطر الانسان الى الاعتذار وهو يعلم انه لم يقترف ذنب من باب التأدب والاحترام للطرف المقابل. لكن بعض الكلمات والعبارات تدخل لغة معينة بسبب اعتقاد أهل اللغة أو بسبب عاداتهم وتقاليدهم.

على سبيل المثال اذا كان أهل اللغة يعتبرون الرقص من الأمور المذمومة تجد عنهم أمثال كالذي نستخدمه باللغة العربية:

إذا كان رب الأسرة بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص

اما اذا كان الرقص غير مذموم فتجد عندهم أمثال تستخدم كلمة الرقص بطريقة ثانية مثل:

Let's Face the Music and Dance

أعتقد ان الاعتذار عن الصراحة يعطي ايحاء ان الصراحة ذنب!

بعض العرب يستخدمون ترجمة حرفية للعبارات العربية عندما يتحدثون باللغة الانجليزية وعادة ما ينصدم الطرف المقابل عندما تقول له
I'm sorry for my honesty

شكرا لك

شقران said...

العزيز صــلاح
عمت مساءا من الكويت الى بلاد الضباب

وذلكم لأن الصراحة قد تكون جارحة لشخص محدثنا
فتكون هذه الجملة كرد فعل طبيعي حتى تزاح الشخصانية من المسألة

وكما تفضلت ،فمن الواجب أن يكون الاعتذار عن الاثار المترتبة ان تم جرح شخص محدثنا

وحقيقة من الافضل تغيير الجملة حتى لا يفهم البعض أن الصراحة يجب أن يعتذر منها

فالصراحة والحقيقية النسبية لا يتطلب الاعتذار في قولها

لذلك فإني شخصيا مع تغيير الجملة حتى تتضح الصورة
وتبقى الصراحة غير قابلة للاعتذار وإنما نعتذر عن آثارها إن كانت جارحة

شكرا أخي صــلاح على هذه الرؤية الـفـلـسـفـيـة لجملة أصبحت رديفة لقول الصراحة او الحقيقة الغائبة

مع خالص التحية العطرة

أخوك المحــــب/

شــقـــــران

Eng_Q8 said...

الصراحه صارت ما اتعجبهم اتزعلهم بعد

زمن اغبر

bo9ali7 said...

بالضبط
السالفة سالفة ان ما تعودنا على التنوع والاختلاف بالاراء

صبا said...

اخوي صلاح

وإذا شعرت بنقص في صراحتي اهني انا

اعتذر عن صراحتي للشخص اللي جبالي لأن
كلمتي هي مقداري مع احترامي لرايك

Salah said...

العزيز شقران:

شكرا على التعليق

رؤية فلسفية مرة وحدة

راح أصدق نفسي

:)

على فكرة افتقدناك اليومين اللي فاتوا

الحمد لله على السلامة

----------------------------

Eng_Q8:

زمن أغبر ويقولون الجو غبار بالكويت بعد، يعني غبار حتى بشهر واحد!

الله يعين

وحياك الله

-------------------------------

bo9ali7:

هذا ما أعتقد به أنا على الأقل

ومشكور على المتابعة

تحياتي


---------------------------------

الأخت الكريمة صبا:

شكرا على المرور

أنا مو متأكد اذا فهمت 100% هل تقصدين النقص بالصراحة هو ما بين عدم الصراحة والصراحة الكاملة؟

بو محمد said...
This comment has been removed by the author.
بو محمد said...

مقالة جميلة جدا و ملاحظة في محلها و لعل ما يدفع العرب إلى استحداث لفظ أو تعبير كهذا هو غياب الصراحة عن الساحة الحوارية و شذوذ شفافية التعامل حيث أدى ذالك إلى الضجر من ظهور الصراحة لا من غيابها فكل ما شذ عن الطور العام و بيئتهم كان خطأ و أمر مرفوض و حين يكتشف المرء منهم مرارة الأغلاط التي سادت حياتهم يحس بمرارة حقيقتها و بالتالي أصبحت حقيقة الحياة مرتبطة بمرارةالحقيقة

فتى الجبل said...

حجيك منطقي وموزون

العرزالــــــه said...

بوصلوح

ساعات لما الواحد يقول اعتذر على صراحتي فهذا لأنه يعرف ان صراحته مافيها شي وصحيحه %100 بس بنفس الوقت يعرف ان في ناس قله فهمها متواضع او مخها مقفل وراح تاخذها على انها اهانه او فيها زعل

فمن باب الادب يرضي هالفئه وبنفس الوقت من باب الترغيب لهم انهم يتمعنون بكلامه ويفكرون فيه

لاتنسى العرب امه عاطفيه والعقل عندها نادر ماتشغله

M said...

المشكلة من وجهة نظري يمكن أحددها بعدم الاستيعاب الحقيقي لمصطلح "الصراحة"

إلى اليوم أتوقع أغلب النخب الفكرية العربية ما يقدرون يفرقون بين الإختلاف بالآراء والعداء

وما يقدرون يوقفون عند حدود الحوار حول قضية معينة إلى أن تلقاهم أنهم ينزلون لمستوى الشخصنة العقيمة

الخلل ماني قادر أحدد بالضبط وين مصدره
هل هي طبيعة المجتمع اللي عاش به العربي على مدى العصور
إن الرأي للجماعة أو لسلطة مستبدة
وأي صراحة تعكر صفو مزاج المتنفذين معناها قطع راس أو قطع عيش؟!!

" يمكن "
ويمكن الحل يكون بوجود بيئة صحية تحتمل وجودة صراحة حقيقية

آسف إذا كنت طلعت شوي برى
شكراً لك

bass said...

نعم هم يعتذرون لما سيسببونة من جرح مشاعر لطرف الثاني ، ففي الدول الغربية لا يكترثون لطرف المقابل ؟؟


دمت بخير وكل عام و انت بالف خير بمناسبة السنة الهجرية

Aldenya said...

أتفق معك بكل حرف خطه قلمك
كثيرا ما ألاحظ هذه الكلمة
" قولا و كتابة "
أعتذر على صراحتي .. !!!
,,
وأراها أن الشخص ممكن أنه يرددها
" مع الخيل يا شقره "
أي
هو لا يقصد الاعتذار ولكن هي كلمة يراها
كعنوان لبداية حديث صريح
أو ممكن كما قال الأخوة هنا
أن صراحة الشخص الصريح ممكن انها ستجرح الشخص الاخر
ولذلك يعتذر منذ البداية حتى يلطف الكلام
ولكني اتفق معك
ان كان الكلام الصريح جارحا
أتريث قليلا وأهدئ من قوة وشدة الكلام
وإن كان الشخص لا يتقبل النصح
أفضل أن لا أصارحه بشيء
وأدعه ,, بدلا من إبتدائي بكلمة
" أعتذر على صراحتي "
وشكرا لك يا استاذ صلاح
على ترجمة هذا الحدث لهذة الفكرة الواقعية

ولد الديرة said...

خوش موضوع

الاعتذار عادة ياتي بعد اساءة أو شيء سلبي

الخلط دائما يأتي عند عدم التفريق بين الصراحة و بين التجريح

و صراحتنا اغلبها تجريح

Maximilian said...
This comment has been removed by the author.
Maximilian said...

السلام عليكم خيي :]

أتفق معاك عزيزي


بس مو داش أعلق على الموضوع

داش اتسائل عن القضية اللي سمعتها للتو ؟؟


هل صحيح سالفة العريضة والمنع اللي كلمت فيها غياث الدين ؟؟؟
دام الموضوع عن الصراحة .. فأنا بتكلم بصراحة :p:
شووف انا واحد ضد سياسة اللي يسوونه هذيلة كل سنة من أعمال تشوّه صورة الدين الحنيف .. وانا من مدرسة تحرّم هالشغلة .. بس بنفس الوكت انا ارى سالفة اني اسوي عريضة امنع فيها ناس من ممارسة شعائر يرونها مقدسة - بالنسبة لهم على الاقل- المطالبة بمنعهم هي ازدواجية في التفكير وكيل بمكيالين

فأنا مثلا لست بنصراني ولا يهودي ولكنني لا أري ان هناك مانع من السماح للاخوة المسيح و غيرهم من ممارسة طقوسهم بالكويت ولا مانع من بناء معابد وكنائس .. واعتقد انك توافقني الراي

طيب اذا انا مؤيد لحقوق الاقليات الغير مسلمة في بناء معابد لهم وممارسة شعائرهم بحرية .. شلون يكون لي موقف النقيض تماما لناس مسلمين ؟؟

يمكن انا وانت نراهم على باطل .. بس اهم مقتنعين ان اللي يسوونه شي عظييم .. في النهاية القضية هي مجرد حريات شخصية

في الختام اعذرني على صراحتي :P