Thursday 21 February 2008

ما الهدف من الدعوة الى الوحدة الوطنية؟

هل سألت نفسك لماذا يجب أن يلتزم الجميع بالوحدة الوطنية؟ لنترك الشعارات على جانب ونحاول أن نحلل الأسباب الحقيقية وراء هذا المطلب.


على مستوى الأفراد:


سأقسم الذين ينادون بالوحدة الوطنية الى مجموعات وذلك من وجهة نظري المحدودة.
المجموعة الأولى وهم الذين ينطلقون من مبدأ العدل والمساواة بين البشر. لا أعتقد أن كل من يطالب بالحفاظ على الوحدة الوطنية مؤمن بهذا المبدأ. لأن الذين يدعون بالوحدة الوطنية أكثر بكثير ممن يدافعون عن حقوق المستضعفين الغير كويتيين. ومن هذه الملاحظة أستطيع أن أقول أن أغلب من ينادي بهذا المبدأ يرى مصلحته أولا وأخيرا.


المجموعة الثانية وهم الذين خالطوا اناس من مذهب مختلف أو من أصل مختلف عنهم، وتكون عندهم انطباع ايجابي حول هؤلاء، فأصبحوا مدافعين عنهم. هؤلاء يشبهون الذين في المجموعة الأولى وهم قلة أيضا.


المجموعة الثالثة: يعتقد البعض أن الطائفية أو القبلية خطر على استقرار البلد، وخاصة بعد التجارب المأساوية في العراق ولبنان. وهؤلاء عندهم مقياس للخوف من الفتنة، تشتد مطالبتهم بالالتزام بالوحدة اذا ارتفع منسوب الخوف من الفتنة وتخف المطالبة اذا انخفض منسوب الخوف عندهم. هذا النوع من الناس لا يهتم كثيرا اذا وقع الظلم على غيره، قد يهتم بردة الأفعال لأن ردة الأفعال قد تكون شديدة وقد تكون شرارة للفتنة وهذا حد اهتمامه. وعدد هؤلاء أكبر من عدد الذين في المجموعة الأولى والثانية.


المجموعة الرابعة وتضم من يطالب بالوحدة لانه عانى من العنصرية وتعرض الى الاضطهاد في مرحلة من مراحل حياته. ومن تجرع من سموم العنصرية لا يرضى لغيره أن يشرب من نفس الكأس اذا كان عنده انسانية، أو لانه لا يريد أن تتكرر مأساته ويتعرض لنفس الموقف مرة أخرى.


المجموعة الخامسة والأخيرة تضم البعض ممن يعرف أنه من المغضوب عليهم في البلد، فلا يحمل اسم عائلة من العوائل التي تضمن له الحقوق ولا ينتمي الى قبيلة تكون له عون في وقت الضيق والشدة. أقول البعض وليس كل من لا ينتسب الى قبيلة أو عائلة، فهناك من أبناء عوائل غير معروفة ولكن تجدهم في المجموعة الأولى التي تحدثت عنها بالأعلى. وهذا البعض واضح أن هدفه من المساواة هي مصلحته الشخصية فان تعدلت ظروفه من خلال حصوله على منصب معين أو من خلال انتمائه الى حزب له ثقله، لا يرهق نفسه بهذه المطالبات التي لا تحقق له أي فائدة اضافية.


على مستوى التيارات:


أكاد أجزم أن الوحدة الوطنية الكاملة ليست من مصلحة أي من التيارات الموجودة في الكويت، صحيح أن جميع التيارات تطالب بالوحدة في بياناتها الرسمية وتحمل الوحدة كشعار لكن هل الجميع يريد أن تتحقق بالفعل؟ لا أتمنى أن يكفر الناس بالتيارات السياسية لأن لا مجال لتطور العمل السياسي الا من خلال التيارات السياسية، ويمكننا أن نحسن الظن بهم أو ببعضهم ونقول أنهم ينادون بالوحدة ويسعون لها رغم معرفتهم المسبقة أنها ليست من مصلحتهم.


لماذا لا تعتبر الوحدة الوطنية من مصلحة التيارات السياسية؟


قبل أن أجيب على هذا السؤال يجب علي أن أوضح أن الخط الأدنى متفق عليه من قبل الجميع وهو أننا لا يجب أن ننجر الى الفتنة! مع أني أعتقد أننا نعيش في فتنة منذ زمن طويل، تهدأ وتشتد، ولكنها مختلفة عن فتن العراق ولبنان.
التيارات السياسية لديها مؤيدون أتوا لها بطريقة سهلة، أو كما يقال باللغة الانجليزية:
They take it for granted
الشخص منذ الولادة تعرفه ان كان سينضم الى هذا التيار أو ذاك التيار. الانتماء من المسلمات فلا يحتاجون الى بذل أي مجهود لاقناع أي أحد. لن تتحقق الوحدة الوطنية الا اذا توقف جميع الأطراف من تخويف الناس من الطرف الاخر وهذا يعني أن الناس في خطر بأن تتغير انتماءاتهم وسينتقلون من تيار الى اخر. ولذلك أعتقد أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيضمن للتيارات أن تحافظ على هذه المكتسبات، أن تحافظ على ولاء الناس لها، أن تحافظ على عدد المؤيدين وعلى الأصوات المضمونة وقت الانتخابات.

الخلاصة: ان كنت تنادي بالوحدة وان كنت تعامل الناس بانصاف تذكر ان لا تفتخر ولا تتباهى لأن هذا من حق الناس عليك.

العزيز
كويت ويشفول سألني في الموضوع السابق السؤال التالي:


"ولكنك اشرت الى نقطة مهمة وهي تقسيم الدوائر كونها من المسببات الرئيسية للتطرف , هل برأيكم ان الاتجاه نحو النظام الجديد بالدوائر الخمسة او الواحدة سوف يكسر شبح التطرف"


أقول: اذا كان التدخين يسبب السرطان فان التوقف عن التدخين لا يعالجه

13 comments:

Peace said...

وهناك ايضا من ينادي بشعار الوحده الوطنيه وهو بعيد عنها كل البعد لان التعصب الاعمى مغروس بداخله فنراه يعادي الفئات الاخرى و يتهم اي شخص لمجرد انتمائه الى فئه اخرى

اعتقد من اهم وسائل تحقيق الوحده الوطنيه
الابتعاد عن اي تعصب اواي تيار
و الغاء هذه المسميات

Mohammad Al-Yousifi said...

موضوع ممتاز

:)

بو محمد said...

سبع و الله العظيم سبع

إيه يا بوصلوح كفو والله

خل العقل شوي يشط، كلا كيميا بكيميا

يا بو صلوح معيار التعامل هو القلب، و الله سبحانه و تعالى يقول في محكم كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ


فإن غاب كل ذالك بات الهدف تطبيل و شعارات فقط

العرزالــــــه said...

كالعاده

احبك بس عندي ملاحظه..او ملاحظات وكتبت رد شطوله بس مسحته

يعني انت قسمت الناس انواع ونعم في ناس بينا جذي

بس الله يهداك كل قسم فصلته عن الثاني وحطيت فيه عيب ونقص بوطنيته او انسانيته

ماكو نوع مخلط بينهم ونظيف وانساني ووطني وخوش ادمي؟

على جذي خربت الديره مابقى احد

واذا خليت خربت يابوصلوح

:))

شقران said...

العزيز صــلاح
صبحك الله بالخير

ماشاء الله ثلاث مواضيعي طافتني

اثنان بالعربي
وواحد بالعنقريزي

وكل موضوع ادسم من الثاني

طبعا من العنوان

أبوصلوح

التعليق غدا

بعدين تعال تعال
خبيتنا..وكادت ان تنتحر..وحنا فزعنا وجاهيات وتكفى يابوصلوح :)

وألحين كاتب موضوعين كل واحد يبيله ستة صفحات رد :)

المهم
المداخلات راح تكون مساء هذا اليوم
لأني مستعجل الحين..الوالد موصيني أجيب خروف حق غدا اليوم:(



وارسل سلامي لصاحبة الجلالة الملكة وباقي العنقريز :)


مع خالص التحية القلبية

المحــــــب/

شــقـــــران

Maximilian said...

اعلق واصفق :]

ورحم الله والديك شوي شوي علينا

خلنا نعطي مواضيعك حقها

وبانتظار المسطرة ;P

Salah said...

Peace:

صحيح كلامج

شكرا لعى المرور

-------------------

بوسلمى:

تسلم يالحبيب

--------------------

بو محمد:

احلى شي الكيميا

:)

ما نستغنى عن توجدكم العطر

---------------------

العرزالة:

حبيب والله

أعتقد أن المجموعة الاولى جيدة، وأنا أتمنى أكون فيها

:)

ملاحظة: أشكر طرحك الهادي في هذه الأيام، ولكن اعذرني اذا ما أعقب لان عندي فلسفة خاصة بالموضوع

تدري وايد اتفلسف!

لكن متابع

-------------------------

شقران:

اللي بالعنقريزي حريمي يعني ما طافك وايد.

وبالنسبة للمدونة فهي عرات
ومو راكدة هالايام

تحياتي

-----------------------

ماكسميليان:

تسلم على هالاطراء

وان شاء الله بينزل بس لا تستعيل

:)

S-Q8 said...

طبعا غير عن اللي يعلى صوته و ينادي بالوحدة بوقت يثار فيه الموضوع لانه بالنسبة له هبة و لازم يواكب الموضة السياسية.. لوول في ناس جذي
كل ما اثير موضوع سياسي هبو فيه و بس يصير في موضوع سياسي يديد نسو الاول
طبعا الفئات اللي ذكرتها موجودة
و ببساطة ايا كان السبب فالوحدة غاية مرجوة عشان الناس تقدر تتعايش مع بعض بسلام
موضوع حلو في السرد و النقاش
يعطيك العافية

Salah said...

نعناعة:

الحشر مع الناس عيد

شكرا

شقران said...

العزيز صــلاح
مرحبا مره أخرى في مساء جميل وصافي افتقدناه في الكويت خلال الأيام الماضية

عزيزي اشكرك على اجتهادك في المجموعات التي تدعوا الى الوحدة الوطنية

وإن كان لي عليها بعض الملاحظات ولكن تبقى أنها حصرت أصل المشكلة في الدعوة للوحدة الوطنية

على المستوى الشخصي
دعوتي للوحدة الوطنية تنطلق من مبدأ أن الوحدة تأمن الاستقرار والأمن والامان للوطن وكذلك تأمن مبدأ العدالة
كما أن من ابجدياتها عندي تعني تقبل الآخر أيا كان فكره لكي تذوب في معادلة الوحدة الوطنية كل أنواع التوجهات والأفكار

قد أكون مثاليا
ولكني سأسعى اليها ، وإن كان لي أخطاء سابقة ،فهذه سنة الحياة نجتهد فنصيب أو نخطئ

فإن اصبنا فمن الله جل وعلا
وإن أخطأنا فمنا ومن الشيطان

وتأكد اننا نرجع عن الخطأ بالتوبة

لنكمل مشوار هذه الحياة في دعوتنا لهذه المبادئ

أما بالنسبة للتيارات السياسية
فاتفق معك حول الإختلاف الواضح بين البيانات الانشائية وما يحدث على أرض الواقع

واتفق أكثر في الفقرة الأخيرة وقبل فقرة الخلاصة

علما بأن هذا الشيء ليس قاصرا علينا فقط
بل حتى أعتى الديمقراطيات موجود فيها هذا الشيء

وكمثال على ذلك
عائلة كينيدي كل ابنائها ديمقراطيون
وحتى الذي لم يولد منهم بعد فهو ديمقراطي

عائلة بوش كذلك
و و و و و

يعنيا على قولة أخواننا أهل الهند والسند
سيم سيم

وعلى قولة أهل الكويت
اسعيد اخو مبارك

وعلى قولة أهل النيل
ابن الوز عوام

وعن النظام الجديد للدوائر
فايضا تناقشنا أنت وأنا فيه أيام موضوع
النخب الفكرية وأزمة الطبقة السياسية

وخصوصا في التعليقات والمداخلات منكم ومن باقي الأخوة حينها


عحبني ردك في مثال التدخين...سأستعيره كمثال في قادم الأيام إن شاء الله..طبعا سرقة ادبية في وضح النهار :)


مع فائق الاحترام والتقدير

أخوك (الصغير) والمحــــــــــب/

شــقـــــران

Salah said...

أخي (الكبير) شقران:

:)

دائما تسعدنا بتعقيباتك التي تثري الموضوع.

ملاحظة جيدة بالنسبة لما يخص عائلة كيندي.

يمكن هذه قاعدة يشترك فيها المرشحين والسياسيين في كل بلد. ولكن ماذا عن الناخب؟ اذا كان والدي ينتخب وليد الجري على سبيل المثال فهل يجب علي انتخابه؟

وبالنسبة لمثال التدخين فهذه لا أعتبرها سرقة لانها من مدونتك واحنا ضيوف عندك.

تحياتي

G said...

With all the talk on "national unity", I'm still very confused about what it actually means?

It's this elusive abstract that's been touted in our political discourse as our "utopia". (It's like when American politicians talk about the "American way of life. meaningless.)

Does national unity mean that I, as a Sunni, can't criticize shi3a or call out their mistakes publicly? Well, what about bedou?

"National unity" is nothing more than a phrase politicians pay lip-service to. It's meaningless. (Unless we define it.)

Salah said...

G.E&B:

This is a valid point.

I agree with you we need more explanation on what National Unitiy actually means.

Regards,